| محليــات
*
* حوار وهيب الوهيبي:
أكد مدير عام التعليم الفني والتدريب المهني بمنطقة الرياض الدكتور ناصر بن عبدالرحمن الدخيل على حرص المؤسسة العامة للتعليم الفني على المواءمة في برامجها وتخصصاتها مع ما يتطلبه سوق العمل لإعداد الكوادر المناسبة، الذي هو أحد الأهداف الأساسية التي تسعى لها المؤسسة .
وقال الدكتور الدخيل في حوار أجرته معه «الجزيرة» ان للمؤسسة جهوداً فاعلة ومتميزة في ايجاد فرص وظيفية للخريجين بالتعاون مع مؤسسات وشركات القطاع الخاص من خلال عدة فعاليات وقنوات للتأكيد على رجال الأعمال بضرورة طرح فرص وظيفية ضمن هذه الفعاليات والذي يأتي في مقدمتها يوم المهنة السنوي والمقام في الكليات التقنية مشيراً إلى أنه في السنوات الأخيرة ازداد اقبال الطلاب على الالتحاق بمعاهد ومراكز التعليم الفني والتدريب المهني مما يعطي انطباعاً ايجابياً حول استشعار الشباب بأهمية الأعمال الفنية والمهنية وفائدتها الايجابية في المجتمع ونترككم مع حوارنا مع الدكتور ناصر الدخيل فإلى الحوار:
تطوير البرامج من أولوياتنا
* ما أبرز البرامج والأقسام الجديدة التي ستطرحها الإدارة العامة للتعليم الفني للطلاب مطلع العام الدراسي الجديد 1422ه؟
تطوير وتحديث البرامج يعتبر من أولويات المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني والتي تمثلها الإدارة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بمنطقة الرياض. وعمليات التطوير والتحديث هذه قائمة ومستمرة وتمليها عدة اعتبارات منها ظروف التطور التقني السريع واحتياجات ومتطلبات سوق العمل المحلي من المهارات الفنية والمهنية المطلوبة.وتسعى المؤسسة بذلك لمواءمة برامجها وتخصصاتها مع ما يتطلبه السوق ضمن الوظائف والأعمال المتاحة فيه. وقد تضمنت الخطة التشغيلية للمؤسسة افتتاح العديد من التخصصات الجديدة والتوسع في البعض الآخر، وأما ما يخص الإدارة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بمنطقة الرياض في هذا المجال فإنه سيتم افتتاح قسم تجاري ثانوي في المعهد الثانوي الفني الزراعي بمحافظة وادي الدواسر، حيث سيستقبل الطلاب الراغبين بالالتحاق فيه في مطلع العام الدراسي 1422/1423ه. وهذا التوجه تسير عليه المؤسسة ضمن المعاهد الثانوية الفنية متعددة التخصصات أو متعددة المجالات التي تضمنتها الخطة والذي يضمن تلبية احتياجات المحافظات والمدن والتوسع بهذه البرامج ويزيد من الطاقة الاستيعابية من خلال استيعاب أعداد الطلبة الراغبين في الالتحاق ضمن هذه التخصصات والمجالات الجديدة.
دراسة احتياجات سوق العمل
* ما مدى مناسبة ما يتعلمه الطالب في معاهد التعليم الفني والتدريب المهني مع متطلبات سوق العمل لإعداد الكوادر البشرية الوطنية المناسبة للأعمال المهنية؟
كما سبق الاشارة إليه من أن تخصصات وبرامج التعليم الفني والتدريب المهني تخضع إلى عمليات التطوير والتحديث المستمرة بما يتلاءم مع احتياجات ومتطلبات السوق المحلي من المهارات والأعمال والوظائف. وتقوم المؤسسة بعمليات التطوير والتحديث لهذه البرامج من خلال عدة مسارات أهمها التعاون والتنسيق مع رجال الأعمال والمختصين في الشركات والمؤسسات من خلال نشاطات الغرف التجارية الصناعية وكذلك اللقاءات الدورية والمستمرة التي تجمع المسؤولين بالمؤسسة مع رجال الأعمال في الشركات والمؤسسات والمعنيين في القطاع الخاص من خلال اقامة أيام المهنة في وحدات المؤسسة للتعرف على المهارات المطلوبة التي يحتاجها سوق العمل واتاحة الفرصة لرجال الأعمال والمختصين في الشركات والمؤسسات بالقطاع الخاص للتعرف على امكانات المؤسسة التعليمية والتدريبية. اضافة إلى مشاركة بعض المختصين في شركات ومؤسسات القطاع الخاص في اللجان الاستشارية فضلاً عن مشاركة القطاع الخاص في مجلس إدارة المؤسسة ومجالس إدارة الكليات التقنية وقد أثبتت نتائج بعض الدراسات الميدانية التي قامت بها المؤسسة لمتابعة خريجيها على جميع مستويات التعليم والتدريب ان برامج التعليم الفني والتدريب المهني التي تقدمها جميع وحدات المؤسسة تتناسب مع متطلبات سوف العمل إلى حد كبير. عدا بعض المهارات التي تم التعرف عليها من خلال نتائج هذه الدراسات والتي أوصت بضرورة تضمينها لبرامج المؤسسة نتيجة لظروف التطور والتقدم التقني السريع الذي يشهده السوق المحلي حيث أخذت المؤسسة في الاعتبار تضمين المهارات المطلوبة لبرامجها والمتمثل بتكثيف برامج اللغة الانجليزية وبرامج الحاسب الآلي في وحدات التعليم الفني والتدريب المهني.
إقبال كبير
* كيف ترى اقبال الطلاب على الدراسة في معاهد التعليم الفني، حالياً ومقارنة ذلك بالسنوات الماضية؟
كان اقبال الطلاب للالتحاق بمعاهد ومراكز التعليم الفني والتدريب المهني في السابق ليس بالمستوى المطلوب وذلك بسبب تدني النظرة الاجتماعية للأعمال المهنية والفنية آنذاك إلا أنه ومنذ بداية الخطة الخمسية الخامسة بدأت أعداد الراغبين في الالتحاق بمعاهد ومراكز التعليم الفني والتدريب المهني تتزايد تدريجياً نظراً لتغير النظرة الاجتماعية نحو المهن والحرف اليدوية حيث أعطت طابعاً ايجابياً وتحسناً تدريجياً للنظرة لهذا النوع من الأعمال.
فضلاً عن أن المؤسسة قامت بحملات إعلامية مكثفة من خلال وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمقروءة والمسموعة بهدف تحسين نظرة فئات المجتمع للأعمال الفنية والمهنية وقد أثمرت هذه الحملات الإعلامية بنتائج طيبة في هذا المجال. ونتيجة لهذا التدفق المتزايد من الراغبين في الالتحاق بهذه البرامج، قامت المؤسسة باستغلال امكاناتها المتاحة لاستيعاب هذه الأعداد وقد تمثل ذلك باستغلال بعض الوحدات السكنية والتوسع بالفصول والورش وذلك بهدف قبول أكبرعدد ممكن من الطلاب المتقدمين. ولازالت المؤسسة تعاني من ظاهرة تزايد الطلاب المتقدمين سنة بعد أخرى للالتحاق بالكليات والمعاهد والمراكز مقابل عدم الزيادة في اعتمادات بنود ميزانية المؤسسة، حيث كانت نسب المقبولين بوحدات ومرافق المؤسسة خلال السنوات السابقة والحالية غالباً لا تتجاوز ال«30%» من مجموع أعداد المتقدمين.
فرص وظيفية للخريجين
* هل هناك ثمة تعاون بينكم وبين مؤسسات وشركات القطاع الخاص لايجاد فرص وظيفية للخريجين؟
حرصت المؤسسة على تعزيز أواصر التعاون والتنسيق بينها وبين شركات ومؤسسات القطاع الخاص وقد تضمنت خططها التشغيلية الكثير من الأهداف والسياسات الهادفة إلى تفعيل دور هذه الشركات والمؤسسات في عمليات تدريب وتأهيل وتوظيف المواطنين.. وبالرغم من أن واجبات ومسؤوليات المؤسسة تتركز في تعليم وتدريب المواطنين وتأهيلهم على العديد من التخصصات الفنية والمهنية لانخراطهم في بيئة العمل الفعلية، إلا أن المؤسسة لها جهود ملموسة ومستمرة في ايجاد فرص التوظيف في مؤسسات وشركات القطاعين العام والخاص، وقد ركزت المؤسسة على القطاع الخاص لضخامته وأهميته واحتوائه على فرص التوظيف الكثيرة بدليل كثرة أعداد الوافدين العاملين فيه. وقد تمثلت أواصر التعاون بين المؤسسة ومؤسسات وشركات القطاع الخاص بهدف ايجاد فرص التوظيف للخريجين من خلال عدة فعاليات وقنوات منها عقد أيام المهنة السنوي في الكليات التقنية والذي يعطي الفرصة لرجال الأعمال الاطلاع على امكانات التدريب والمهارات التي يكتسبها الطلاب بوحدات المؤسسة وهذه المناسبة بحد ذاتها فرصة للتأكيد على ضرورة قناعة أصحاب المؤسسات والشركات في عمليات التوظيف من خلال طرح فرص التوظيف ضمن هذه الفعاليات، هنالك أيضاً برنامج التعليم والتدريب التعاوني والذي ساهمت الإدارة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بمنطقة الرياض بتفعيله وتحديث اجراءاته. حيث تم مؤخراً تعميم هذا البرنامج على جميع الكليات والمعاهد والمراكز لتنفيذه ويتمثل في ربط برامج التعليم الفني والتدريب المهني ببيئة العمل الفعلية في الشركات والمؤسسات من خلال تطبيق طلبة المراحل المنتهية بوحدات المؤسسة لما تم تدريبهم عليه وممارسة ذلك في منشآت القطاع الخاص. وقد أثبتت التجارب نجاح هذا البرنامج وإعطاءه مؤشرات ايجابية ومفيدة للطلاب والمتدربين من خلال توظيف أعداد من هؤلاء الخريجين وكذلك ايجاد فرص التوظيف للآخرين في هذه المنشآت وكذلك اختيار هذه المنشآت للمتميزين من هؤلاء الطلاب خلال هذا البرنامج لتوظيفهم في الشركات والمؤسسات وبالتالي المساهمة في عمليات توطين الوظائف للخريجين.
|
|
|
|
|