| | |
|
رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك
|
أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت
|
صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر
| |
Sunday 29th July,2001
| العدد:10531 | الطبعةالاولـي |
الأحد 8 ,جمادى الاولى 1422
|
|
| تغطية
اخترق قلبي حزن عميق عندما تلقيت نبأ انتقال الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى الرفيق الأعلى.. ورحيله عن الحياة.. والأحياء.. لكن في علم الله ما لا نعلم.. وإرادة الحي الذي لا يموت تقتضي أن لا يكون الخلود إلا له وحده.. وأن الموت سنة الحياة.. وطريق إلى حياة أخرى يعمل من أجلها في الحياة الدنيا كل من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى والذي يعرف أبا سلطان يعرف كم كان إنساناً.. بل يختصر عمره.. وتاريخه.. وأخلاقه.. وتجربته بكلمة إنسان.. فهو لم يكن يرد سائلاً.. ولا يخيب أملاً.. ولا يكسر خاطراً من أجل وجه الذي خلق فسوى.. وقدر فهدى.. ومحض مرضاته.. منهج من يبتغي وجه الله.. والدار الآخرة.
* يوم الخميس.. وهو أحد الأيام المفضلة عند الخالق العظيم، كان في عيون الناس مأتم.. وعلى الشفاه نحيب مكتوم.. كان جلال المشهد في المسجد.. ومقبرة العود.. وقصر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أبلغ من كل مقال.
* كانت مسيرته القصيرة طيب الله ثراه محفوفة برؤى واضحة تتخطى المسافات.. وتستشرف الآفاق.. وتخترق الابعاد.. تؤطرها أهداف سامية .. وعطاء غير محدود.. لم يكن يرحمه الله ممن يقتصر عطاؤهم في أعماقهم على أنفسهم.. أشياء كثيرة عاشت في أعماقه.. آمن بها إيماناً لا تقتحمه خلجة شك في سر أو علن.. عمل من أجلها في صمت.. وانسجام عجيب مع النفس.. وترفع عن الصغائر.. وتعامل مثالي مع الحياة.. والناس.. مزيج من الذكاء والثقة والحنان والتواضع والصبر والأمل كان مفعماً بكل ما هو فاضل وكامل وعظيم.
* كان يرحمه الله من أشد الناس انكاراً للتمايز ومن أكثرهم نأياً عن النرجسية وحب الذات.. عاش حياته كلها لا يثقله كبرياء.. ولا أنانية أو غرور.. وإذا كانت حياة اليوم لا تعرف إلا لغة الحساب.. كانت المبادئ.. والمثل عند فهد بن سلمان لا تدخل عمليات الجمع والطرح.. وكان لا يتصور أن يموت الإحساس والضمير عند مطلق إنسان لأن ذلك يعني أن يموت مرتين.
* صبراً آل سلمان.. فإن فهداً الذي كان نصيبه من الدنيا كبيراً أراد أن تكون حصته من الآخرة أكبر فاشترى بالدنيا الفانية سعادة الأبد.. والنعيم المقيم.. والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.. صبراً آل سلمان.. إذا كانت صفحة الحياة لأكثر الناس تختفي من الذاكرة فإن صفحات فهد بن سلمان ستبقى حية.. مشرقة.. جزءاً من قيم الوطن.. ومبادئه العليا التي لا تموت.
* يارب: اسألك بكل اسم هو لك.. سميت به نفسك.. أو أنزلته في كتابك.. أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تنزل شآبيب رحمتك على فقيد الوطن والإنسانية الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز وتلهم ذويه ومحبيه وعلى رأسهم صاحب القلب الكبير الأمير سلمان بن عبدالعزيز الصبر والسلوان، و«إنا لله وإنا إليه راجعون».
|
|
|
|
|