| مقـالات
هل نحن في حاجة الآن إلى دراسة فكرة الهجرة المعاكسة؟ إن النمو السكاني في بلادنا يأخذ في التصاعد الملموس.. نظراً لرغد العيش، ولقلة الأعراض الصحية بالنسبة لأزمنة مضت.. حيث كانت الوفيات ترتفع في القرى والمدن والأرياف قبل تعدد وسائل الصحة، وقبل ارتفاع نسبة التعليم، واليوم نرى مجتمعنا ولله الحمد ينفتح بشكل أكثر علمية من ذي قبل، وقد صاحب ذلك توجه من القرى والأرياف نحو المدن حيث وسائل كسب العيش والتطور الاجتماعي، وتوفر أسباب الكسب المادي حيث يفكر فيه الكثيرون. وأيضاً فرص الالتحاق بالدراسات المتنوعة وعدم توفر فروع للجامعات في الأرياف والقرى. وقد تسبب هذا النزوح الجماعي كل عام إلى المدن في المملكة في الضغط على التخطيطات الموضوعة من قبل لزيادة متطلبات هذه المدن في وضعها العادي ناهيك بالازدياد السكاني للمدن نفسها. كما أن قيام مؤسسات علمية مستقلة بإنشاء مواقع للدراسات المتنوعة الحديثة كالكمبيوتر واللغات، ومتطلبات الحياة الصناعية والسكرتاريات.. كل ذلك ساهم في توجه المهاجرين من الريف والقرى إلى تلك المدن وحتى الطلاب الذين لم يستطيعوا المواصلة الدراسية في الجامعات أتوا للمدن للبحث عن وسائل الكسب المادي ولو في صور عقود صغيرة مع الشركات والاتصالات الفردية من أجل إعانة أسرهم وتحقيق متطلباتهم المادية الذاتية.. وقد عرف أخيراً ان نسبة سكان المملكة قد انحصر في سن صغيرة ترتفع للأربعين أو أقل، وهؤلاء لا شك سيكونون في مراحل تكوينية معيشية، وهذا يتطلب النزوح الدائم نحو المدن للكسب المعيشي.. لذلك فان من المفترض أن تقوم دراسات آنية للتقليل من هذا الاندفاع نحو المدن.
ولأن المملكة دولة تعتمد على الصناعة المائية فان هذا النزوح أيضاً سيضاعف من مسؤولية الجهة المختصة عن المياه في توفير كميات متتالية من المياه في المدن. وقد يساعد التوسع العمراني بسبب هذه الهجرة على تمدد كثير من الفروع الأزموية في هذا المجال. لكن مثل هذه الدراسات ستساعد على التقليل من هذا النزوح كإنشاء كليات في القرى والتوصية بإنشاء المؤسسات الفردية لدراساتها المتنوعة في القرى. وقد هدفت الدولة من انشاء صناعية منطقة سدير الى استيعاب الآلاف من الشباب هناك مستقبلاً في الوظائف التي تتطلبها مثل تلك المدينة.
ان المسؤولين لاشك يهتمون بهذا الجانب ويحسون بمدى ضغط الهجرة من الريف والقرى الى المدن لذلك فانهم لن يهملوا هذا الجانب. ردعاً لخلق مشاكل جديدة تعاني منها كثير من دول العالم.. وليس نحن فحسب.
|
|
|
|
|