| المجتمـع
* تحقيق - إيمان التركي:
يبقى للحياة الزوجية اثر واضح في اعادة تشكيل بعض سمات التعامل على الزوجين لاسيما في الأمور التي تختص ببناء أسرة جديدة يضع كل من الزوج والزوجة معالمها والتي بالتأكيد سيكون لها امتداد عبر الأبناء.
وفي هذا التحقيق نستشف بعض الملامح التي ربما فيها شيء من التناقض عن هذه العلاقة بين الزوج والزوجة.. كما نستشف من خلال الاسطر مدى تأثير الزوجة على بناء شخصية زوجها.
الدكتور جعفر ثابت عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس بجامعة الملك سعود يرى ان النكد احد اهم عوامل اضطراب المنزل وان الزوجة قد تكون ضحية لزوج نكد.. وربما ولد ذلك لديها اضطرابات نفسية وقلقاً.
ويقول الدكتور جعفر: النكد بلا شك موجود لدى جميع الأزواج والزوجات ولكن بنسب متفاوتة وهو شيء طبيعي ويعطي فرصة لتجديد المحبة اذا كان يحدث بجرعات خفيفة.. وهو عكس النكد المستمر غير المبرر..
وعن أسباب عدم رضا الزوج عن زوجته وغضبه المستمر من تصرفاتها يرى الدكتور جعفر ان ذلك يعود الى عوامل مشتركة خاصة بكل من الزوج والزوجة، فالزوج الذي يواجه مشاكل في عمله اوانه يجد ان دخله المادي اصبح لا يفي بمتطلبات أسرته تجده غالباً ما يشعر بالمرارة والاحباط وعادة ما يكون متوتراً وغير سعيد في حياته وهو ما يسبب غضبه بسرعة ولأبسط الأسباب.
طريقة التعامل
ويبقى التعامل الصحيح والسليم بين الزوج هو الانجح في التغلب على مشاكل الحياة الأسرية حيث يشخص الدكتور جعفر ذلك بقوله: العلاج سهل المنال وكل ما على الزوجين هو قضاء بعض الوقت في تجاذب الأحاديث الودية والطريفة ومناقشة ما يحتاجه كل طرف وما يتوقعه من الطرف الآخر وامكانية تلبية حاجات ورغبات كلا الطرفين ومحاولة الوصول الى حل وسط على الأقل يرضي الجميع ويقضي على توتر اجواء المنزل، وان الزوج الذي يرى ان مشكلته السخط السريع وعدم رضاه عما تقدمه الزوجة عليه ان يعي اذا كان هذا السلوك نمطاً في شخصيته وموجه لكل من حوله عليه ان يتخذ خطوة ما لتعديل سلوكه.. وعليه ان يسأل نفسه عن السبب هل هو عدم اقتناع بها؟ ام انه لا يشعر بأي عاطفة نحو هذه الزوجة.. وأياً كان السبب فعليه الوصول الى حل يضمن لهما ان يعيشا سوياً بسعادة.. ولا يمنع ان يستشير شخصاً يثق به ويتحلى بالخبرة ورجاحة العقل او ان يستشير اخصائياً نفسياً يساعده على اكتشاف اسباب تصرفاته غير الطبيعية وارشاده الى ما يمكن عمله تجاه ذلك وباختصار وفي جميع الحالات يجب ان يتصرف الزوج بأي طريقة صحيحة ليضع حداً لمعاناته ومعاناة زوجته من تصرفاته.
الزوجة وتعاملها مع الغضب
ويبقى الدور الكبير للزوجة سواء في استثارة غضب الزوج او تهدئته وهو ما يشير اليه الدكتور جعفر بقوله: يجب ألا ننسى الدور الذي تلعبه الزوجة في استثارة غضب الزوج، فالزوجة التي تصر على التصرف بطريقة لا ترضي الزوج بحجة ان ذلك من خصوصياتها نجد انه حتى لو كانت هذه السلوكيات صغيرة وتافهة ولا يستحق أي منها منفرداً ان يغضب الزوج إلا ان تكرار هذه السلوكيات وتراكمها حتماً سيؤدي الى استثارة غضب الزوج.
التشجيع من أفضل الحلول
الكاتبة لينا السليم تنتقد اهمال الرجل تشجيع الزوجة وان ذلك حلم كل زوجة وان هذا التشجيع كفيل باضفاء روح من الالفة والمحبة على الحياة الزوجية.. وتفسر كل ذلك بقولها: كل امرأة طموحها تحلم بزوج يدعمها ويشجعها وقلة من النساء يتحقق لها هذا الحلم بينما الغالبية تحبط بدرجات متفاوتة.
وقبل ان توجه الكاتبة لينا اتهاماً الى الرجل تقول: يجب ان ندرك ان المرأة اذا لم تكن مؤمنة بنفسها وقدراتها فهي لن تحقق شيئاً سواء بمساعدة الرجل او عدمها.. وان المشكلة الأولى هي بين المرأة ونفسها قبل ان تكون بينها وبين زوجها..
وعن خصوصية المرأة السعودية ترى انها ليست مثقلة بالكثير من الأعباء المنزلية مما يعني ان لديها متسعاً من الوقت لوجود علاقة زوجية ثرية بالتفاعلات الايجابية.
مستوى التشجيع
وعن مستوى ذلك التشجيع الذي يقدمه الزوج لزوجته وما العوامل التي تحدد حجم ذلك الدعم تقول: تشجيع الرجل الزوجته غالباً ما يتناسب طردياً مع ثقته بنفسه ونجاحه فكلما كان ناجحاً وواثقاً بنفسه كلما قل شعوره بتهديده من نجاح زوجته والعكس صحيح.
التوافق بين الزوجين
وتربط الاخصائية النفسية عبير الزيادي هدوء الحياة الزوجية ونجاحها يأتي من التوافق بين الزوجين وترى ان لكل زوج شخصيته وان لكل منهما اسلوب تعامل يؤثر به على الآخر، وان لتبادل الهدايا بين الزوجين مفعول قوي على تجديد حيوية الحياة الزوجية.
وتضرب الزيادي امثلة للازواج فتذكر ان هناك الزوج ذا الشخصية الشكاكة او العدوانية ويقوم بايذاء زوجته وهناك الزوج الغيور بشكل يصل درجة المرض كأن يمنع الزوجة من الخروج ويفتقد كل طرف الثقة بالآخر.
وتخلص الزيادي الى ان التعامل بين الزوجين هو الذي على أساسه تتكون المشاعر الايجابية او السلبية بين الزوجين.
وراء كل امرأة
محمد بن عبدالعزيز السند عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالرياض يرى ان للرجل تأثيراً واضحاً على شخصية المرأة سواء سلباً او ايجاباً ويستشهد بان الدين الإسلامي اباح للمسلم الزواج بالكتابية غير المسلمة، ويقول: وما ذاك إلا لان المرأة في الغالب تتأثر بزوجها.. ويقلل السند من التسليم بالمقولة المشهورة.. وراء كل عظيم امرأة.. ويقول: ان هذه المقولة ليست قولاً معصوماً، وكما ان وراء كل عظيم امرأة بالمفهوم الذي ذكرت، فان وراء كل امرأة ناجحة رجلاً واعياً ومتفهماً من أب أو أخ أو زوج.
النجاح الحقيقي
ويضيف السند بقوله: ان النجاح الحقيقي للمرأة هو ان تبدع اولاً في بيتها وتربية اولادها وتهيئة الجو المناسب لزوجها ليقوم بما كلفه الله به من القوامة على اتم وجه ثم بعد ذلك لا مانع ان تعمل خارج منزلها في عمل مباح مناسب لطبيعتها. ولا يتعارض مع قيمها ومبادئها.
ويتطرق السند الى انحراف الزوج ويقول في ذلك: ان انحراف الزوج له أثر كبير على شخصية المرأة فكم من امرأة صالحة ابتليت بزوج غير صالح جرها الى مهاوي الردى والرذيلة. وكذا حين يكون الرجل جامداً مغالياً في التحفظ على المرأة حتى في مجالات الخير، ومعاملتها كخادمة فان لذلك اثره على شخصية المرأة.
|
|
|
|
|