| مقـالات
لا أعرف سموه يرحمه الله ولا يعرفني معرفة شخصية ولكنني أعرفه كغيري من المواطنين من خلال أخباره وسيرته الذاتية الكريمة واهتماماته الإنسانية والوطنية النبيلة وأعرفه كأحد أفراد هذه الأسرة المباركة الذين ما عرفناهم إلا بالخير والصلاح والعدل ومحبة إخوانهم المواطنين والرفق بهم وتقديرهم، والواجب على كل مواطن صغيراً كان أو كبيراً أن يواسي هذه الأسرة في مصابها فهم بعد توفيق الله السبب فيما ننعم به من أمن واستقرار وعيشة كريمة فمصابهم مصابنا أجمعين لا نفرق بين صغيرهم وكبيرهم فكلهم في مقدارهم أكابر وكلهم من هذه الشجرة المباركة التي نتفيأ ظلالها ونقطف من ثمارها اليانعة أشهى الثمار. ثمار الأمن والاستقرار والحياة الهانئة التي يحسدنا عليها البعيد والقريب. وللفقيد يرحمه الله ولوالده الأمير سلمان يحفظه الله تقدير خاص لدى كل مواطن وهو ما عبر عنه المواطنون بتلك الحشود الهائلة التي توافدت على قصر سموه لتعزيته بفقد نجله الغالي. حشود وصفها أحد مراسلي الصحف بقوله: مشهد غير عادي شهده قصر الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ضم الجموع الغفيرة التي عجزت صالات الاستقبال وصالات الطعام والممرات عن استيعابها فضلاً عن الآلاف المؤلفة من البشر التي كانت تنتظر أمام البوابات الرئيسية الداخلية والخارجية، حشود وطنية قدمت من كل حدب وصوب اختلط فيها الأمراء والوجهاء وأعيان المجتمع بسائر فئات الشعب، الكل جاء ليواسي وليعبر لأحد قادته البارزين عما يكنه من الحب والتقدير والولاء لهذه الأسرة الغالية ومشاركته لها في السراء والضراء.. وأؤكد أنا من جانبي أنه في جنين لولا ضيق الوقت والزحام الشديد ما تخلف منا رجل واحد عن تقديم واجب العزاء لسموه الكريم في فقيد الجميع فنحن أسرة واحدة ومصابنا واحد. لقد سمعنا من أخبار الفقيد يرحمه الله ما يثلج الصدر من محبة للناس وحرص على تفقد أحوال أصحاب الحاجات في الأحياء الشعبية القديمة واهتمام بأحوال المرضى خاصة مرضى الفشل الكلوي ومرضى السكر. وفي آخر لقاء أجرته معه يرحمه الله جريدة الجزيرة بتاريخ العاشر من ربيع الأول الماضي تحدث سموه يرحمه الله عن جمعية مرضى الفشل الكلوي باعتباره رئيس اللجنة التحضيرية لها وقد أبرز سموه من خلال ذلك اللقاء طموحاته وآماله وتمنياته تجاه هذا العمل الخيري كما تمنى إنشاء جمعية لمرضى السكر وقال إنه يسعده ويشرفه أن يكون أميناً لها وأكد انه حب المشاركة في أي عمل خيري وقال بالحرف الواحد: «إنه يسعدني ويبعث البهجة في نفسي حينما أدخل البهجة على نفس أي شخص ويهمني شخصياً أن أشارك في أي شيء للخير ودائماً أبحث عن من يستحق المساعدة ولا أفضل أن أتحدث عن نفسي فهذا عمل ينتظر الإنسان المسلم أجره وثوابه من الله سبحانه وتعالى..»
فاللهم لا تحرمه من أمله من الأجر والمثوبة وارحمه رحمة واسعة واللهم غفرانك لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك..
وما أحوجنا أن نتذكر في مثل هذه المناسبات الأليمة التي تطرقنا بالليل والنهار النهاية التي تنتظر كل حي مهما امتد به الأجل أو اعتلى في المناصب أو جمع ما جمع من حطام الدنيا الزائلة.. أن نتذكر الموت هادم اللذات ومفرق الجماعات ونتذكر تلك الحفرة المظلمة التي لا أنيس فيها لأي إنسان سوى عمله الصالح..
ونتذكر ذلك اليوم الرهيب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم..
لنتذكر هذه المواقف الآتية لا محالة ونعمل لها رفقاً بأنفسنا ولأنها جزء هام من المستقبل الذي نجهد أنفسنا في العمل من أجل المستقبل البعيد المغيب عنا لحكمة أرادها الله.
'محافظة الرس
|
|
|
|
|