| مقـالات
مصاب جلل ذلك الذي خيم حزنه العميق على وجوه أركان بيتنا الكبير، وتداعى له سائر الشعب الوفي فكان ان تصارع في نفسي تياران قويان كل منهما يعصف بالآخر، انهما «الحزن والفرح» اللذان وجدتهما لديَّ مجتمعين وكيف لهما ان يتواجدا بقوة في آن واحد وهما المتناقضان اللذان لايطيق احدهما الآخر لكنهما وجدا لي مساحة كبيرة وتجاورا كصديقين كل منهما يداوي جراح الثاني لقد تألمت كغيري عند مشاهدة امير نجد وسليل المجد، «أبو فهد وأخو فهد» وهو يطل علينا هذه المرة في غاية التأثر بوفاة ابنه الأكبر سمو الأمير فهد بن سلمان ـ رحمه الله ـ حيث كان من ضمن المشاهد المؤثرة ان ضم الامير الاب حفيديه «سلطانا واحمد» قبيل دفن الجثمان فكان ان تضاعف على الوجوه التأثر عندما غابت الابتسامة التي لايُعرف سواها في سمو الامير سلمان طلق المحيا حتى امام الشدائد واعظم الملمات لكنه سرعان ما ازاح ذلك الحزن العميق من نفسي موجة عارمة من الفرح والغبطة والسرور صاغها موقف الرجال الاوفياء من الرعاة والرعية الذين لم يدعوا الأمير وأنجاله وأحفاده يصارعون الأحزان بمفردهم بل تقاسموا معهم المصاب الجلل وتفاعلوا بأعظم المواساة حتى ذاب الحزن أمام الإيمان بالقضاء والقدر وبوقوف الجميع كدليل آخر على الحب والولاء لهذه القيادة التي يتجلى حبها والولاء لها في كل حين ومع اطلالة كل حدث او مناسبة، وكشاهد آخر على سلامة المبدأ وحسن القيادة وحس الشعب وتفاعل ابنائه مع رموزه المباركة فكان المشهد الذي عاشه الرياض وتناقلته وسائل الاعلام التي لم تأت بعد على نقل الصورة الكاملة لذلك التفاعل والتواصل رغم التغطية الاعلامية المشكورة التي فاقها المشهد ـ اقول كان ذلك كله بلسماً يشفي الجراح لأني انظر اليه هنا من منظور آخر ـ واقرأه من زاوية اخرى يعيها الجميع، فمع عمق الاحزان وبالغ التعازي للقيادة وللشعب فإني أبارك للشعب وللقيادة ـ التي سلمان أحد رموزها البارزة ـ هذا التلاحم وهذا الحب والولاء الذي كثيراً ما يتجلى عندما يكون عفوياً وتفرزه الاحداث ومصائب الدهر وهذا هو عزاء الجميع في الفقيد الغالي.
* عضو مجلس الشورى
|
|
|
|
|