أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 1st August,2001 العدد:10534الطبعةالاولـي الاربعاء 11 ,جمادى الأول 1422

مقـالات

لا وقت للصمت
تأملات في الجذور!
فوزية الجار الله
ثمة حقيقة لا نختلف عليها وهي أن القراءة تعتبر عملية حرة مستقلة يُشكلها كل منا كيف يشاء..
وهي في الوقت ذاته عمل أساسي لا جدال حوله لابد أن يكون نهجاً مطروقاً لكل كاتب أو أديب يبحث عن الأعمق والأفضل والأكثر فائدة..
لكل منا وجهة نظر مختلفة فيما يقرأ «ينطبق ذلك على الكاتب وسواه» ولكل منا نهره الثقافي والمعرفي الذي يجد نفسه منساقاً بتلقائية وعفوية إليه.. تتفاوت الآراء وتختلف حول ذلك منها ما يتفق مع الوعي والمنطق ومنها ما لا يتفق..
وفي هذا السياق تناهى إلى سمعي منذ فترة ادعاء عجيب لبعض الأدباء والمثقفين التقدميين والطليعيين بأن أحدهم لا يقرأ الأدب العربي كافة لأنه يشبه بعضه بعضاً وليس ثمة قضية هامة يبحث حولها بل يكاد يكون نسخة مكررة عن بعضه ولذا فهم يتجهون إلى الأدب الأجنبي «وخصوصاً القصة والرواية» ويجدون فيه المنهل العذب الذي لا ينضب..
فالأدب الأجنبي هو المميز وهو الذي يأتي نتاجاً لتجارب واقعية وحقيقية لا تتكرر وهو الذي يمتاز بأسلوب رفيع جداً ومضامين عميقة ضاربة في الجذور.. ولذا ليس بعد الأدب الأجنبي أدب..!
وبغض النظر عن دلالة هذا الأمر مما نتعارف عليه بعقدة الأجنبي، وزامر الحي لا يُطرب! إلا أن هناك جانباً آخر غاب عن ذهن أولئك المناصرين.. بل المتعصبون لهذا الأدب.. أوله:
ان الأدب الأجنبي الذي يصل الينا مترجماً يفقد الكثير من جودته والسبب أن الترجمة أساساً تعتبر خيانة للأصل وأن الكثير ممن قاموا بترجمة الأدب من اللغة الأجنبية إلى العربية لم يكونوا هم ذاتهم أدباء أو روائيين وهذا ما جعل الرواية تظهر بمستوى أقل مما يجب..
والخلاصة أن الأدب الأجنبي لا يأتينا كما هو لسببين: إما أن المترجم ليس أديباً أو روائياً ولذا تأتي الترجمة ركيكة وسيئة وهذا يفقد النص الأصلي الكثير من جودته.
أن يكون المترجم أديباً متمكناً من اللغة والأسلوب وبالتالي يخلع على هذا العمل المترجم رداءً جميلاً وهذا ما يجعل النص المترجم أكثر جمالاً وقوة ومتانة مما هو أصلاً )في النص الأصلي(.
والحل إذاً أن يتقن القارئ للأدب الأجنبي اللغة الأجنبية التي كُتب بها وعندها فقط يمكنه الحكم عليه سلباً أم ايجاباً أما عدا ذلك فتبقى قراءته للأدب الأجنبي ناقصة مبتورة بسبب الوسيط «المترجم» الذي وقف بينه وبين النص الأصلي!
والحديث في هذا السياق ذو شجون، ولابد لنا من عودة إليه يوماً.
email:fowzj@hotmail.com
ص.ب 61905
الرياض / الرمز البريدي 11575

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved