| مقـالات
من منا لم يفقد حلماً بعد أيام مريرة من الشقاء.. والمعاناة كان يحصيها يوماً يوماًَ وساعة ساعة.. ولحظة بعد لحظة، في سبيل الوصول إلى حلمه واحتوائه.. فاذا به كان ينتظر أمراً شبيهاً بالعنقاء والخل الوفي .. كان حلمه هو عين المستحيل؟!
من منا لم يجد نفسه امام باب حديدي ثقيل معتم بعد مسيرة طويلة في طريق مليء بالاشواق والصخور تحملها طويلا في سبيل هدف اجمل، ليفاجأ في النهاية بأن الباب امامه مغلق بأقفال سبعة؟!
من منا من استطاع حيازة كافة أمانيه وأحلامه ببساطة شديدة وهو يسترخي على مقعد وثير في حديقة غناء ما بين خرير المياه وشقشقة الطيور؟!
ليس منا من لم يعان بشكل او آخر وليس منا من لم تصدمه اكتشافاته مرة بعد اخرى.. والبعض منا ينطبق عليه قول الشاعر:
إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه |
هذا إن كان الحظ هو المسؤول الوحيد عن صدماتنا وعثراتنا! ليست المشكلة ان تعاني او تفشل مرة تلو الاخرى.. المشكلة الحقيقية ان تتوقف عن المسير نادباً حظك او تتلفت الى الوراء بانتظار ان يلحق بك حلمٌ ما تركته وراءك يأساً منه!
المأساة حقيقة هي ان تضع يدك على خدك او تطأطئ رأسك حزناً وتكتفي باستعادة الوجوه التي خذلتك واللحظات التي وجدت نفسك فيها في موقف لا تُحسد عليه.. ويبقى الحل دائماً في مواصلة الكفاح والعمل والحلم أيضاً.. تلكم هي الوسيلة الآمن والأجمل لحياة تتدفق حباً.. وكما قال احدهم «الإنسان لا يموت حين يُهزم، ولكن حين يكف عن الصراع».
* * * «كاد الحزن يمزقني أشتاتاً لأن رجليّ فقدتا نعالهما إلى أن رأيت قبل يومين.. رجلاً بلا ساقين!!» عبارة قرأتها يوماً.
email: fowzj@hotmail.com
ص . ب 61905 الرياض الرمز البريدي 11575
|
|
|
|
|