| الاقتصادية
* متابعة احمد الفهيد:
أشاد صاحب السمو الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي آل سعود محافظ الهيئة العامة للاستثمار بالجهود التي تبذلها «سابك» في ميادين البحث العلمي والتطوير التقني عبر مجمعها الصناعي للبحث والتطوير بالرياض، ومراكزها التقنية في المملكة والولايات المتحدة الامريكية، مؤكداً تعاظم اهمية البحث العلمي والتقني لدفع مسيرة الاقتصاد الوطني، وتعزيز القدرات التنافسية للصناعات السعودية في الاسواق العالمية، لاسيما ان اقتصادات العالم اجمع تشهد تحولات كبيرة تشعل حدة المنافسة، وتضع الشركات امام تحديات جسيمة في ظل «العولمة» وافرازات اتفاقيات منظمة التجارة العالمية،
وكان سموه قد قام بزيارة يوم امس بزيارة لمجمع «سابك» الصناعي للبحث والتطوير في المدينة الصناعية الثانية بالرياض، حيث كان في استقباله سعادة المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس ادارة «سابك» والعضو المنتدب، وكبار قيادي «سابك» ومسؤلو المجمع،
في بداية الزيارة استمع سموه الى عرض موجز عن فعاليات الابحاث والتطوير في «سابك» وشاهد فيلماً عن هذه الفعاليات، ، بعد ذلك قام بجولة في مختبرات البوليمرات شملت مختبرات التحاليل والمصانع التجربية، ، وعقب اداء صلاة الظهر وتناول طعام الغداء، قام سموه بجولة في مختبرات الخدمات الفنية شملت مختبر الخواص الفيزيائية ومختبر التصنيع،
وقد اعرب سعادة المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس ادارة «سابك» والعضو المنتدب عن سعادته بهذه الزيارة الكريمة التي تؤكد عمق التواصل بين «سابك» والهيئة العامة للاستثمار، ومؤازرة سموه المستمرة لسابك ومشاريعها، وعطاءه المميز لخدمة اهدافها منذ ان كان يشغل منصب رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، علاوة على دوره البارز خلال فترة رئاسته للهيئة الملكية في تأسيس شركة «مرافق» لهدف تهيئة خدمات وتجهيزات البنية الاساسية في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين لمقابلة الخطط والتوسعات الصناعية، مشيراً الى ان هذه الزيارة تأتي امتداداً لتلك العطاءات وتعزيزاً لها،
وأكد سعادته ان تصاعد اهتمامات «سابك» بجوانب البحث العلمي والتطوير التقني ينبثق من الاسس والاهداف الاستراتيجية لخطط التنمية الوطنية الرامية الى تكثيف الاهتمام بالعلوم والتقنية والمعلوماتية، وتشجيع البحث والتطوير وتوطين التقنية، ، من هذا المنطلق سعت «سابك» منذ البداية لتطبيق احدث التقنيات العالمية في مجتمعاتها الصناعية، وعززت ذلك بإنشاء مجمعها الصناعي للبحث والتطوير في الرياض عام 1991م، ، علاوة على مركز تقني في مدينة الجبيل الصناعية، ومن ثم التوجه لافتتاح مراكز تقنية خارجية تجعلها قريبة من مراكز صنع التقنية وتطويرها، فكانت خطوتها الاولى انشاء مركز التقنية في «هيوستن» بالولايات المتحدة الامريكية عام 1997م، فضلاً عن مركز آخر في الهند يتوقع تشغيله قريباً بإذن الله،
وذكر الماضي ان مجمع «سابك» الصناعي للبحث والتطوير يشغل مساحة «33» هكتارا، وقد افتتح رسميا عام 1994م، ويسهم اسهامات فاعلة في تحديث وتحسين الأداء الفني للتقنيات المستخدمة في مصنع «سابك» وتطوير انواع جديدة واستخدامات مجدية لمنتجات الشركة وفق متطلبات الاسواق، وتقديم الدعم التقني والمشورة الفنية لشركاتها و مستهلكي منتجاتها، وقد حقق المجمع انجازات باهرة، منها تطوير تقنية انتاج «البيوتين» بالتعاون مع معهد البترول الفرنسي، لتصبح «سابك» شريكاً تقنياً للمعهد، تقاسمه حقوق الترخيص عالمياً لتقنية الانتاج المطورة، ، كذلك تطوير تقنية لتنقية غاز ثاني اكسيد الكربون المصاحب لانتاج جلايكول الإثيلين واستخدامه في انتاج الميثانول، وتقنية اخرى لإنتاج البولي ستايرين القابل للتمدد، وغيرها، ، وتَوّج المجمع انجازاته بابتكار اول تقنية من نوعها في العالم لصناعة «حمض الخل» من الإيثان،
واعرب الماضي عن اعتزازه البالغ بالعطاءات الابداعية المميزة التي يبذلها العاملون في قطاع البحث والتقنية بسابك، وتنامي اعداد العلماء والباحثين السعوديين العاملين في هذا القطاع الى جانب العناصر الخبيرة التي استقدمتها «سابك» من البلدان المتقدمة تقنياً، حيث يشكل السعوديون نسبة «65%» من اجمالي العاملين بالمجمع البالغ عددهم اكثر من خمسمائة شخص،
وذكر سعادته ان اقدام «سابك» على الاستثمار في المراكز التقنية الخارجية يستهدف ابقاءها على اتصال دائم مع المؤسسات العلمية في البلدان المتقدمة، وتشييد جسر يربطها بمستجدات عالم التقنية، واتاحة الفرصة امامها لاستقطاب علماء وباحثين على درجة عالية من الثراء العلمي، والاستفادة من ابتكاراتهم في مواطنهم الأصلية دون حملهم على الاغتراب، مشيراً الى ان الاستثمارات التقنية الخارجية نهج سبقت اليه الشركات العالمية الكبرى، فاليابان على سبيل المثال تملك نحو «244» مركزاً بحثياً في الولايات المتحدة الأمريكية،
وأوضح سعادته ان هذا التوجه يأتي في إطار خطة استراتيجية وضعتها الشركة للسنوات العشرين القادمة، ترمي الى تعزيز قدراتها التنافسية في الاسواق العالمية، وتنمية عملياتها الصناعية والتسويقية والتقنية لمجابهة التحولات والتحديات العالمية لتقف في مصاف اكبر الشركات القيادية في صناعة البتروكيماويات، من خلال الاستثمارات المحلية والخارجية التي تسعى لدخولها في السنوات القليلة القادمة،
|
|
|
|
|