| الاولــى
*
ليتني يا فهد عرفتك قبل أن أعرفك منذ سنوات، صحيح أني أعرفك منذ كنت طفلاً وأعرفك وأنت غلاماً وأعرفك وأنت يافعاً، ولكنها معرفة القرابة دون أن أقرب منك أو تقرب مني في العقل والقلب كما حدث بعد ذلك وأنت رجلاً وأباً، ولا أريد أن أقول لماذا فمن عرفك يعرف لماذا.. ومن لم يعرفك لا داعي لأن أودع به حسرة كحسرتي عليك الآن.
رحمك الله ورحم أماً وأباً خلَّفاك أحياء وأمواتاً وليت ربي يتقبل مني كل دعاء دعوته لك ولوالديك ولأبنائك وزوجتك واخوتك في كل سجدة سجدتها منذ سماعي بالنبأ الحق على الجميع. ذلك الدعاء الذي لو استجيب فان الموت بعده يصبح نعيماً للجميع.. كيف لا وهو ان فصّل بأن يجمعك الله وإياهم في الفردوس الأعلى مع نبيه عليه الصلاة والسلام بلا عذاب ولا حساب قبله، وبأن يجعل قبوركم جميعاً روضات من رياض الجنة، وأن يجعلكم يوم القيامة من الآمنين. اللهم إني أسألك كل ذلك وأكثر من ذلك لي ولهم ولجميع الأهل والمسلمين، وأن تقوي أهله ومحبيه بتقواك وأن تجعل الأمر سلاماً واستسلاماً لهم ومنهم.
... ليتني يا سلمان أُقاسمُكَ ووالدته الآن بعض ما تعانونه.
|
|
|
|
|