| مقـالات
«من المسؤول أيضاً عن ترسيخ المفاهيم حول جمال المرأة؟ أليس للأغاني دور في هذا وكذلك الشعر؟ فهذان للأسف ما يشكلان ثقافة الشباب هذه الأيام.. ولو نظرنا لكلمات الأغاني مثلاً لوجدناها )عند العرب دون غيرهم( لا تتغنى إلا بالجمال وبالشعر الحرير والخدود العنابي.. والقدّ المياس فإذن لابد من وقفة مع هذا الموضوع، هذه صرخة أرفعها لشيوخنا الكرام ولأهل الاختصاص في علم النفس.. وأيضاً لكتاب الأعمدة والآباء والأمهات والتربويين علنا نجد حلاً لهذه المشكلة» انتهى.. هذه جملة من مقال كتبته أسرار عبدالله في الزميلة جريدة الوطن يوم الأربعاء الموافق 27 ربيع الآخر، تحدثت فيه عن إقبال الشباب على الفتاة البيضاء، وتتساءل ما ذنب الفتاة السمراء أن تُحرَم من الزواج وتشير إلى أن اللون المتعارف عليه عند العرب عموماً وأهل الجزيرة العربية هو اللون الأسمر فلماذا انقلبت الموازين وقد كان الشعراء يتغنون ببنات الجزيرة السمراوات ومثلت بما قاله أحدهم وأظنه عبدالله الفيصل في «سمراء يا حلم الطفولة»!! فلماذا تصبح السمراء غريبة في بلادها؟..
وما هزّني بالفعل قولها بأن أعداد السعوديات المتزوجات من أجانب في تزايد خاصة من الأوروبيين والأمريكان، ومن يحتمل ما يُحدثه هذا الأمر للسمراوات أين يذهبن عندما يرفضهن المجتمع لأمر لايد لهن فيه..
والحقيقة أنني لا أتصور صحة هذا الكلام على إطلاقه.. فالسمراوات ما زلن مطلوبات من قبل الرجال السعوديين إذا توفرت عناصر أخرى في الفتاة مثل دينها وخلقها وحفاظها على مسؤوليات الزوجة والأم، وتمتعها بفكر متنور وبشخصية جذّابة.
وللحقيقة أيضا فالرجال العقلاء لا يهمّهم سمار المرأة أو بياضها أو كون قدها مياساً من عدمه أو عيناها عسليتان أو سوداوان أو خضراوان.. المهم في نظر الرجل مضمون هذه المرأة هل هي ملتزمة بالدين، محافظة على أمومتها، وسترها وحجابها هل هي مثقفة واعية قارئة مدبرة للبيت واقتصادياته، هل هي مربية للأبناء، هل تملك روحاً جذابة ورومانسية وحالمة أيضاً؟! هل تحتمل المسؤولية، هل يُعتمد عليها.. المضمون في نظري هو المهم وانثيال الشخصية القويّة المرنة المبتسمة، والعمق الروحي والشخصي مطلب ملح بالنسبة للعاقلين الناضجين وأرجو ألاّ يقول لي أحد بأنني مغالٍ أو مجامل أو متلبس شخصية عقلانية!! أبداً فالتجربة خير برهان.. عندما كنا طلاباً في أمريكا وبريطانيا، تعودنا الدراسة جنباً إلى جنب مع طالبات مختلفات الجنسية أوروبيات وأمريكيات وعربيات وربما خليجيات وكنا كشباب بما فينا السعوديون نحترم الفتاة المحترمة الذكية المحاورة القوية الشخصية، البسيطة،المبتسمة بأدب، الكثيرة الأسئلة والنقاش والجادة في تناولاتها للأشياء والمحافظة على أنوثتها والأنيقة بملبسها والنظيفة في هيئتها العامة.. لا تقل لي سمراء أو بيضاء أو شقراء أو طويلة أو مربوعة!! هذا والله يعلم ما كان ليهم الكثير منا.. وكنا كعادة الشباب آنذاك نهمس فيما بيننا عندما لا يكون معنا إحداهن ان هذه الفتاة الذكية المحاورة هي التي تصلح زوجة!!
وكنا نتحاشى الحوار مع المبتذلات، والمدلاّت بجمالهن فقط، واستعراض مفاتنهن وأنوثتهن لمحاولة جذب الرجال..
الوعي وقوة الشخصية يا أخت أسرار هما المطلب بالنسبة للرجل العاقل.. والحوار والدفء والروح المشتعلة هي مناط تفكير الناجحين. أما المراهقون ومن يهمهم الطول، والعيون، واللون وغير ذلك من الإكسسوارات المكملة فلا شأن لكِ بهم.. فلا تفقدي ثقتك يا أختاه في الرجل السعودي، وصرختك مسموعة ومقدرة لأن تجربتك محدودة في منطقة واحدة من مناطق المملكة ولم «تلفي الدنيا» لكي تصدري صرختك هذه.. وتحسبين أن القضية قضية لون.. أبداً يا أخت أسرار.. الرجال العاقلون لا يهمهم لون فلا تعممي الفكرة في خاطرك ولا تصرخي لأن الوضع ببساطة ليس كما تعتقدين فاهدئي نفساً وبالاً.. السمراوات لا أحد ضدهن.
alreshoud@hotmail.com
ص.ب 90155 رمز 11633 الرياض
|
|
|
|
|