نبأ أثار الآمنين وروعا
ذاك الذي ضرب القلوبَ فأوجعا
في فقد فهدٍ كلنا في حسرةٍ
فالحزن قد عمَّ المنازلَ أجمعا
الكلُ يا سلمانُ معك مشاطرٌ
ألم الفراق وداعياً متضرعا
في كل دار في الرياض مشاعرٌ
تبكي الفقيد وتستثير الأدمعا
قد كان آخر عهده بحياته
حفل أثار به الأمير المجمعا
ذكر المنية في كلام واضح
فكأنه فيما أشار مودعا
في مركز الأعضاء أظهر نبلهُ
متجسداً فيما أراد وأسمعا
بذل المشاعر كلها من أجلهم
فلعله أن يستريح مُشفعا
رحل ابن سلمان الشموخ لربه
متأسياً بالصالحين فأسرعا
رحل الأبيُّ ابن الأبيِّ لربه
مُتطلعاً مُتطوعاً مُتبرعا
لو لم يكن في الناس إلا أنه
رجل المواقف والأمير الأروعا
لكفاه أن يلج القلوب بعطفه
ويظل فيها خالداً مُتمتعا
إني لأدعو الله دعوة صادقٍ
يبغي الوفاء ولا يريد المطمعا
أن يستقرَّ بفضله في جنةٍ
سكت الكلامُ بوصفها وتمنعا
خذها إليك من الرياض وأهلها
ومن اصطفاك محبةً وتخضُّعا
قدمتها لك بالنيابة عنهمو
فلعلني فيها أصبتُ الموضعا