| مقـالات
*
فجعت بالنبأ كما فجع الألوف والملايين برحيل الأمير المرحوم فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، كان النبأ موجعاً ومؤلماً بالنسبة لي. ليس فقط، بسبب معرفتي بالفقيد وتواصلي الجميل معه، أو بسبب والده الذي يغمر الوطن والمواطنين وأنا أحدهم بمفهوم جديد للشموخ والقيادة الفذة يستمد شرعيته من حبه الراسخ لهذا المجتمع. أو بسبب والدته، سلطانة بنت تركي السديري.
كان فقيد الوطن الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز يغرف من معين لاينضب من الحب، ليعطي بسخاء لا مثيل له. حتى أطلق عليه أهالي المنطقة الشرقية إبان توليه منصب نائب أمير المنطقة، لقب «أبو سبعين» نظراً لمنحه لكل سائل مساعدة مبلغ 000.70 ريال. كما شاهدت وعايشت إقدام المرحوم على الاستدانة حين لا يكون المبلغ المتوفر لديه في حينه كافياً، كان يستدين لفك دين الآخرين.. يرحمك الله يا أبا سلطان.
ولن يكون سلطان وأحمد وعبدالعزيز بن سلمان. ونوف بنت خالد بن عبدالله (زوجة الفقيد)، وفيصل وحصة بنت سلمان وباقي اخوة الفقيد وأبناؤه البارون بوالدتهم إن شاء الله، مجرد شخوص للتعزية. بل قيم شامخة، تكرس النهج الذي سخر الفقيد حياته له. وهو أن تموت محبوباً حتى لو كنت شاباً ولا تموت كهلاً ويكرهك الناس، وأظن أن هذا هو السر الذي يميز أسرة سلمان بن عبدالعزيز وهو السبب الحقيقي الذي جعل قصره بالمعذر يغص بآلاف المعزين مما دفع أحد كبار المسؤولين بالقول: «إنه استفتاء شعبي يؤكد مكانة الأمير سلمان لدى المواطنين السعوديين».
يرحمك الله يا فهد ويغفر لك ويلهم والديك وذويك الصبر والسلوان.
في الختام خليق بي أن أؤكد أنني لست بصدد تقديم تجربة أسرة سلمان بن عبدالعزيز الإنسانية، إثر حزني على وفاة أحد أركانها. لكنني بصراحة أحاول اصطحابكم أعزائي القراء إلى مغارة بها كنز ثمين جمعه لنا سلمان بن عبدالعزيز وأسرته ليمنحه لنا. «سلمان بن عبدالعزيز» حباً دافئاً للوطن وأهله.
|
|
|
|
|