| مقـالات
كثيرون لا يجدون النوم في النهار عملا مستحبا.. ولكن الصيف في الرياض وكثير من مدن المنطقة الوسطى يغيِّر نوم الليل الى نوم طويل في النهار، والسبب هو الحرارة العالية التي تتجاوز احتمال البشر مع سطوع الشمس اللاهبة وهي نفس الشمس التي ميزت الشرق الأوسط بعادات منها ما يعرف باسم «المقيل» وهو سكون واسترخاء أو نوم في وسط النهار يقسم اليوم الى يومين وهو الأمر الذي لا يعرفه سكان شمال الكرة الأرضية.
سكان الرياض هذه السنين يمعنون في المقيل ليشمل النهار كله بدءاً من الفجر وحتى بعد العصر، ودون التفكير أو محاولة النهوض لمواجهة لواهب الطبيعة القاسية وحمومها.
حتى من يقيمون في مناطق باردة نسبيا من بلادنا يقتلهم نوم الضحى بسبب إغلاق المدارس وبطء الأعمال والحرارة التي لا تجعل التجوال للعمل او الترفيه ممكنا.
من هنا أقول لماذا لا نسمح بنشاط اجتماعي وتجاري متأخر في الصيف لكل القطاعات بفتح الأسواق والمنتزهات العائلية وغيرها وترك عملها يمتد الى الفجر بصفته إجراء سياحياً صيفياً لقتل الفراغ وحتى نقضي على التسكع الذي تراه في الشوارع لكثير من الناس الذين لا يجدون ما يقضون به الليل الطويل.
دعونا من القول إن هذا لا يصح لأن آباءنا وأجدادنا كانوا يقاومون الحر والقر فأجدادنا عاشوا على الفطرة بدون كهرباء او سيارة ولم يكن أمامهم سوى التعامل مع الواقع فنهضوا لمواجهة الشمس.
حياتنا ليست حياة أجدادنا وأهلينا الذين اضطروا لمواجهة الشمس لأنه لم تكن هناك كهرباء أما نحن فنستطيع التعامل مع صيفنا بالكهرباء ليلا لإنارة الظلام وممارسة الحياة تامة عملا وترفيها.
وعندما تبرد الأجواء ويطلع نجم سهيل نعيد الحياة تدريجيا الى نشاط الشتاء الصباحي.. أليس هذا أفضل من التصادم في الشوارع وعطل العقول من أجل خاطر النهار.
Othaimm@hotmail.com
|
|
|
|
|