أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 27th July,2001 العدد:10529الطبعةالاولـي الجمعة 6 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

مات صاحب القلب الطيب..
عبد الرحمن بن سعد السماري
* ** في خضم أخبار الفواجع التي قد تواجهك على حين غفلة.. ربما يصلك خبر وفاة قريب أو صديق أو إنسان عزيز جداً..
** الموت حق.. وأنت لا تملك عندها سوى التسليم بقضاء الله وقدره جلّت قدرته وحمد الله والثناء عليه.. الذي لا يحمد على مكروه سواه.. ثم الدعاء للميت بأن يتغمده الله برحمته..
** الخبر.. قد ينزل عليك كالصاعقة.. وهل هناك خبر أبلغ وأشد من خبر الموت.. ومن أن يقال بأن هذا الإنسان العزيز عليك قد صار في عداد الأموات؟
** ولهذا.. فإن البعض من الناس عندما يبلَّغ بخبر موت قريب أو صديق أو إنسان عزيز.. قد يدخل في غيبوبة.. وقد تتكرر الغيبوبة.. وقد يترك الخبر آثاراً على نفسيته وعلى جسمه تمتد آثارها لسنوات وقد لا تتركه أبداً..
** لقد فُجع الجميع بوفاة إنسان يعد كتلة من الوفاء والطيبة والصدق والخير والنزاهة..
** إنسان عرفه القاصي والداني بالبشاشة وسمو الأخلاق والابتسامة التي لا تفارقه..
** إنه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته..
** لقد نزل علينا خبر موته كالصاعقة.. ذلك أن الرجل يحتل مكانة كبيرة في نفوسنا.. وكان في قمة عطائه ونشاطه وحيويته.. وفي زهرة شبابه.. ولكن الموت حق.. وليس أمامنا سوى التسليم بقضاء الله وقدره وسؤال المغفرة والرحمة له..
** الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز.. عرفه القاصي والداني.. والقريب والبعيد..
** عُرف بنبل الأخلاق وبالكرم الذي ليس له حدود..
** رجل سخَّر وقته وجهده وماله من أجل إسعاد الآخرين..
** دعوني أذكر لكم مثالاً بسيطاً أنقله من سجل هذا الرجل الذي فقدناه في لحظة.. ومازلنا في قمة الحزن..
** هل تذكرون مأساة الكويت والكويتيين والغزو الخبيث الذي قاده طاغية العراق ضد أشقائنا في الكويت.. فقتل من قتل.. وشرّد من شرّد.
** هل تذكرون ذلك؟
** إذاً.. اسألوا عن فهد بن سلمان كيف كان وكيف وجده الكويتيون؟
** اسألوا الكويتيين.. ماذا سيقولون عنه؟
** لقد تحول هذا الإنسان الرائع النبيل إلى شعلة لا تهدأ..
** لا ينام الليل ولا النهار من أجل إسعاد ومن أجل راحة أهل الكويت الذين قصدونا.
** سخَّر وقته وماله من أجلهم..
** ضحى بكل ما يملك حتى خرج مديناً.
** يزورهم ويتابعهم ويطمئن على أوضاعهم..
** ينام والهاتف بجانب رأسه من أجل الكويتيين.. وكان أسعد الناس.. لأنه قدم ما يملك من أجل إسعاد هؤلاء..
** رجل كله شهامة ومروءة وكرم ونبل..
** والكويتيون لم ينسوا له أبدا هذه المواقف.. وهذه الشهامة.. بل دعوه دعوة خاصة.. وأقاموا له الاحتفالات واستضافوه لأيام.. ليردوا ولو شيئاً يسيراً من جمائله.. وليعبِّروا ولو عن جزء يسير مما يجول في خواطرهم تجاهه.
** لقد تحدثت مع أناس عملوا معه إبان عمله في إمارة المنطقة الشرقية وقالوا.. لقد تعلمنا منه كيف يكون الوفاء والصدق والنزاهة والطيبة والكرم..
** لقد كان مدرسة.. وكيف نستغرب من شخص نهل من مدرسة «سلمان».. بل هو أول من اغترف من معينها الصافي.. ذلك المعين العذب..
** مات فهد بن سلمان.. وترك في قلوبنا جرحاً.. وفي حلقونا غصة.. وفي عيوننا دموعاً لا تجف..
** لقد كنت قريباً من الرجل.. وكنت أعرف أنه لا يرد طلباً لأحد مهما كان هذا الطلب.. وكنت أعرف أنه يحمل قلباً طيباً ناصع البياض..
** أعرف عن الرجل مواقف إنسانية خالدة لا يمكن نسيانها.
** رجل لا يمكن أن يمضي عليه يوم دون أن يسجل موقفاً إنسانياً لهذا الشخص أو ذاك..
** إنني أتمنى.. لو أن الذين عاشوا حول هذا الرجل يتحدثون عن بعض مآثره.. لتكون دروساً للآخرين..
** هي مآثر الرجال الخالدين..
** هي مآثر الرجال المخلصين الصادقين..
** هي مآثر كل مسلم عرف حق ربه وما له وما عليه..
** عندما تتحدث مع واحد من هؤلاء الذين عايشوه وعاشوا معه عن قرب.. يسلبك الحديث عن أعمال جليلة لا يقدر عليها إلا الندرة من الرجال قام بها هذا الانسان الكبير.
** هل تصدقون أن هذا الرجل كان يملك قبل وفاته عشرات الدعوات من مناطق ومحافظات ومدن وقرى وأشخاص ألحوا عليه إلحاحاً كبيراً لزيارتهم.. فاستجاب لبعضها حسب وقته وقدرته.. واعتذر عن الكثير منها بسبب الوقت.. لأنه كان لا يريد إرهاق الآخرين..
** اسألوا كل هؤلاء الذين ألحوا عليه طالبين زيارته.. لماذا كل هذا الإلحاح؟
** لماذا هم حريصون عليه؟
** لماذا كل هذا الحب لفهد بن سلمان؟
** واسألوا الذين زارهم.. لماذا كل هذا الاحتفاء؟
** لماذا كل هذه المحبة.. ولماذا كل هذا التعبير؟
** الكل.. يدرك.. لماذا كل ذلك؟
** من يعرف قلب فهد بن سلمان لا يستغرب أي شيء أبداً.
** نحن.. وكلهم.. يعرفون «قلب» هذا الرجل.. إنه أطيب قلب..
** رحم الله فهد بن سلمان رحمة واسعة.. وأسكنه فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

أعلـىالصفحةرجوع





[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved