| مقـالات
*
مات فهد بن سلمان.. ونعته البلاد كلها.. لأنه فقيد حقاً.. فهو رجل يحب الناس.. ويتفانى في خدمتهم.. ومساعدة الضعفاء والمساكين.. ويتدنى بإسلامه الصادق.. ليواسيهم.. عرفته منذ أكثر من أربعين عاماً.. هو وأخيه سلطان.. هدوءاً وسكينة ومحبة للعلم والمعرفة.. تشرفت بتدريسه وهو في سنينه الأولى من العمر في خطواته الأولى للعلم والمعرفة، نشأ وتربى على يدي والده ووالدته.. نال أحسن تربية.. تبسط.. وكره التعالي على الآخرين.. وهو ابن الملوك.. لكنه كان يراقب ربه كثيراً كان يرى أنه موظف من أجل البسطاء والفقراء.. وذوي الحاجة.
سمعت نعيه فكادت أن تذهب المفاجأة.. لأنني لم أره منذ سنين طويلة ولكن كنت أتابع أخباره عبر الصحف.. حيث ساهم أخيراً في دعم الجمعيات النافعة وساعد في انشائها لتحقيق أهدافها من أجل هذا الوطن وأبنائه.. كان يريد أن يقول أشياء كثيرة.. وكان يرغب أن يقوم بأشياء كثيرة.. كان يريد مسابقة الزمن من أجل مليكه ووطنه.. لكنه مات.. مات فجأة تماماً مثلما كان يعمل أعمال الخير فجأة.. «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله مع المحسنين»..كان محسناً نافعاً كان يحمل بين جنيه أمالاً كباراً.. لعله حقق بعضها.. ولعل ما بقي يحققه من يحبه.. وكلنا نحبه.
لا أنسى استقباله لي عندما كنت أراه.. يستقبلني بتقدير جم وبعبارة راقية في الاحترام للعلم.. وكنت أرد عليه بعبارة راقية في الوجاهة وعلو المنزلة كان أديباً فعلاً.. ابتعد عن الغرور مسافات طويلة لا يقطعها أسرع مخترعات العصر.. كان يحب دينه.. ومليكه ووطنه.
كان يحب الناس في وطنه ويرى أنهم جزء منه.. كان يرى في هذا الشعب النبيل لبنات طاهرة نقية مخلصة في جدار هذا الكيان العظيم الذي أسسه جده رحمه الله.
مات فهد بن سلمان.. وكأنما بحر قد هدأت أمواجه بعد تلاطم مزمن.. وكأنما عاصفة شديدة الهبوب تلاشت وصعدت إلى السماء..
مات الشهم النبيل.. رجل المروءة.. والعادات الطيبة..والقلب النظيف.. الطاهر.. نرجو له الرحمة والمغفرة والرضا من رب العالمين.. وأن يجزيه خير الجزاء على ما عمل، وأن يتجاوز عنه، ويسكنه فسيح جناته و«إنا لله وإنا إليه راجعون« وعزاء حاراً لوالده سلمان ولوالدته الكريمة وأخواته وأخوانه وأهله جميعاً .. والله المستعان.
|
|
|
|
|