|
| مقـالات
تعرفت على صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز رحمه الله إبان عمله نائباً لأمير المنطقة الشرقية، وكنت حينها رئيساً لمجلس إدارة الشركة السعودية الموحدة للكهرباء بالمنطقة الشرقية بجانب عملي في المؤسسة العامة للكهرباء، وكنا نزور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية، وسمو نائبه في ذلك الحين الأمير فهد بن سلمان في مقر الإمارة بين وقت وآخر للسلام وطمأنتهما بأوضاع الكهرباء في المنطقة وجهود الشركة ومشاريعها، والاستماع إلى توجيهاتهما، ومن المناسبات التي أذكرها معه حين أقامت كهرباء الشرقية معهداً نموذجياً للتدريب يعتبر الأول من نوعه في قطاع الكهرباء في ذلك الوقت يهدف إلى توفير الكوادر الوطنية المدربة والمؤهلة للعمل في الشركة وقد تشرفت الشركة بموافقة سمو الأمير فهد بن سلمان رحمه الله بافتتاح المعهد وتشريفه حفل الشركة بهذه المناسبة، وفي اليوم المحدد والوقت المحدد حضر سموه إلى مقر المعهد، وكنت في استقباله والإخوة أعضا مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية ومنسوبو الشركة الذين صافحهم جميعاً، وهنأهم على هذا الصرح الوطني مصنع الرجال ومبنى الأمل، كما حيا منسوبي المعهد من إداريين ومدربين وطلبة وحثهم على التعلم واكتساب المهارة والخبرة ليكونوا لبنة نافعة لمجتمعهم وبلدهم وأن يتعلموا مهنة شريفة، وأن يثبتوا أن الشاب السعودي لديه الطموح ليواكب التطور والتقنية في مجالات العلم الحديثة.
وقد قام سموه رحمه الله بعد الحفل الخطابي بالسلام على المتدربين فرداً فرداً، ثم تجول على أقسام المعهد والورش والمعامل، وتوقف كثيراً يستمع للشرح والمعلومات عن دور كل قسم وورشة وعدد المتدربين والدروس والبرامج التي تقدم لهم، ومراحل الدراسة، وقد أثنى سموه على الجهود المبذولة وشكر القائمين عليها وأعطى توجيهاته بقبول مزيد من المتدربين في مجالات الإدارة والأعمال المكتبية والخدمات المساندة، حرصاً من سموه على تأكيد على أن المواطن السعودي يمكنه القيام بكل الأعمال الفنية والمهنية والحرفية والإدارية والمكتبية دون أدنى عيب أو تردد، وقد كانت لحظات سعيدة ووقتاً جميلاً قضاه بيننا أحس فيه منسوبو الشركة باهتمام القيادة بالمواطن ودعمه غير المحدود بكل الأساليب، وقد كان رحمه الله قريباً جداً من العاملين الذين شعروا أنه واحد منهم ويعيش معهم.
واستمر سمو الأمير فهد بن سلمان بين الناس ومعهم حتى بعد أن ترك العمل الرسمي يواصل لقاءاته ومشاركاته لهم، ومن المناسبات التي لا أنساها لسموه طيب الله ثراه، أنه حضر حفل مدارس دار السلام الأهلية بالرياض بمناسبة انتهاء العام الدراسي 1420/1421ه، وكان ضمن برامج الحفل تكريم الطلبة المتفوقين ومنهم الطالب بدر البابطين رحمه الله الذي انتقل إلى جوار ربه إثر حادث مروري قبل الحفل بأيام، وما كان من سموه إلا أن استلم جائزة وشهادة الطالب المذكور، وأخذها معه وزار أهل الفقيد وسلمها بنفسه لهم في منزلهم تقديراً لابنهم المتفوق ومشاركة من سموه في مصابهم، وقد كانت لفتة إنسانية عظيمة لمبادرة سموه وقد قدرها الطلبة وأولياء أمورهم وكذلك أهل الفقيد أيما تقدير.
لقد كان رحمه الله إنساناً متواضعاً رحيماً مشاركاً للمواطنين في مناسباتهم عطوفاً عليهم، يعيش هموهم ويخفف من مصابهم ويقدم لهم العون والمساعدة ويحن عليهم.
رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وأسكنه فسيح جناته، وأحسن عزاء والده الأمير الإنسان سلمان بن عبدالعزيز ووالدته وإخوانه وأخواته وأبنائه وبناته، وألهمهم الصبر والسلوان، و«إنا لله وإنا إليه راجعون».
* وكيل محافظ الهيئة العامة للاستثمار
|
|
|
|
|
