أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 31th July,2001 العدد:10533الطبعةالاولـي الثلاثاء 10 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

العمل الخيري يخسر أحد الداعمين له
عبد الله بن محمد الفوزان
* هكذا هي الحياة أعمار السنين للبشرية تمضي لتبني لبني الانسان رصيدا يوضع له حسابا معينا كل له مقياس محدد من خلاله يلهث الآدمي على مساحة هذا الكون الفسيح، ويعيش على بساط الارض ليأكل مما تنبته من أثمار يانعة بقدر من المقدر جلت قدرته ويتأمل في إبداعات المبدع المولى عز وجل الذي وضع هذه النقطة الصغيرة في بداية ظهورها الكبيرة في مراحل نموها وسط هذا الوجود في هذا العالم الدنيوي من أجل حكمة وتبيان للتفقه برب الأديان من جميع الأنام.
وأمواج الزمن تجرف موجاً بعد موج، فعجلة الأيام تدور حركتها بسرعة مذهلة نهار يعقبه ليل وليل يسبقه نهار، وعلى هذا الحال الى يوم الميعاد، وهذه الحكمة الإلهية المراد بها التبصر والتمعن في هذه الدنيا القصيرة وإن طال أمدها فهي لن تدوم، وان الخلائق وضعوا فيها مجرد مرور وليس مقراً وسنة الله ان يأتي عالم جديد ويرحل عالم آخر بحسب المدة التي يقضيها كل فرد من هذا العالم المتنفس.
وهذا أمر مسلم به، ولا يجوز الاعتراض عليه أو التسخط منه ولو كان هناك شيء يبقى لكان التمني يود خير البشرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كائن لا يزال، ومن بعده صحابته الكرام، ومن هنا علينا ان نأخذ من سلاحنا الإيماني بأن لكل بداية نهاية.
في كل يوم تشرق فيه شمسه يخرج فيه أناس على هذا الوجود، ومع كل غروب يوم يغادر أناس آخرون «وهذا طريق لست عنه بأوحدي».
ومهما كانت قيمة المرء ومكانته كبيرة او متواضعة قوياً أم ضعيفاً صاحب طاعة وصلاح وخير أو العكس، وكل له عمل سيبقى إن خيرا فخير وان كان سيئا فالعياذ بالله من ذلك.
هذه نهاية كل حي، ومن الممكن البحث عن وسائل الشفاعة في أغلب الأشياء الا عند النهاية المحتومة فيها لا تقبلها بشتى أنصاف الحلول، ولو قدر ان للنهايات شفاعات تقف خلفها لكن من الاولى ان تتوسل في التريث على الاقربين بالمعروف من الرسل عليهم الصلاة والسلام واصحابه رضوان الله عليهم والعلماء والصالحين وناصري هذا الدين وأصحاب أعمال الخير الذين لا يريدون الا ابتغاء مرضات خالقهم والتزود بالأعمال الصالحة. وهذا أمر مصير ليس لأحد فيه شأن، ولكن الفطن لمن كاس نفسه وعمل لما قبل الفوات.
ولقد فقدت بلاد الحرمين الكثير من اهل العلم الذين لا تزال فتيلات علومهم تضيء لنا الدروس وتنير طرق المعرفة وكذلك أهل البر والصلاح فأعمالهم ستبقى لتدل على الطريق الصحيح وايضا أصحاب الخير الذين يمدون يد العون بسخاء لمن يحتاجون، وهم في هذه الديار والحمد لله بكثر والأسماء عديدة، ويأتي هذا الاسم المنقوش بالذهب والفضة من رونق جماله مرسوما بشكله التالي «فهد بن سلمان بن عبد العزيز» ولا غرابة في هذا الشكل المميز لانه ممزوج بكل حسن الأسماء، فهذا الشبل من ذاك الاسد فهو من سلالة قائد الرياض وحبيبها سلمان ابن صقر الجزيرة الامير المحنك لادارته الرجل البار في اعماله الخيرية الذي بنى الكثير من المراكز الخيرية وغير ذلك من مجالات الحياة الاخرى وهذا استنساخ قام به اكبر انجاله «فهد» رحمه الله وغفر له حيث أحسن العمل الاداري على أكمل وجه عندما كان نائباً لأمير الشرقية المحبوب وعملا معا فترة من الزمن وحقق لها الكثير والكثير من المزايا الرائعة والاعمال الجليلة وسيبقى ذكره محفورا باذن الله في ذاكرة الشرقية.
اما فيما يخص محيطه الشخصي فترى التواضع يسود ملامحه، والأمثلة على ذلك كثيرة، ولكن منها على سبيل الذكر اذا لم تخني الذاكرة فكان أثناء أزمة حرب الخليج يخرج الى الأسواق والأماكن العامة في الدمام وسط الناس بدون موكب ونحوه، ويتحدث مع هذا ويشارك مع ذاك وحتى من الإخوة المقيمين وخاصة الكويتيين منهم أثناء تواجدهم ابان أزمة الخليج كانت له مساهمات جبارة معهم أثناء محنتهم.
والأعمال الخيرية بينها وبينه علاقة قوية جدا ولو كان لها لسان يتحدث وأعين تبصر لبكت من حر فراقه وأسكبت الدموع الغزيرة لأواصل الحب الذي يجمع بينهما.
لقد أجزلت يده عطاء للمحتاجين من الفقراء واليتامى والمساكين والاطفال المعاقين والكبار المسنين وغيرهم الكثير.
وهناك فئة شاهد سموه حالتهم الصعبة من شتى مختلف الحياة سواء كان في الشرقية او الرياض او غيرهما ووقف معهم وقفة لا تنسى تنبىء عن معدن اصالته.
وقبل فترة تبرع أثناء زيارته لمحافظة رماح للجمعية الخيرية فيها، ولا أدل من ذلك العمل الخيري من أعمال أخرى قدمها.
وما قام به المرحوم باذن الله أبو سلطان سمو الامير فهد يعود بالكرة بشخصية مماثلة في طبق الاصل في منهجية الاعمال الخيرية وعمل من اجلها وساندها واعني بذلك شخص صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد رحمه الله فهذا الرجل ايضا ذكرتني فيه هذه الفاجعة، فله أيضاً مواقف كبيرة تجاه هذه الاعمال الخيرية سواء كانت في الداخل او الخارج ولا تحتاج الى ذكر لكثرتها، بقي ان نقول «من عمل صالحا فلنفسه والله لا يضيع اجر من احسن عملاً» وتطرقي للحديث عن هذا الجانب ليس الا لشيء مهم وهو العمل الانساني العظيم الذي ندر في هذا الزمن.
رحم الله الاميرين رحمة واسعة وجعل ما قدماه في موازين أعمالهما كما نسأله ان يرحم موتانا خاصة وجميع موتى المسلمين عامة وان يهدينا الى الطريق المستقيم انه سميع مجيب.
وعزاؤنا الى مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني والى حضرة سمو امير منطقة الرياض وكافة اخوانه وعائلته.
وقفة


حكم المنية في البرية جاري
ما هذه الدنيا بدار قراري

*الدمام مجلة الشرق

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved