أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 26th July,2001 العدد:10528الطبعةالاولـي الخميس 5 ,جمادى الاولى 1422

محليــات

يذهب الرجال وتبقى ذكراهم خالدة
بقلم: محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ
لم يدر في خلدي يوما ان ارثيك يا أبا سلطان، غير انها ارادة الله وقضاؤه الذي لا راد لحكمه.
فهد بن سلمان بن عبد العزيز، رجل عرفته منذ الدراسة الابتدائية في معهد العاصمة النموذجي، كان متميزا في كل شيء ذكائه، شخصيته الآسرة، تفانيه وحبه لبلاده، مواقفه الانسانية مع الجميع كان بحق يحمل في أعماقه منذ الصغر نفسا رفيعة سامية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
الكرم والمواقف الانسانية أهم ما يميزانه، وهناك من تلك المواقف ما نستطيع ان نسطر به آلاف الصحائف، وربما لن نفيه حقه. أي والله قصص وقصص، ابتدأت منذ ان كان طالبا في الابتدائي، واستمرت في مراحل دراسته في الرياض، ثم انتقلت معه الى أمريكا، حيث أكمل دراسته هناك، ومن بعد ذلك أثناء عمله في وزارة الداخلية بالرياض، حتى عين نائبا لأمير المنطقة الشرقية، ثم في الرياض بعد استقالته، الى ان لاقى وجه ربه.
وفي المنطقة الشرقية سطر بعدله وانسانيته وشفقته وتفانيه في خدمة انسان هذا الوطن. المثل تلو المثل.
وما زال أهل الشرقية كبيرهم وصغيرهم، غنيهم وفقيرهم، يتذكرون ذلك الوجه البشوش الحني الرحوم، المتوثب دوما للوقوف مع الانسان في أتراحه وأفراحه، في آلامه وآماله، وكأنه والله ما خلق الا ليقف مع الناس، ويعضدهم، ويسهم في تطريز الابتسامة على شفاههم.
كان يردد دائما: «الانسان موقف» وكانت هذه العبارة، لا تمثل مجرد شعار يقال ولا يطبق، انما كانت أسلوب حياة، ونمطا شخصيا، وفلسفة ذات تسري كالدم في شرايينه أينما حل وارتحل، من داخل بيته الى الشارع الى مقر عمله.
كان شامخا في كل شيء.. في شخصيته، في تعامله، في اختلافه مع الآخر، في غضبه، في رضاه، وكان وقورا، ينتقي كلماته حينما يتحدث فتنساب كأجمل وأعذب ما يكون الحديث.
وبعد..
أعرف بدءا ونهاية انني لن أوفيك حقك يا أبا سلطان، انما هي محاولة متواضعة من واحد من محبيك، تبقى أصغر وأقل من ان تفيك حقك يا أبا الوفاء، ولكننا نمد أيادينا الى المولى عز وجل متضرعين له سبحانه ان يجعل كل أعمالك ومواقفك النبيلة وأياديك المعطاءة في ميزان حسناتك يوم لقاه، وان يغفر لك، وان يلهم أهلك وأحبابك وأصدقاءك، وكل تلك الأفواه التي تيتمت بغيابك، الصبر والسلوان، ونم في رحمة الله.

أعلـىالصفحةرجوع







[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved