| مقـالات
كنت أتفاءل واستبشر وأتطلع لمرضى الفشل الكلوي في بلادنا بصديق جديد وعهد سعيد عندما رأيت إقدام هذا الأمير الشهم الهمام وهو في أوج عطائه ونضارة شبابه وذروة طموحه يتبنى ميلاد مشروع الأمانة العامة للجان أصدقاء مرضى الفشل الكلوي، ويتطوع بسماحة ونبل وأريحية فياضة بمسؤولية الأمين العام للجمعية الخيرية لمرضى الفشل الكلوي..
نعم لقد وجدت سمو الفقيد الغالي يرحمه الله وهو يقف خطيباً في حفل افتتاح المركز السعودي لزراعة الأعضاء ومركز الأمير سلمان الخيري لأمراض الكلى قبل شهرين وكلماته يبدو منها العطف والشفقة. يعتصره الألم وهو يصور معاناة اخوانه وأخواته من أبناء هذا الوطن المتلاحم المتكاتف وهم فئة ابتلوا بهذا المرض المزمن البغيض الذي انتشر بصورة ملحوظة في بلادنا في السنوات الأخيرة.. لقد نذر سموه نفسه ووقته وجهده لهذه المهمة الإنسانية إضافة إلى مهامه الجليلة الكبرى ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد لقد كانت جمعية أصدقاء مرضى الفشل الكلوي أمنية وحلماً للتخفيف عن معاناة آلاف المرضى وتوفير سبل الراحة والرعاية اللازمة ومنها تهيئة زراعة الكلى لهم داخل المملكة وخارجها.
وكنت وكأي مواطن تأسره هذه الانطلاقات الإنسانية السامية والمساهمات الخيرية المباركة، ولفرط سعادتي بميلاد هذه الأمانة واللجان التي ستتفرع عنها باشرافه ورعايته يرحمه الله قد أعددت طلباً لسموه وكنت بصدد تقديمه التمس منه الموافقة على تفرغي كمتطوع للعمل بهذه الهيئة الإنسانية الواعدة بعد أن أمضيت سنين الخدمة النظامية في التعليم بداية بمدرس وانتهاء بمدير تعليم، وكنت أحذو حذو سموه ابتغاء الأجر من الله في خدمة فئة من أبناء وبنات وأطفال هذا الوطن العزيز ممن أصيبوا بهذا المرض المزمن.
شفاهم الله وجعل احتسابهم وصبرهم في ميزان حسناتهم.. والآن وقد أفضى سموه إلى ما قدم وانتقل إلى الدار الباقية بجوار ربه فإن أملنا بالله كبير بأنه سيعوضنا بمن يمسك الراية ويكمل الرسالة في هذه المهمة بعده من أخوته الكرام النبلاء ممن هم دائما على الوعد والعهد أمناء وأوفياء على كل ما يسعد المواطن ويأخذ بيده وخاصة المرضى والمحتاجين وفي مقدمتهم مرضى الفشل الكلوي.
رحم الله فقيدنا الغالي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع عباده الصالحين وألهم والديه وأبناءه واخوانه وكافة محبيه وعارفيه الصبر والسلوان و«إنا لله وإنا إليه راجعون».
|
|
|
|
|