ما كنت أحسبني أراك حزينا
يا من غرست الفرْح والنسرينا
وملأت نبض حياتنا ألقاً به
نسمو، وتبتهجُ السعادةُ فينا
لكنها الأقدرُ تفجؤنا بما
لا نستطيع لكشفه تخمينا
فوجئتُ بالخبر الحزين.. يهزني
يا والدي: كيف اشتعلت أنينا
يا والدي «سلمانُ» صبراً واثقاً
وتجلُّداً علمتناه سنينا
أجلٌ يقدره الإلهُ، وعبرةٌ
لأولي النُهى بالنازلات يقينا
'''
فقد الأحبة في الحياة موجِّعٌ
وأمرُّ ذائقة تثير حنينا
كل الملامح والمواقف تلتقي..
وتفضُّ ذاكرة الشجون عُيونا
فاضت عيون الحزن عن «فهد» النَّدى
عند الوداع المستفيض شجونا
'''
هذي طفولته.. أراها غضةً
هذا خيال «الفهد» طاف حنونا
هذي بشاشته، وذلك وجهُهُ
عيناهُ تنبضُ بالهدوء سكونا
هذي شموسٌ من نضارة روحه
ألقاً يهاتفُني، ويصمتُ حينا
أين اتجهت حبيب قلبي حاضرٌ
أنى ذهبت فمن رُؤاك تُرينا
كم في حضورك قد شهدنا حفلةً
أصداؤها مُهجٌ تحرَّك فينا
عوّدتنا الفرح الذي صدحت به
أنشودةُ الأمل الذي يُحيينا
في كل مُنتجع غرست خميلة
وطفقت تخصف خيرها المكنونا
لك في الحوادث والمواقف لفتة
أبدعت فيها الصدق والتمكينا
كل الحضور اليوم أعمق شاهدٍ
بمحبةِ الفهدِ الذي يُبكينا
'''
أيقظت نوم الوالدين بصرخةٍ
جعلت فؤاد الوالدين طعينا
بين احتضانك واحتضارك ساعةٌ
في هذه الدنيا تُعدُّ سنينا
غادرتها وتركتنا في حيرة
وعميق حزن مفجّع يكوينا
لله انت وفي رحابة جوده
وهبتك نفسٌ غادرتك أمينا