| مقـالات
كل ما في حياتنا مزدوج.. فهناك الليل والنهار.. والورد والشوك.. النعيم والعذاب.. الإيمان والجهاد.. والعافية والمرض.. والحياة والموت فلكل شيء مقابل ولا يوجد إنسان يحظى بكل شيء. والموت حق وإيماننا به لا يقل عن إيماننا بالحياة، وصدق الله العظيم إذ يقول في محكم التنزيل: (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا).استقبلنا نبأ حزينا مفاجئاً هو وفاة المرحوم بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز ألهم الله والده وذويه الصبر والسلوان على هذا المصاب.
تلقيت هذا النبأ الحزين مثل كثيرين غيري بينما كنت مسافراً منذ أيام إلى لندن من خلال قناة mbc الفضائية وكانت صدمة قاسية وقد أثرت في نفسي كثيراً ووجدت أثرها في نفوس بعض اخواننا العرب والمسلمين هناك. فقد كان سموه رحمه الله مضرب المثل في البذل والعطاء وحب الخير ومساعدة الناس وعرف عنه الايثار والاحساس المرهف باحتياجات الآخرين ومعايشة مشكلاتهم الإنسانية وأحوالهم وظروفهم الاجتماعية والحياتية. فسموه ابن أمير الرياض المعروف بصفاته الفريدة وحفيد الملك المؤسس وكان يرحمه الله مثالاً ممتازاً يحتذى لهذه المدرسة رحمه الله رحمة واسعة.
المشهد الآخر هو الذي تمثل في حب الناس لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وقد اتضح جليا في هذه المشاركة الصادقة المتمثلة في وفود المعزين من أنحاء البلاد ومن خارجها لتقديم واجب العزاء بهذا الحجم الكبير حيث كانت القلوب والنفوس تتنافس على أداء هذا الواجب وتسابق الليل والنهار لتشد على يد هذا الرجل الذي واجه الصدمة بكل إيمان واحتساب وصبر وثبات بقضاء الله وقدره. والذين يعرفون سمو الأمير سلمان عن قرب لا يستغربون هذا الحجم الكبير من الناس والحب العظيم له.. فهو رد للجميل الذي سبق إليه سموه تجاه الناس هو الذي اعتاد ان يحمل هموم الناس ويشاركهم في كل مناسباتهم في الأتراح والأفراح ولا يتأخر عن زيارة مريض أو أداء واجب ولا يتوانى عن أداء موقف إنساني تجاههم في أي وقت وفي أي ساعة..
رحم الله الفقيد وأطال عمر الأب الحنون.. سلمان..
|
|
|
|
|