أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 31th July,2001 العدد:10533الطبعةالاولـي الثلاثاء 10 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

صبر جميل والله المستعان يا أمير الرياض
منال عبدالكريم الرويشد
إننا في هذه الدنيا عابرون.. إلى نهاية حتمية.. ذلك لأننا في هذا الوجود نجد أنفسنا ازاء أحداث مختلفة نؤمن بأقدارها من خلالها من خير أو شر كما وأن أشد الحالات احتمالاً نتفاعل مع مسارها لأن سمات الإنسان عموماً تعتمد على نشاطه وظروفه الحياتية وبالتالي فإن داخل قلب كل واحد منا أماكن عديدة لكل من نحبهم وحينما نفارقهم في الدنيا لا يعني نزعهم من قلوبنا بل إن شيئاً ما يجعلنا أشد رهافة إحساس بهم..
إن عاطفة الحنو للأبوة.. هي تلك العاطفة التي تفوق أي تعبير، هي ما تحمل الأب على بذل الكثير والكثير بل الغالي والرخيص.. حتى لو يصل إلى قطع جزء من الجسد ليبقى الابن سوف يفعل الأب.. وليس أي أب وإنما هو الأب الذي تظهر أفعاله في علاقته بفلذات كبده!!
إن الكائن البشري بكل صفاته الانفعالية والعقلية والإرادية يخضع لاختبارات عديدة بل انه بمختلف خصائصه تتعالى نبضاته تأثراً بأول صرخة طفل في حياته.. الابن البكر يحتل مساحة مختلفة ونبضاً مختلفاً خصوصاً عند الأب.. وما أعذب لحظة البشارة بقدومه إلى الحياة حينما يقال مبروك جاء إليك.. «ولد».. ثم تنطلق فرحتك في كل المدارات.. وتمر الأيام.. حتى تأتي لحظة لم تحسب لها أي حساب حينما يقال.. «ابنك يطلبك الحل».. إن فرحة قدومه للحياة فرحة تحلق في الفضاءات فيما ترحة ذهابه.. تضيق بك كل المدارات إلا من رحمة الله.
ذلك إحساسي بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي فجع في وفاة ابنه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان.. لقد اهتزت مشاعر الأبوة.. في عاطفة تودع شيئاً عزيزاً.. شيئاً لا حيلة فيه غير الاستسلام لقضاء وقدر الخالق فهي مشيئته لحكمة نجهلها بل انني استشعر ذلك الألم الذي يبقى داخل أب أضاء ابنه قلب المنطقة الشرقية نائباً.. وغادر الحياة ليبقى ما خلده من أثر طيب بين أفراد عائلته وامتد إلى عروق عمله.. بل إلى كل فرد عرف والده.. وليس هذا فحسب وإنما كل من عاش في ظل هذا الوطن الذي اعتنى فيه الولاة بمصلحة الفرد ومصلحة الجماعة..!!
إن كل مواطني الرياض خاصة والمملكة عامة.. قريبون من قلب أمير الرياض في مصابه.. أثابه الله وأحسن عزاءه فصبر جميل والله المستعان.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved