| الفنيــة
تحقيق : علي العبد الله عبد الرحمن اليوسف
المتابع الجيد لواقع الدراما الخليجية يجد انه برغم الطفرات الكبيرة التي حققتها مؤخراً إلا أنها ما زالت دون طموح المشاهد الخليجي العادي الذي ما زال يأمل بأن يرى انتاجا دراميا يوازي نجاحات الاغنية الخليجية وانتشارها.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوة هو لماذا لم تستطع الدراما الخليجية من مواكبة النجاح الغنائي في الخليج؟ وما هي المعضلات التي جعلت الدراما تعيش هذا الوهن في مقابل الاغنية؟ وما هي الحلول الناجعة لانقاذ الدراما الخليجية من وهدتها ومن ثم الاخذ بيدها لمقارعة انتشار ونجاح الغناء الخليجي؟
الجزيرة حملت هذه الاسئلة وطافت بها على القائمين على امر الدراما خليجيا والمختصين في هذا المجال في محاولة لايجاد اجابات منطقية ومسؤولة للاسئلة الفائتة فماذا قالوا:
إجراء غير منطقي
بداية تحدث الينا الكاتب الأديب والسيناريست السعودي الكبير عبدالله بن بخيت قائلاً:
أولاً قبل ان ابدأ تنظيري احذر الصفحات الفنية من عدوى الصفحات الثقافية التي ماتت الآن بسبب انها كانت في كل يوم تجمع المهتمين بالشأن الثقافي «والملحقين بهم» وتطرح عليهم اسئلة تنظيرية حتى ان كثيرا من الأسماء الأدبية الذين تخصصوا في هذا النوع من التنظير لم يُعرف عنهم انتاج ثقافي أو أدبي وانما تحولوا إلى ابطال تنظير ثقافي وأعضاء دائمين في كل محور أو ندوة تفتعلها الجرائد وكنت حينها اسميهم لجنة الحكماء الثقافية المنعقدة دائما.
ثانياً في ظني ان المقارنة بين الغناء والدراما اجراء غير منطقي او دعني اقول انه سؤال لا يتوفر على كمية كافية من التساؤل لان ربط الدراما بالغناء غير مفيد بدون أبحاث استطيع ان ادعي ان الأغنية وجدت مع وجود الانسان وهي الشكل الفني الوحيد الذي لا يتطلب أي تقدم حضاري معين اما الدراما فهي عمل حضاري يتطلب عدداً وأدوات وتقنيات وتحضيرات لا يقوى عليها الا المجتمعات المتمدينة المستقرة اذا من غير الملائم ابدا مقارنة تقدم الدراما بتقدم الأغنية فهما شيئان لا يمكن المقارنة بينهما رغم خداع كلمة «فن» التي تجمعمها.
الأغنية عمل فردي بينما الدراما عمل جماعي الأغنية لا تتطلب ادوات معقدة مثل الدراما فمثلا الفنان الشعبي القديم حل مشكلة انتاج الموسيقى المصاحبة لصوته باستخدام ابسط الأدوات مثل الربابة والسمسمية والطبل بل جذوع الأشجار وعروق الشجر لذا فإن سيطرة الغناء على الشاشات على حد تعبيرك هي سيطرة طبيعية لا تنطوي على أي خلل يحتاج إلى اعادة نظر.
ثالثا الحديث عن الدراما الخليجية ينطوي على بعض التعسف فكلمة خليجي لا معنى لها هنا فالفن الدرامي يعتمد على طبيعة الحياة في المجتمعات المختلفة ويحتاج إلى مجموعة متضافرة من القوانين والخبرة والتسامح وغيرها من الابعاد الحضارية وفي هذا الأمر فإن دول الخليج تختلف الواحدة عن الأخرى فمثلا لا يمكن مقارنة الدراما في الكويت بالدراما في الامارات ولا يمكن ان تربط تطور الدراما في الكويت بتطور الدراما في المملكة اعتقد ان الأسئلة التي تحاول ربط الخليجيين ببعضهم هي اسئلة متفائلة كثيراً ولكنها في النهاية غير مفيدة فمجلس التعاون الخليجي لم يتعد بعد خطواته التحضيرية فاذا اردتني ان اتحدث فأنا يمكن ان اتحدث عن الدراما في المملكة العربية السعودية لذا سوف اختصر الكلام واقول ان حديثي يجب ان ينصب على الدراما التلفزيونية لان المسرح مازال بعيد المنال. أظن والله اعلم ان الدراما التلفزيونية هي الآن انشط انواع الدراما وقد حققت حضوراً كبيراً في بيوت الناس ويعود السبب كثيراً إلى طاش ما طاش والتسهيلات التي منحت له من قبل وزارة الاعلام ولكن لو نظرت إلى طاش بمعزل عن دور الريادة الذي يقوم به ستجد أنه مازال بحاجة إلى كثير من التطوير ولكنه في النهاية هو آخر ما وصلت اليه الدراما في المملكة العربية السعودية واعتقد ان خير من يجيب على سؤالك عن تطور الدراما في المملكة العربية هما عبدالله السدحان وناصر القصبي، تستطيع ان تتناول كل عيوب طاش ما طاش في قائمة ثم تسأل عبدالله وناصر واظن ان اجابات عبدالله وناصر على هذه الاسئلة هي الاجابات الحاسمة، اخيرا اعتقد ان وزارة الاعلام تستطيع ان تساهم بدور كبير في تطور الدراما إما بتأسيس معهد فني لتدريس الدراما باشكالها او بوضع الحوافز المالية الجيدة مثل ما فعلت مع الفنانين في زمن من الأزمنة فوزارة الاعلام لا تعرف من الدراما الآن سوى الممثل لذا ارجو أن تعمل على دعم المخرج السعودي والمؤلف السعودي وبقية العاملين في هذا المجال. وهناك أشياء أخرى تتعلق بالموضوع لا مجال إلى ذكرها.
الدراما غير!
أما المخرج الكبير عبدالخالق الغانم فيقول: الدراما غير الاغنية فالأغنية قصيرة وسهلة التوزيع ولا تأخذ وقتا طويلا والمجال في تنفيذها محدود على عدة اشخاص مثل الكاتب والملحن والمغني والموزع اما الدراما فتبقى عملاً جماعياً يحتاج الى عدة فنانين وكاتب وسيناريست ومخرج ومصور وغير ذلك الكثير وايضا من السهل ان تسيطر على الاغنية وان تقدمها برؤية فنية خاصة وذلك بجهد قليل مقارنة بالعمل الدرامي كما ان الاغنية تخاطب الناس وتلامس مشاعرهم وشجنهم لذلك تجدها سريعة الانتشار اما الدراما فتعيش في وضع ينقصها فيه الكثير وهناك عوامل كثيرة يجب ان تتوفر للدراما فتعيش في وضع ينقصها فيه الكثير وهناك عوامل كثيرة يجب ان تتوفر للدراما لكي تواكب نجاح الاغنية ففي المقام الاول تحتاج الدراما الى المناخ الفني الذي لا يتوفر في منطقتنا بل نحن الذين نصنعه بأنفسنا، كما تحتاج ايضا الى الكاتب الذي يكتب من واقع المجتمع السعودي او الخليجي والحقيقة اننا نفتقر الى ذلك الكاتب فأغلب الاعمال تجدها منقولة من مصر او سوريا او غيرهما هذا الى جانب القصور في الكادر الفني والسيناريست وغيره وانا اعتقد حقيقة انه لا يوجد شيء في الكون لا يتغير ولا شيء يقف على حاله والحياة كلها في تطور والمتابع للدراما في المنطقة الخليجية يجد انها تطورت تطورا كبيرا فمستواها في السابق كان اقل بكثير مما هي عليه الآن فقط نحن نحتاج للوقت فهناك تطور ولكنه بطيء ولكي نعجل به فنحن نحتاج الى التخصص نحتاج الى معاهد او جامعات متخصصة لتخريج الكوادر الفنية لتكون البذرة الحقيقية لدراما قائمة على اسس وقواعد ومنهج علمي.
اما العاملون في المجال الدرامي الآن فهم من الهواة ومن الصعب ان تحملهم المسؤولية كاملة وهذا هو جهدهم ويشكرون عليه والوضع السائد للدراما الآن هو عشوائي وغير مؤسس على جذور متينة فكل من يستطيع ان يركب صورة على صورة صار مخرجا وكل من وقف او عنده الرغبة في الوقوف اما الكاميرا اصبح فنانا وهذا الشيء لا يخدم الدراما ويجعلها متأخرة ولا تتقدم بسرعة.
المناخ الدرامي الاجتماعي
ويقول المخرج خالد الطخيم: الغناء عملية فردية ولا تعتمد على فريق عمل يفترض تواجدهم، وكل ما على المطرب ان يفتش عن قصيدة تصلح للغناء خصوصا اذا كان من كبار المطربين فهو يعرف كيف ستصل الى الناس هذا شيء والشيء الآخر ان تاريخ الاغنية أعرق وأقدم من تاريخ الدراما خصوصا هنا في المملكة اما تقنيات الفن الدرامي فلم تكن موجودة قبل حوالي اربعين سنة لذلك اصبح الغناء هو النشاط الثقافي الوحيد للسعوديين لانه يضم الشعر والفولكلور وغيره واصبح لدينا كتاب وملحنون ومغنيون نتيجة لذلك التاريخ العريق هؤلاء الاشخاص اكتسبوا جمهورا واسعا بفنهم اما الدراما فهي نسبيا شيء جديد وعمل يحتاج الى فريق كبير ولا يمكن ان يأتي فنان ممثل ويؤدي دوره لوحده دون كاتب او مخرج الى آخره واذا اخذنا العملية في نطاق ضيق فان اقل شيء يحتاجه الممثل هو الكاتب ويحتاج الى ممثلين آخرين لإيجاد الحوار واللغة ويحتاج ايضا الى اشخاص آخرين لكي يوصلوا ما يؤديه الممثل عبر قناة يخرج من خلالها الى الجمهور سواء المسرح او التلفزيون وايضا يحتاج الى مخرج لتسهيل عملية الظهور واذا اخذنا الفنان القديم شارلي شابلن مثلا فاننا نجده في بداية مشواره يريد القيام بكل الادوار ولكنه لم يستطع مما اضطره الى ان يقوم بدور الممثل فقط.
وانا حقيقة لا أرى التقدم الذي نتمناه في الدراما ونحن جميعا نطمع في تقدم افضل ولولا تدخل وزارة الاعلام كجهة رسمية لدعم الاعمال الدرامية ما وجدت سوقا للاعمال الدرامية وهنا اشيد بفضل وزارة الاعلام لدعمها للاعمال المحلية.
واذا اردنا ان نتحدث عن مشاكل الدراما فلن نجد ما يكفي من الوقت لذلك ولكن نوجزها ونذكر أهمها وأولها وهو الجو العام او المناخ فيجب على المجتمع ان يقبل الفن الدرامي ولا يستنكر العملية الدرامية كذلك يجب ان يكون هناك عناصر اخرى فاعلة مثل الانتاج وغيره من العناصر المكملة للدراما فنحن نفتقر الى ابسط العناصر حتى اننا لا نجد من يقوم بدور مساعد المخرج وانا اتحدث عن الشكل الاكاديمي فنحن ايضا لانجد مصوراً او مدير تصوير او كاتب سيناريو .
وأنا أرى انه سيأتي اليوم الذي نجد فيه التلفزيون السعودي يقوم بايجاد شباب متخصصين في مجالات فنية، وهذه عملية تحتاج الى وقت طويل وجهد كبير لكسب الخبرة الكافية لان هذه الاعمال لا يمكن ان يتقنها اي شخص إلا بالخبرة والممارسة حتى لو تعلم في اي جامعة لانه في النهاية سيتعامل مع اشياء متغيرة وليست ثابتة فهو سيتعامل مع انسان وظروف مختلفة لذلك يجب ان يكون لديه الخبرة القوية.
حديثة التجربة
الاغنية الخليجية تاريخياً أقدم من الدراما..
اما الفنان والمؤلف عبد العزيز السماعيل فقد قال: الاغنية الخليجية تاريخها أعرق واقدم من الدراما وذلك بدءاً من الفنون الشعبية الاصيلة والمعروفة التي اشتهر بها ابناء الخليج منذ فترة طويلة من الزمن على عكس الحركة الدرامية التي بدأت متأخرة اي انها ما زالت حديثة التجربة ولا تملك الخبرة الكافية للنهوض بالفن الدرامي ويرجع ذلك لاسباب عديدة منها:
1- عدم وجود السيناريست المتخصص.
2- عدم وجود الدعم المادي للمؤسسات الانتاجية.
3- تفاوت مستوى الدراما بين دول الخليج اي ان الدراما في الكويت تعتبر متقدمة كثيراً على جاراتها. وأضاف السماعيل قائلا: نحن نحتاج على المستوى الدرامي المحلي العديد من المطالب اهمها إعطاؤنا الفرصة كاملة والتشجيع المتواصل لكي نستطيع ان نواكب التطورات من حولنا، فمثلا المؤسسات الانتاجية في المنطقة الشرقية ضعيفة وتفتقر للمادة والخبرة والعلاقات الجيدة بالتلفزيون.. الشيء الذي لا يتيح لها الصلاحيات لاعتماد مسلسل ما، وهذا يقع على عاتق التلفزيون السعودي الموجود بالدمام فهو لا يملك الصلاحية الكافية التي تخوله لاعتماد عمل معين مما يسبب الاحباط للفنان نفسه وفريق العمل. وتمنى السماعيل ان يتم تطوير بعض القوانين الدرامية التي تخضع لها النصوص المحلية بدءاً من الرقابة والتعرفة المالية فهي حسب قول السماعيل تحتاج الى إعادة نظر.
الكاتب المتخصص
أما الكاتبة الكويتية فجر السعيد فقد قالت ان تدني أسهم الدراما الخليجية اذا ما قورنت بالأغنية الخليجية وصدى انتشارها بالوطن العربي تعزى لعدم جهود الكاتب المتخصص بالرغم من وجود طاقات فنية جبارة فالمنتجون والمخرجون والفنانون موجودون ولكن مع الأسف لا يوجد كاتب يحمل افكاراً وطرحاً متميزاً، وكذلك لا يوجد لدينا متخصصون في مجال السيناريو والحوار بشكل جيد بالرغم من وجود الحوافز المادية والتشجيعية الأخرى.
وخير مثال على ذلك حسب قول فجر السعيد الدراما السعودية فهي تملك كل شيء عدا المؤلف الجيد الذي يفجر طاقات المواهب الموجودة من الكوادر الفنية.
وتضيف فجر السعيد:
الاغنية اسهل للوصول للناس دائماً وعلى جميع الأحوال والاماكن ليس فقط عندنا في الخليج ويمكن أن تسمعها بالسيارة أو المطعم أو أي مكان عام آخر لانها قصيرة ولا تتجاوز دقائق معدودة. ولكن لنتابع مثلاً مسلسلاً معيناً وتمثيلية فانك تحتاج في ذلك لوقت للجلوس في البيت فترة طويلة وهذا يعني ان الدراما الخليجية ليست ناجحة ودليل ذلك ان مسلسل «طاش ما طاش» و«دروب الشك» حصلا على جوائز عربية في مهرجانات كبيرة.
وتستطرد فجر السعيد قائلة: ان معضله الدراما تكمن في الانتاج فهي لا تملك المنتجين الذين يسعون للشهرة بعيداً عن الكسب المادي - ويجب ان يطبق مبدأ الثواب والعقاب بالنسبة للمخرجين. فعندما نرى عملاً فاشلاً لأي مخرج فينبغي الا نسند له مهمة الاخراج لعمل آخر حتى يعيد حساباته ويبدأ بشكل جديد يتقبله الجمهور.
ونفت فجر ان تكون معضلة الدراما في الممثلين حيث قالت: نملك العديد من الفنانين القديرين والمواهب الشابة العديدة الأكثر من جيدة ولكن احياناً لا نوظفها توظيفها صحيحاً.
جاهزية
ويرى الممثل عبدالمحسن النمر ان الدراما الخليجية الان على مستوى من الجاهزية على كل الأصعدة الفنية والتقنية مما يؤهلها للمنافسة بشكل جدي وعندي ما يؤكد اقتراحي هذا مثلاً فهناك العديد من الجوائز المختلفة حصدتها الأعمال الخليجية في المهرجانات العربية سواء في مهرجان الاذاعة والتلفزيون في البحرين او مهرجان القاهرة. وأسالوا عبدالخالق الغانم واحمد المقله وجمال الشوملي وطاقم «طاش ما طاش».
ولكن تظل الدراما في الخليج بعيدة نوعا ما بسبب ان الدعم الحقيقي من المستوى الرسمي لم يصل الى المستوى المطلوب كي يؤهلها الى المستوى الذي نطمح اليه ولن يأتي ذلك إلا بالتسويق وزيادة الانتاج الدرامي. ومعضلة الدراما حقيقة لا نستطيع تجزئتها لانها مجموعة من العوامل الرئيسية التي يجب ان تصل في مجملها الى عمل فني متكامل.
ونحن في الخليج نمتلك كل العوامل فقط لدينا خلل في كتابة السيناريو والحوار فلا يوجد لدينا الكاتب المتخصص في هذا المجال. إلا اذا استثنينا عدداً قليلاً وهؤلاء نشاطهم محدد اما البقية فهم مجتهدون ولم تصل تجاربهم درجات التنافس الحقيقي. اما الشيء الآخر فهو الانتاج الذي اراه اهم عناصر النجاح الدرامي فهو يمثل العمود الفقري لها. ولكن للأسف الشديد فحركة الانتاج في هذا المجال ضعيفة للغاية. كذلك وباختصار شديد جداً جداً ما تحتاجه الدراما المحلية لتكون عنصراً فنياً مهماً ومؤثراً تستطيع من خلاله ان تقوم بدورها.. هو الجدية أي اخذ الدراما من إطارها الجدي والإيمان التام بأهمية الدراما بكل اشكالها مسرح، تلفزيون، اذاعة.
الدعم.. الدعم
ويرى سمير الناصرانه عندما يكون هناك أي مشروع يتبناه صاحب قضية سوف يكون لهذا المشروع الظهور وإثبات الوجود كما حدث مع الاغنية الخليجية.. ولو كانت على مطربيها لما قامت لها قائمة لكن لأن وراء الاغنية اصحاب فكر وإبداع .. فكروا وأظهروها للعالم وأصبح لهذه الاغنية وجود.. فمثلاً لو لم يكن هذا المطرب مدعوماً مثلا حتى لو كان اجمل الاصوات على الاطلاق وتغني بأروع الكلمات وأعذب الألحان ولم يكن له السند فلن تجد له وجوداً..
وهذا فعلا ما يحصل للدراما المحلية والخليجية ،، لأنها بدون راع وغيور على إظهار هذا الفن بصورته الجميلة وستبقى كذلك الى ما لا نهاية..
وإذا كان لها نصيب بأن يتبناها احد فأنا متأكد بأنها أي )الدراما المحلية والخليجية( سوف تثبت وجودها كما أصبح لقبلها من الفنون الأخرى.. مثلا الفن الشعبي «التشكيلي - والغناء فمتى يأتي دور الدراما المحلية والخليجية.
قناعة شركات الانتاج
ويقول الفنان محمد حمزة ان اهم أسباب سيطرة الأغنية على الشاشات الخليجية وتراجع الدراما هو ان الدراما تحتاج الى مجموعة عمل كبيرة أكبر مما تحتاجه الأغنية، فالأغنية تبدأ بشاعر ثم ملحن ثم مطرب، ويأتي أخيراً الموسيقيون، وهذه المجموعة أقل بكثير من المجموعة التي تقف خلف الدراما، ولو شاهدت الاسماء المكتوبة على الشاشة لوجدت عدد الذين يقفون خلف الكاميرا يفوق عدد الممثلين الذين يقفون امام الكاميرا في الدراما.
ثم ان الدراما الخليجية - بعيداً عن وصفها بالضعف - يجب أن تقف وراء مشاكل مجتمعها. وعن مشكلة الدراما وعدم تقدمها يقول: إن الدعم المادي وقناعة شركات الانتاج بالعمل المحلي هو المشكلة الكبيرةوراء تراجع مستوى الدراما مقارنة بالأغنية وأنت تعرف - والحديث للفنان محمد حمزة - أنه يوجد لدينا كم هائل من مؤسسات الانتاج ولكنها تنتج أعمالا خارجية على أساس أنها تشرك فيها ممثلا سعوديا الى جانب قرار التلفزيون بمنح أربعة آلاف ريال زيادة للمسلسل الذي يمثل فيه فنان سعودي وما أعنيه من كلامي هو أن العملية الفنية للدراما اصبحت سعيا وراء الكسب المادي أكثر من السعي وراء تحقيق شيء مرضٍ وايضا هناك مشكلة أخرى وهي قلة خبرة المخرجين السعوديين الذين يحملون شهادات عالية في الاخراج، ولكن الطبيب إذا لم يمارس مهنته فإنه سينسى كل شيء تعلمه والمخرج أيضا كذلك فهو رجل فنان، واذا كان عمله مكتبيا فإنه سينسى فنه ولكن لو أنه مارس عمله وأخرج له عملاً أو عملين فحتما سيصبح من كبار المخرجين واذا أردنا ان تتطور الدراما فيجب أن ندفع بزيادة - أعني زيادة الأجر - للكاتب وأقصد كاتب السيناريو خصوصا للعمل الجيد لكي نوجد كتاباً ولا أعني كاتب القصة لأن القصة موجودة في كل مكان في الشارع والبيت والعمل وفي الناس أيضا فالقصص عموما متوفرة ومتشابهة وكلها في حال واحد لكن كتابة السيناريو هي الأهم لأنها هي التي تحول القصة الى عمل درامي.
الرقابة والإهمال
أما الفنان والمؤلف ابراهيم جبر فقد عبر عن أسفه لتدني أسهم الدراما الخليجية.. وعدم مجاراتها لتفوق الأغنية الخليجية التي اكتسحت أسواق الكاسيت العربية - ويعلق على ذلك قائلا:
جميع المطربين لا على التحديد يتوفر لهم المناخ الجيد للعمل في البدايات ولا يواجهون الصعوبات التي نلقاها في مستهل مشوارنا الفني..
ونحن لا نملك الحوافز التشجيعية التي تدفعنا للامام وتطور في امكاناتنا الفنية بل كل ما نقوم به هو اجتهادات جماعية او شخصية نتعرض من خلالها لاشد أنواع العراقيل والاجراءات الروتينية المملة كما حصل معي في مسلسل سعد وسعيدة الذي واجهت فيه صعوبات كثيرة من قبل الرقابة التي أخذت تعدل فيه وتضيف وتحذف كما ترى هي ولا كما يرى المؤلف وبعد سلسلة من المتاعب والمشقات تجاوزات مدتها العاملين اجتاز العمل حاجز الرقابة، ولكن لم يقرر عرضه رمضان هذه السنة بحجة عدم توفر الميزانية المخصصة واستطرد الجبر حديثه بقول:
كذلك نجد ان البرامج التلفزيونية والفضائيات بشكل عام تركز على نجاح المطربين وابراز المواهب الشابة ولا تعير أي اهتمام للدراما الخليجية لدرجة ان الكثير من الفنانين العرب لا يتابعون أعمالنا ومسلسلاتنا الخليجية.. وكذلك العديد من المهرجانات الخارجية تركز بشكل أكبر على الأغاني لا على الدراما والتمثيل .. وكل هذه العوامل تحد من انتشار الدراما وتوسعها عربيا.
وتمنى الجبر ان يكون هناك اهتمام أكبر للدراما وبالممثلين وكتاب السيناريو والحوار وزيادة أجورهم لكي يبدعوا ويظهروا لنا مسلسلات راقية تليق بنا كخليجيين.
|
|
|
|
|