أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 30th July,2001 العدد:10532الطبعةالاولـي الأثنين 9 ,جمادى الاولى 1422

الاولــى

وداعاً أيها الأمير الحبيب
د، عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر
* أخبار الوفاة المفاجئة، التي لم يسبقها تمهيد بمرض، أو شيخوخة، تُفقد العقل توازنه، ويحتاج إلى وقت قبل أن يستوعب الخبر، وإمكان وقوع ما وقع، ويبقى بين الأمل الذي يدعو إلى الشك، أو بدء وضوح الأمر، وأن الموت حق، ولا يمكن توقع مفاجأة حدوثه،
ثم يستعد العقل لقبول الأمر، ويبدأ انْزِرَاع الحزن في القلب بعمق، ويبدأ وزن فقد الغالي، والتعايش مع الواقع، والتسليم بقدر الله، واستعراض شريط من الذكريات عن الفقيد، وهو شريط منير، فقد كان رحمه الله أميراً في مقامه، أميراً في أعماله، أميراً في خلقه، وفي كرمه، وفي أدبه، وفي سماحته، وفي حبه للناس، وفي عطفه على الفقراء، ومد يده للمحتاجين،
ابتسامته المشرقة تقدمه، وتثبت في الأذهان، لأنه لا يُرى منه غيرها، ووجهه المشرق يقابل به القريب والبعيد، حباه الله بنور يسبق مصافحته للقادم إليه، والمتحدث معه، وهذا توفيق من الله، نرجو أن يكون دليل رضا،
الدليل على ما كان يحتله في قلوب الناس تدافع الأمواج من البشر التي جاءت لبيت والده للتعزية به، والمشاركة في شعور الحزن والأسى على فقده، وهذه الأعداد المتزاحمة ضربت رقماً قياسياً لم يذكر مثله، وهو يشهد أنه كان فريداً عليه رحمة الله وألسنة الخلق ألسنة الحق، ولكن الخلق في هذا العزاء لم يكتفوا بألسنتهم، ولكن أجسادهم تسابقت لتأكيد هذا، كان من بين المعزين من تعدى عمره الثمانين، ومن لم يصل الخامسة عشرة، وكان من بينهم المقعد، والمعوق، وجاء بعضهم من مسافات بعيدة من داخل المملكة وخارجها، لم تحل المسافات الطويلة بينهم وبين أداء ما شعروا أنه واجب عليهم، اختاروه اختياراً،
فَقْدُ هذا الأمير الحبيب فوق التعبير، تعجز الكلمات أن تفي بحقه، وبحق أسرته الكريمة، وتقصر الكلمات عن أن تنقل شعور الحزن العميق، ويتأكد العجز، ولا يبقى إلا الدعاء له بالغفران، ولأسرته وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وصاحب السمو الملكي النائب الثاني الصبر والسلوان،
إن مصاب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان وأبنائه وأبناء الفقيد وأهله لجلل، ولم يذهب فهد بن سلمان عنهم، فهم يرونه في كل شبر من الأرض وطئته قدمه، وفي كل باب دخل منه، وفي كل سيارة ركبها، وفي كل سجادة صلى عليها، وعلى كل مائدة جلس عليها، وسيكون حاضراً في قلوبهم في كل عيد، وفي كل هلال شهر، وفي كل دخول فصل من فصول السنة، سوف يسمعون صدى صوته في كل اتجاه اتجهوه، وفي كل كلمة يذكرون أنه نطق بها، وستبقى نغمتها في الآذان ووقعها في الروح،
إلى رحمة الله أيها الأمير الحبيب، سوف يشارك ذويك في الحزن كثيرون ممن كنت تمد لهم يد المساعدة بسخاء وبلا منّ، سوف يشاركهم كل من فرّجت عن صدره ضيقاً، ومسحت دمعته بيد حنون، سوف يفقدك السامر الذي كان يضم محبيك وأهلك وأصدقاءك، سوف يفقد تواضعك، وحنوك، وحسن خلقك، وأدبك الجم أناس اقتربوا منك،
خصال الخير كسبتها أباً عن جد، ورثتها بجدارة واستحقاق،
أما وقد استأثر الله بما أعطى، فليس لنا إلا أن نستمطر عليك شآبيب رحمته ورضوانه، وصبراً واحتساباً لوالديك وإخوانك وأبنائك، وكل أفراد أسرتك، وعزاؤنا أن هذا طريق مسلوك،
و«إنا لله وإنا إليه راجعون»،

أعلـىالصفحةرجوع




[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved