رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 29th July,2001 العدد:10531الطبعةالاولـي الأحد 8 ,جمادى الاولى 1422

المجتمـع

مع تزايد حالات التسمم الغذائي بسبب حرارة الصيف
الرقابة لا تكفي في ظل غياب ضمير أصحاب أماكن ترويج المواد الغذائية
* المدينة المنورة مروان قصاص:
مع مرورنا بفترة الصيف وقضاء الإجازة تطالعنا الصحف المحلية بين آن وآخر بأخبار عن حدوث تسمم غذائي بين المواطنين بسبب تناول أطعمة أو مشروبات ملوثة لسوء الاعداد سواء في المنازل او المطاعم والاخيرة اكثر سببا ورغم خضوع المطاعم ومحلات إعداد الاطعمة لرقابة مكثفة من وزارة الشؤون البلدية والقروية ومن الامانات والبلديات إلا انه تحدث بعض التجاوزات التي تسبب بعض حوادث التسمم والتي يذهب بسببها عدد من الابرياء الذين يدفعون ثمنا باهظاً ماليا ليخسروا ما هو اغلى وهو الصحة والسلامة اجارنا الله، ومن خلال رصد ميداني سنحاول مناقشة هذه القضية وذلك بطرحها على عدد من المسؤولين وكشف العديد من الملابسات التي تؤدي إلى هذه الحوادث المزعجة وما يدفعني لذلك هو ما ألمسه من حرص مكثف من حكومتنا الرشيدة وتجسده أجهزتها من خلال عملها الدائم للحد من مسببات التأثير على الصحة العامة من خلال الرقابة والتفتيش المتواصل والتأكد من خضوع العاملين بها للكشف الطبي، كما أن حالات التسمم الغذائي ليست وقفا على بلد دون آخر رغم تقدم الدول ونشاطها في هذا المجال فقد نشرت مؤخراً دراسة حول حالات التسمم في الولايات المتحدة الامريكية وهي اول دولة في العالم في التطور فقد اشارت الدراسة الموثقة إلى ان عدد الحالات المرضية الناتجة عن الطعام بلغت 76 مليون حادثة مرض منها 323914 حالة دخل المستشفيات و5194 حالة وفاة في العام واكثر الاشخاص عرضة لحالات التسمم هم الصغار وكبار السن والسيدات الحوامل بسبب تدني انظمة المناعة لديهم.
وكانت بداية الجولة من مكتب معالي امين المدينة المنورة المهندس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحصين بصفته المسؤول الاول عن الرقابة الصحية والاصحاح البيئي في احدى مناطق المملكة الذي رحب بالجزيرة واشاد بمتابعتها للقضايا التي تهم المجتمع وقال معاليه ان الصحة العامة وسلامة البيئة مطلب اساسي في حياة المجتمعات البشرية لكي تنمو وتزدهر مضيفا ان اي قصور او اختلال في اداء هذه الخدمة يسبب اضرارا بالغة بالمجتمعات السكانية ولهذا فقد أولت حكومتنا الرشيدة عبر العديد من الأجهزة الحكومية ذات العلاقة في هذا الموضوع اهتماما كبيرا لتفعيل الرقابة الصحية في الاسواق وقال ان المراقبة الصحية عمل وقائي لمنع حدوث حالات التسمم وانتشار الاوبئة مؤكداً ان الرقابة هي الخط الأول للتصدي لحالات التسمم ومحاربتها،واكد الحصين ان امانة المدينة المنورة وكافة البلديات تجند طاقاتها في هذا الجانب على مدار العام وتكثف جهودها في الفترة الصيفية حيث ان تلف المواد الغذائية يكون اكثر بسبب ارتفاع درجات الحرارة كما انه يتم تنظيم العديد من الندوات والمحاضرات حول الرقابة الصحية وجدواها والتوعية بأهميتها واضاف ان المراقبة الصحية والاصحاح البيئي لا تقتصر على المحلات التي تقدم الاغذية بل تتعدى ذلك الى ما هو اكبر واشمل حيث تهدف الى الحد من كل ما يساهم بتلوث البيئة مثل تسرب مياه الصرف الصحي ومقاومة الحشرات والآفات والحيوانات العقورة ورصد معدلات تلوث الجو ومعالجة النفايات وغير ذلك وقال ان هذه الجهود رغم كثافتها لا يمكن ان تحقق المطلوب في ظل عدم تعاون المواطنين مع اجهزة الامانة لأن القضاء على هذه المشكلة يحتاج لجهود جماعية.
هذا وقد انشأت امانة المدينة المنورة مختبرا مجهزا بأحدث التجهيزات لتحليل المواد وتحديد صلاحيتها للاستهلاك الآدمي ويشتمل المختبر على قسم للتحاليل الميكروبيولوجية وقسم مختص للتحاليل الكيميائية كما يوجد بالمنطقة العديد من المختبرات المجهزة لإجراء التحاليل المناسبة.
من جانبه يقول الدكتور جمال فهمي اخصائي الامراض الباطنية بمستشفى ابن لادن بالمدينة المنورة ان التسمم الغذائي من الامور الخطيرة التي تهدد حياة الانسان وتكمن خطورتها عند حدوث تسمم جماعي لا قدر الله وخاصة في الاحتفالات او المدارس وهذه ولله الحمدنادرة الحدوث في المملكة وقال ان بكتيريا السالمونيلا من مسببات التسمم مشيرا الى ان هذه البكتيريا تتواجد في الاجهزة المعوية للحيوانات بما فيها الطيور كما تتواجد في المياه احيانا وفي البيض وتبدأ اعراض الاصابة بالقشعريرة والاسهال واحيانا ما يصاحب هذه الاعراض تراخ في العضلات وارتفاع في درجات الحرارة واكد ان النظافة تحد من الاصابة بهذه البكتيريا، واشار الى ان هناك شرائح عديدة معرضة للاصابة بسبب سلبيات بعض المطاعم ومن هذه الشرائح الشباب الذين يقبلون على تناول الاطعمة في المطاعم وكذلك العزاب وبعض الاسر. وحذر هذه الفئات من الافراط في تناول هذه الاطعمة والتأكد من نظافة المطاعم التي توفر لهم الاطعمة حفاظا على سلامتهم، ودعا الى ضرورة الاهتمام بمراقبة المطابخ العامة التي تعمل في مجال تجهيز الولائم الكبرى لأن حدوث اي سلبيات لا قدر الله ينتج عنه اخطار كبيرة لكثرة الناس الذين يتناولون هذا الطعام.
وقال الدكتور فهمي ان التسمم الغذائي متعدد الاسباب منه التسمم بالمواد الكيميائية وهذا النوع نادر الحدوث وهو يحدث بسبب تناول اطعمة محتوية على معادن سامة مثل الزنك والنحاس والرصاص والتي تصل الى الاغذية باستخدام اوعية مطلية او نتيجة لرش مواد كيميائية على الفواكه والخضار ومن انواع التسمم تناول نباتات او لحوم ملوثة او تناول اغذية ملوثة بالبكتيريا والميكروبات وغير ذلك ومن مسببات التسمم الخطيرة نجد ان المواد الكيميائية والابخرة المتصاعدة من المصانع في الدول الصناعية والتي تنتشر في الهواء وتسبب آثاراً خطيرة على صحة الانسان حيث قد تودي للاصابة بالسرطانات والاورام والاضطرابات النفسية والعصبية وتعتبر هذه المواد من اخطر ما يهدد الحياة البشرية.
واكد الدكتور فهمي ان فترة الصيف تشهد ارتفاعا في نسبة حالات التسمم وقال انه حتى تمر فترة الاجازة الصيفية دون متاعب صحية فانه ينبغي علينا توفير سبل الرقابة وخاصة للاطفال خاصة خارج المنازل حيث اعتاد الاهالي على الخروج او السفر وتناول وجبات غذائية قد تكون ملوثة وتسبب التسمم.
ولاكتمال دائرة النقاش التقينا بعدد من المواطنين الذين تحدثوا حول التسمم الغذائي حيث قال يوسف المهرجي من مصلحة الطيران المدني بالمدينة المنورة انني اصاب بالدهشة والقلق عندما اقرأ عن حدوث حالات تسمم بسبب تناول اطعمة ملوثة رغم كثافة المراقبة وأحزن لإصابة المواطنين والمقيمين بسبب هذا التسمم وقال ان سبب الدهشة هو ندرة حدوث التسمم في بلادنا حتى سنوات قليلة ماضية ودعا المهرجي الى تكثيف الرقابة وقال ان الرقابة وحدها قد لا تكفي اذا لم تقترن بالرقابة الذاتية من اصحاب المحلات والمواطنين المستهلكين انفسهم للحد من مسببات التسمم الغذائي.
وقال المواطن زكي مبارك اعتقد ان مخافة الله عند اصحاب المطاعم ومحلات ترويج المواد الغذائية هي الاساس في الحد من مسببات التسمم الغذائي خاصة ان بعض المطاعم وسعيا للكسب المضاعف على حساب صحة المواطن تستخدم احيانا مواد منتهية الصلاحية او مخزنة بطرق بدائية تكون عرضة للتسمم وقال مخاطباً اصحاب المحلات اتقوا الله في عباده وكونوا اكثر وعيا حتى نجنب المجتمع اخطار هذه المواد التي تعرض الصحة العامة للخطر.
ودعا المواطن خالد بن محمد بن قاسم معلم الأجهزة الرقابية لتكثيف جولاتها على مواقع اعداد الاطعمة وليس اماكن عرضها فقط مشيرا الى ان مواقع اعداد الاطعمة تكون في الغالب اماكن قذرة تستخدم اواني قديمة ومواد منتهية الصلاحية بعيدا عن عيون الرقابة بحيث لا يرى المستهلك الا اطعمة معروضة بأشكال جذابة وهذا هو مكمن الخطر.
ويطرح اخصائي تغذية محمد الاحمدي طرق انتقال الجراثيم الى الاغذية ويقول انها تنتقل بطريقين الاول مباشرة من مصدر العدوى الى الغذائي اي الانسان المريض او حامل المرض او الحيوان والمريض ومنتجاته الى الغذاء، او بطريق غير مباشر بواسطة الاواني والادوات الملوثة وعن طريق الحشرات والقوارض وحول طريقة الوقاية من التسمم الغذائي يقول الاخصائي انه يجب المحافظة على النظافة وعدم تمكين المصابين بجروح او خدوش او دمامل من تحضير الاطعمة، غسل الخضار والفواكه جيدا، غسل اليدين بالماء والصابون قبل اعداد الطعام، يجب طبخ الطعام جيدا لقتل الجراثيم ولضمان وصول الحرارة الى كافة اجزاء الطعام، يجب تقطيع اللحم قطعا صغيرة، الاجتهاد بحفظ الاطعمة سريعة الفساد في الثلاجة وفي حالة تسخين طعام موجود بالثلاجة يجب تسخينه جيداً، عدم ترك الطعام مكشوفاً بعد تحضيره، ابعاد المبيدات في مكان آمن، حفظ الاغذية بأوعية زجاجية او مطلية لمنع التسمم الذي يحصل من تفاعل الطعام مع المواد المعدنية.

أعلـىالصفحةرجوع








[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved