أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 27th July,2001 العدد:10529الطبعةالاولـي الجمعة 6 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

رحم الله أميرنا الإنسان
مساعد بن ابراهيم الأحيدب
إليك يا سمو سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظك الله ورعاك أقدم عظيم التعازي وعميق المشاعر بوفاة نجلكم البار الأمير فهد الأخ والصديق للجميع والقريب لهم، نعم ذلك الانسان الشهم الذي كرس حياته وجعلها أمانة للمواطنين أثناء فترة توليه امارة الشرقية، وها هو يواصل تفانيه في خدمة دينه ووطنه حتى بعد تركه لمسؤوليات الامارة وحتى وفاته.
نعم لقد فقدت الأوساط السياسية والمحلية رجلاً عظيماً قبل أن يكون أميراً فهو انسان من نوع آخر عندما كان نائباً لسمو أمير المنطقة الشرقية فمجلسه الذي كان يكتظ بالمواطنين، كان يستمع إلى كل واحد منهم دون سأم أو ملل ايماناً من مسؤولياته الوطنية التي تحتم عليه السهر على راحة مواطنيه، فالجميع في مجلسه سواسية في الحق ومما زاد من حب الناس له أيضاً سياسته الحكيمة في الإدارة واحترام الذات، وقوفه مع كبار السن وتقديرهم، نعم، لقد كان لكبار السن عنده شأن كبير ولا تجد مظلوماً يراجعه في مجلسه إلا ويخرج راضياً، فالانصاف شعاره والحزم ديدنه والورع والتقى طريقه، نعم يخشى الله في كل صغيرة وكبيرة، يحرص على انهاء كل معاملات المواطنين بكل يسر وسهولة ايماناً من منطلق المسؤولية، هذا هو دأبه في الإدارة وسدة الامارة فكيف بالمنطقة الشرقية كجزء مهم من المملكة، لقد جعل منها منطقة تعج بالحركة والنشاط وسبل التطور العصري والنمو والرقي، لقد تحولت هذه المنطقة إلى جزء من المملكة يسودها الأمن والأمان والتطور فأضحت مضرب الأمثال في الجمال والروعة وحسن التنظيم مما جعلها مقصداً للسياح من جميع دول العالم.
نعم لن ننساك أيها الانسان العظيم، فلقد تحدث عنك الكثير من أعيان المنطقة فقالوا إنك نعم الانسان الذي أعطى زمام الأمور لتولي المسؤولية علينا، عاملتنا كاخوة لك راعيتنا في كل صغيرة وكبيرة، تسهر لسهرنا وتتألم لألمنا حتى أوصلتنا إلى بر الأمان في كل أمور حياتنا.
وحينما نتحدث عن مواقف الأمير الانسانية فلن يكفيها أمهات الكتب فهي لا تعد ولا تحصى فكرمه وفضله قد طال الصغير والكبير ومن المستحيل أن يتقدم إليه انسان في مقصد فيرده. لقد تفاوتت مكرمات هذا الانسان في التنفيس عن المعسرين ما بين مساعدات مادية ومعنوية، نعم مكرماته فاقت التصور فها هو يوجه بشراء منزل لأحد المعسرين بعد أن تعرف على ظروفه، ومن جهة أخرى يقف مع آخر في موقف مماثل، وتتوالى مكرماته وفضائله التي لاتعد ولاتحصى، لقد كان متواضعاً وواثقاً يجالس الجميع ويعيش همومهم، فهذا هو يلبي دعوات المحبين من جميع الأوساط وكان آخرها تلبيته لدعوة أهالي محافظة رماح الذين سعدوا بلقائه. وامتدادا لمكارمه لم يغادر المكان إلا وقد شاركهم في كل مسؤولياتهم فقام بالتبرع لأهالي المحافظة للاستفادة منها في مرافق المنطقة مما كان له الأثر الكبير في نفوسهم، نعم هذا هو دأب الكرام فهو ابن رجل كريم وعظيم ومحنك تشرب فنون إدارة الحكم انه سمو سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أميرمنطقة الرياض ذلك الرجل الذي دانت له الدنيا بالعدل وفن إدارة الحكم.
رحمك الله يا فهد أيها الرجل الكريم، وأسكنك فسيح جناته لقد كنت مثالاً رائعاً للخلق والكرم، مهما قلنا لن نوفيك حقك، ولكن دعني أعزي نفسي ومحبيك بهذه الأبيات فهي القادرة على إيصال ما في خواطرنا تجاهك، يقول الشاعر:


لعمري ما لمصيبة فقد مال
ولا جمل يموت ولا بعير
إنما المصيبة من يموت
لموته خلق كثير

رحمك الله وإلى جنة الخلد، فهذا عزائي أقدمه لوالدي والد الجميع سمو سيدي وإلى اخوانه الأمراء وإلى جميع اخوانك من المحبين..
«إنا لله وإنا إليه راجعون»

أعلـىالصفحةرجوع





[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved