| الريـاضيـة
مدينة بريدة واحدة من كبريات مدن المملكة التي شهدت حركة نماء وتطور بصورة مذهلة حتى ليكاد الزائر لها بعد انقطاع لفترة يتعرض لدهشة لا مثيل لها تعبر عن موقف الإعجاب والانبهار.
بريدة اليوم ليست كما كانت بالأمس وعلى مختلف المستويات..زرتها مؤخراً على عجل وحرصت جداً على استعادة ذكريات الماضي.. توجهت إلى ملعب الرائد الذي كان يقع في مكان قصي شمال بريدة في منطقة مشكوفة تعرف باسم )الصفراء(.. لم يعد في ذلك المكان.. فقد اكتشفت أن حركة النمو العمرانية المتسارعة وضعته في قلب بريدة ليبقى شاهداً ومعلماً تاريخياً بارزاً. لكن الذي حزنت وتألمت على فقدانه هو ذلك السور الطيني العملاق الذي يحيط بالملعب من كل الجهات حيث تمت ازالته بقرار لا أعرف مصدره ولا مبرراته.
)السور( تاريخ يمثل التضحية والكفاح ويسرد قصة التحدي وتجاوز الصعاب ومرحلة البناء الأولى لرجال كبار يعدون هامات عالية وشامخة شاركوا معاً في إرساء قواعد بنية الرائد التحتية!
والرائد الذي يفتخر منسوبوه بأنه الأول بين أندية المملكة من حيث امتلاك مقر خاص به جاء بثمرة جهود ذاتية تكاد مقولة )ومن الحب ما قتل( تعكس وضعه الراهن ذلك أن جماهيره العريضة حريصة جداً على التدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤون النادي وأوضاعه لدرجة لا توصف وبالشكل الذي يضع الإدارة في موقف لا تحسد عليه حيث تكون غير قادرة على رسم خطة عمل واضحة لها طالما هي تعيش حالة تردد وخوف من تلك الآراء المتباينة للجمهور الرائدي المعروف بحبه وحماسه المنقطع النظير الذي يتجاوز حدود المألوف والمتعارف عليه.. هذه المعاناة تجدد سنوياً دون العثور على )سترة نجاة( حتى يبقى فريق الرائد بعيداً عن صراعات جانبية تنمو بصورة غير طبيعية وهي حتماً تدفعه قسراً للسير في نفق مظلم فيما تبقى الأحلام والتطلعات التي يرسمها جمهوره و)حشدة الإعلامي( كذلك النوع من )أحلام اليقظة( التي تطالبه بتقمص دور شخصية البطل الذي لا يقهر.
الرائد في أمس الحاجة لأن يتعايش منسوبوه مع الواقع ولا شيء غير الواقع،، عندها سوف يتجاوز كل الأزمات ويحقق مكانته الطبيعية.. وسامحونا!
الرائد.. قصر الأشباح!
من يقف على نادي الرائد حاليا وعلى الضفة الغربية لشارع الملك عبدالعزيز الذي يخترق بريدة من شمالها إلى أقصى جنوبها وعلى امتداد الطريق الممتد إلى مدينة عنيزة قد لا يصدق اطلاقاً بأن هذا المقر الذي كان يوماً ملء السمع والبصر )زمن الريال يحكي( وحيث لا توجد مقرات في تلك الفترة.. بأن الرائد لا يزال )ساكناً ( و)قابعاً( في مكانه لا يتحرك.. فالمنشأة طالها مرض الشيخوخة فهي لم تأخذ نصيبها من الرعاية والاهتمام.. وبريدة المدينة التي حظيت وطالها كل أشكال وأنواع التجديد ربما توقفت عند حدود الرائد.. قلت: الله يا زمان.. كم من صولات وجولات دارت رحاها على أرض الرائد!!
القيت بنظري يمينا وشمالاً لعل وعسى أن أشاهد صالة رياضية نموذجية فلم أجد!!
بحثت عن مسبح.. ولم أعثر على )بركة(!
سألت عن مقر الإدارة فقال الحارس: هي تلك!
وكانت بقايا انقاض وغير صالحة للاستخدام الآدمي!
وحينما القيت نظرة الوداع وقع بصري على )لوحة(.. اليافطة الرئيسية على مدخل النادي.. حقيقة تألمت جداً على شكلها الذي يؤكد ضرورة الاحتفاظ بها كذكرى في المتحف الوطني فالحروف تساقط نصفها وأصبحت تحفة أثرية!
والسؤال يفرض نفسه بعد هذه المقدمة الطويلة.. متى وكيف يمتلك الرائد مقراً نموذجياً يتناسب مع مكانته وجماهيريته؟
الجاران اللدودان!!
ربما 15 متراً هي المسافة التي تفصل بين الرائد وشقيقه التعاون وقد يقذف لاعب كرة )طائشة( من هذا النادي وتصبح في حوزة النادي الآخر!
ومبدأ احترام الجوار سلوك حميد حثت عليه شريعتنا الإسلامية السمحة والتي تدعو للتقارب وزرع بذور التواد والمحبة.. وما التنافس التقليدي بين الناديين إلا يمثل ظاهرة صحية إذا كان قائماً على احترام وتقدير الأخر.. وهذا يساهم في الارتقاء بالمستوي والوصول لمكانة عالية لكن أن يحاول البعض الإطاحة بمبدأ التنافس الشريف ويرفض كل أشكال التقارب وبناء الروح الرياضية ويسعى لخلق الكراهية والتشاحن والبغضاء.. فتلك معاول هدم يجب ايقافها والحيلولة دون أن تواصل مشوارها..
فضلاً ومن أجل مصلحة الناديين.. أتمنى أضاءة النور )الأحمر( بحق كل من يحاول الإساءة للعلاقة المتبادلة ويسعى لتشويه الصورة الجمالية التي تتميز بها رياضة منطقة القصيم.. وسامحونا!
سلامتك.. وما تشوف شر
الإنسان المؤمن هو من يتعرض لأي نوع من أنواع الابتلاء لاختبار مدى صبره ورضاه بقضاء الله وقدره والأخ الحبيب العزيز صالح الواصل رئيس النجمة السابق يدرك من هذا المنطلق حقيقة أن ما اصابه لم يكن ليخطئه.. ويبقى الأمل بالله كبيراً في أن يتجاوز الحالة المرضية التي يمر بها لاسيما وكافة أفراد مجتمعنا الطيب لن يترددوا عن رفع أكف الضراعة بالدعاء له.. وها نحن نسأله سبحانه تجلت قدرته في أن يرد له بصره.. اللهم آمين.
* * إن حجم المشاعر الإنسانية والعواطف الجياشة والتفاعل الكبير في عارض الواصل الصحي يكشف ولله الحمد هذه الأصالة المتوارثة لإخلاقيات المجتمع المعروف بتماسكه وترابطه.. فهو كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى.
)أبو عزيز( الإنسان.. ما تشوف شر وكلها )أزمة وتعدي( بمشيئة الله.
|
|
|
|
|