أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 30th July,2001 العدد:10532الطبعةالاولـي الأثنين 9 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

حزن الرياض
عبدالله بن بخيت
عندما تلقي نظرة على وجه الأمير سلمان بن عبدالعزيز تأخذك هذه النظرة إلى تاريخ طويل يمتد إلى أكثر من أربعين سنة تحس فيها أفراح الرياض وأحزانها.
تقرأ في تلك النظرة كل ما عرفناه منذ ان ولدنا في هذه المدينة التي صارعت مصائر المدن لتبقى مدينة مميزة بحبها وماضيها وحنانها الذي استعصى على الأيام. ما كنت في يوم من الأيام اتوقع أن أقرأ في عيون أميرنا الجليل إلا تعب العمل وفرح الإنجاز. عندما تلقاه في مكتبه في كل وقت تحتاجه فيه تراه متحفزاً نشطا بشوشا مصغيا يريد أن يرضي الجميع. لم يعرف الملل، لم يعرف التنازل، كل شيء للرياض ولأهل الرياض يجب أن يبقى مميزا ومتكاملا كانت تعابير وجهه تبقى دائما في المسافة بين الجدية والطيبة. اربعون عاما مع الناس يشاركهم أفراحهم وأحزانهم.
ولكن للأيام صروفها والله يقدر لنا ما ليس في الحسبان. كان قدرنا جميعا ان نسمع فجأة دون مقدمات أن يد المنون قد اختطفت فهد بن سلمان بن عبدالعزيز الابن البكر لأميرنا العظيم والابن المثالي لأمتنا. شاب في منتصف عمره امامه مشاريع ستنجز، واطفال سيعتني بهم ،وديون حب سيوفيها لأبيه وأمه، والناس الذين خدمهم وأحبهم وأحبوه. أمامه الأيام مفتوحة على مزيد من المجد وهو سليل المجد ولكنها إرادة الله التي لا راد لها. جاءت لتوقف القلب الكبير عن العمل والعطاء. وتزرع الحزن في قلب الوطن، لم أشعر أن الرياض حزينة كما شعرت بها يوم الخميس عندما نزل سمو الأمير سلمان من الطائرة لأول مرة اشاهد فيها أميرنا يصل الى الرياض دون ابتسامة فرح العودة إلى الوطن التي اعتدنا أن نراها في جهه. أول مرة تحس ان الوقت اصبح مساء طويلا واهناً يتحرك ببطء، يلتفت لكي لا يسير دون فهد بن سلمان كأنه يريد أن يتوقف في الزمن الذي توقف فيه قلب الأمير.
عزائي للأمير سلمان بن عبدالعزيز، عزائي لوالدة الأمير فهد بن سلمان، عزائي للأمير سلطان بن سلمان، وعزائي للأمير احمد بن سلمان، وعزائي للأمير عبدالعزيز بن سلمان، وعزائي للأمير فيصل بن سلمان، وعزائي لكل اخوته الكرام وأخته وزوجته وابنائه وعزائي لأهل الرياض وللوطن.

أعلـىالصفحةرجوع




[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved