| الاولــى
*
قبل أيام قليلة مضت، ودعت البلاد أحد شبابها المخلصين إلى مثواه الأخير، وقد كان لهذا الحادث المؤلم الأثر بالشعور الذي يعصر القلوب حزناً وأسى.
وتلك هي إرادة الله فلا راد لإرادته. ولا نملك ازاء ذلك إلا التسليم بقضاء الله وقدره.. وفي كل الأحوال يظل حبل المودة ممتداً وموصولاً مع كل من نحبهم في الله وتقدّر فيهم أدوارهم الخيرة، وأن تواصلاً هذا شأنه لا يمكن إلا أن يترجم إلى جملة مشاعر إنسانية لا تبلى ولا تذبل بمرور الأيام وتعاقب السنين.
ففقيدنا الغالي وفقيد الجميع صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي انتقل إلى جوار ربه راضياً مرضياً، مطمئن النفس، مرتاح البال والضمير.. لأنه ما انفك أبداً طوال حياته وهو يبني فكره ووجدانه بناءً متكاملاً يقوم على قاعدتي العلم والإيمان.. ولذلك فهو غراس بيت كريم فطر على هذا النهج القويم الذي يبصر بحقيقة الأمور.. وهذا هو ما يسود بلادنا على مستوى الأسرة الواحدة والمجتمع السعودي ككل.
كما يقول الشاعر:
هي الأخلاق تنبت كالنبات
إذا زرعت بماء المكرمات |
وفي مجال اسهاماته الاجتماعية فقد كان سموه رحمه الله صديق الجميع.. محباً للخير.. ويسعى دوماً لمساعدة الآخرين.. وتزداد فرحته بسعادة كل من حوله.. وقد لازمته هذه السمات الطيبة والخلال الحميدة طوال حياته.
فقد كان رحمه الله بأخلاقه يتعامل مع الجميع بروح المحبة والإخاء والكلم الطيب فازداد تواصله وكبرت محبته وانعكس ذلك إيجابياً بما يرتقي بالأداء ويفضي إلى تحقيق الصالح العام الذي هو رائد كل من يقدر المسؤولية ويقوم بالواجب انطلاقاً من انتمائه الوطني وإخلاصه لأمته ووطنه.
لذلك فإنه من الطبيعي أن ننعى فقيدنا الغالي.. ولا نردد إلا ما ورد في الأثر: إنا على فراقك لمحزونون.. فاللهم اجعله مع الصديقين والشهداء وأسكنه فسيح جناتك وألهم أبويه وأبناءه واخوته وأهل بيته بخاصة والأسرة المالكة الكريمة بعامة والشعب السعودي الوفي الصبر والسلوان. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
* وزير الإعلام
|
|
|
|
|