| مقـالات
وفجأة رحل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ليحدث رحيله صدمة لكل من يعرفه، لكن المرء لا يملك إلا أن يتذكر ان هذه إرادة الله، وقضاؤه وقدره، وأن هذا طريق كل حي وصدق الله القائل «فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون».
كان فهد بن سلمان نموذجاً متميزاً، وكانت صفات الرجولة من أبرز ما يميزه لقد كان خريج مدرسة سلمان بن عبدالعزيز الذي رباه وإخوانه فأحسن تربيتهم.
تسمع عن صفات فهد بن سلمان فتتمنى لقاءه، فإذا التقيته دهشت لما تراه من نبل وتواضع وعمق وإدراك، عندما يتحدث على سجيته تتمنى ألا يسكت، يبهرك كل شيء فيه.
تولى المسؤولية عندما عمل نائباً لأمير المنطقة الشرقية فأعطى للعلاقة بين المسؤول والمواطن معنى خاصاً منطلقاً فيه من مدرسة سلمان بن عبدالعزيز، وكان نعم السند والعون لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة في إدارة شؤون الإمارة، وفيما شهدته المنطقة من تطور هائل مازال بحمد الله متواصلاً.
كانت بداية معرفتي بفهد بن سلمان عندما كان طالباً في الصف الثالث في المرحلة المتوسطة ومنذ ذلك التاريخ وهو يزداد يوماً بعد يوم بهاءً وتوهجاً. كان كريماً بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ولا أبالغ إذا قلت انه كان يؤثر على نفسه، وكان يتحمل الكثير من أجل أن يحل مشاكل الآخرين.
وكان إنساناً يحب الخير، ويسعى فيه، اقتفى أثر أبيه في هذا المجال، فكانت جهوده الخيرية بارزة وواضحة للجميع،
وكان يجد لذة، ويشعر بسعادة غامرة عندما يحس أنه نجح في دعم عمل خيري، أو مساعدة إنسان محتاج.
أعطى أجمل الصور وأعظمها في الوفاء.
عندما أمسكت القلم لأكتب عن فهد بن سلمان كان لدي الكثير الكثير مما أريد قوله، ولكنني اعترف أن هول الصدمة في رحيلة المفاجئ أفقدني القدرة على قول كل ما أريد، وأن أعبر بالطريقة التي أريدها.
رحم الله فهد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رحمة واسعة فلقد فقد الوطن برحيله شاباً مخلصاً، ومواطناً غيوراً، ومسؤولاً ناجحاً، ورائداً من رواد العمل الخيري.
أتقدم بالتعزية فيه لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. ووالده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وصاحبة السمو والدة الأمير فهد وإخوانه وأبنائه والأسرة المالكة الكريمة، سائلاً المولى أن يسكنه فسيح جناته، وينزله منازل الصالحين والأبرار.
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، «إنا لله وإنا إليه راجعون».
عبدالله بن سعد الماضي
سفير خادم الحرمين الشريفين في اليونان
|
|
|
|
|