| مقـالات
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. يقول الحق تبارك وتعالى: «إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون» ويقول «كل نفس ذائقة الموت» وهذه سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا. ونحن اليوم عندما نحزن على وفاة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز رحمه الله إنما نتأسى بنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال في وفاة ابنه إبراهيم «إن القلب ليحزن والعين لتدمع وانا لفراقك يا ابراهيم لمحزنون ولا نقول إلا ما يرضي الرب إنا لله وإنا إليه راجعون». فالإسلام لم يغفل الجانب الوجداني في الفرح والحزن بل حث عليهما جميعا، فالعبارات والكلمات التي تمثل التفاعل الوجداني موجودة، فالصلاة على الميت وتعزية أهله وأسرته هي ترجمة حقيقية للجسد الواحد الذي حث عليه الإسلام، والصور والمشاهد التي شاهدناها اثناء تشييع ودفن فقيدنا خير شاهد على تلاحم أبناء الوطن ومواساتهم بعضهم بعضا. واليوم حين نودع مصابنا الجلل نحمد الله ان عمله مستمر كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عنه عمله إلا من ثلاث، وذكر منها صدقة جارية. فأعماله التي قام بها في حياته خير شاهد على ذلك والتي رسم لنا صورا منها فالجانب الإنساني شغله الشاغل والذي توجه بترؤسه للجنة التحضيرية للجمعية الخيرية لرعاية مرض الفشل الكلوي الذي بموجبه تم تأسيس الجمعية التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، بالإضافة إلى تطلعاته وطموحاته الكثيرة التي يرغب تحقيقها في الجانب الإنساني. علما بأنه كرم من قبل الحكومة الكويتية تقديرا للتضحيات والجهود التي بذلها أثناء اجتياح النظام العراقي لدولة الكويت.
رحمك الله واسكنك فسيح جناته وألهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز واخوانك واولادك وزوجتك والاسرة المالكة الكريمة الصبر والسلوان و«إنا لله وإنا إليه راجعون».
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
|
|
|
|
|