| مقـالات
حقا إن أفعال الانسان وسجاياه هي الباقية، أما زبد الدنيا وغثاؤها فيذهب هباء. وهي دروس نتعلمها كل يوم من واقع حياتنا. وبالأمس القريب فقدت بلادنا احد شبابها الميامين، هذا الشاب الفقيد رحمه الله كان ملء العين والسمع بما يتناقله الناس من مواقف الشهامة والعدالة. وما أكثرها في حياته التي مضت مسرعة مثل لمح البصر. فلقد ترك في موقع عمله السابق في المنطقة الشرقية حكايات تجعل اسمه يتردد على كل لسان وقد بلغني منها موقفه حين رأى رب أسرة ترك أطفاله في عربته الوانيت في رابعة النهار وشدة الطقس وانصرف الى البيع والشراء حتى يظفر بما يدفع لهم من تكاليف المعيشة فما كان من الأمير الشهم حين رأى ذلك المشهد المؤلم إلا ان أمر أحد مرافقيه بتوصيل الاسرة الى مسكنها بينما طلب منهم إبلاغ رب الاسرة حتى يقابله فى الامارة حيث أكرمه تقديراً لمعاناته وهي حادثة واقعية تشهد بإنسانية هذا الفقيد الشاب من بين عشرات، بل مئات المشاهد التي تركها اثناء توليه ذلك المنصب، اذ كان يلتقي يوميا ابناء الشعب غالبا في جولات متواصلة حتى يتحسس مشكلات المواطنين ويحاول ما بوسعه تذليلها. فكم تحتاج بلادنا الى أمثال هذه النماذج التي يندر وجودها إلا قليلا بحثا عن عمل الخير للبسطاء من الناس، رحمك الله يا فقيد الوطن ومثواك الجنة إن شاء الله جزاء ما قدمت من أفعال سوف تكون في ميزان حسناتك وعوَّض الله والديك خيراً بإخوتك الميامين، وان شاء الله انهم سوف يكونون على شاكلتك في محبة الناس والتقرّب اليهم، ومن أحبه الناس فقد أحبه الله و«إنا لله وإنا اليه راجعون».
|
|
|
|
|