أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 24th July,2001 العدد:10526الطبعةالاولـي الثلاثاء 3 ,جمادى الاولى 1422

القوى العاملة

معادلة... التقييم
علي بن سعد الزامل
في المبتدأ يجب أن نعترف أن تقييمنا للآخرين أصبح مسطحاً وبعيداً عن الموضوعية في كثير من المواقف وغالباً ما يجرنا ذلك للوقوع في الخطأ وسوء التقدير ولعل المثال الابرز على ما تقدم أن البعض يصدر أحكامه على شخص ما لا من واقع معاشرته إياه، ولا حتى مزاملته وإنما مجرد أن فلاناً قال عنه ما قال، وما يزيد المفارقة إيلاماً انه ربما لم يره قط في حياته من هنا قد يصح التساؤل عن أسباب التسرع في الحكم على الآخرين هل هو ترهل الوازع الأخلاقي؟ أم الجهل بتبعات ذلك السلوك؟ أم كلاهما معاً؟
وأرى أن السبب الجوهري وراء ذلك إن شئنا المصارحة هي المصالح الشخصية وبكلمات أخرى يعني أن تقييم الآخرين يأتي حسب رياح المصالح وهذا ما يقودنا للقول: ان المنفعة أصبحت معيار البعض في تقييم الأفراد مطلق الأحوال دعونا نستشهد ببعض الأمثلة للإيضاح ولتكن من منظومة العمل ليس خافياً أن بعض المراجعين قد يدفعه فضوله لسؤال من سبقوه لمراجعة إدارة ما وليس بالمستغرب أن يجد أحدهم قد يذم موظفيها أو مديرها أو الإدارة بمن فيها ويصفها بالتعقيد والإهمال إلى آخر قائمة النقد ويفاجأ ذلك المراجع بأن شيئا مما سمع لم يحدث بل كل ما رآه عكس ما قيل له تماماً، ولا أظن أنه أي المراجع احتاج ذكاء ليكتشف أن الذي قال له ذلك الكلام عن الإدارة ما كان له أن يلجأ لذلك السلوك لولا أنه هو الذي أهمل في اكمال أوراقه أو لم يتقيد بالمواعيد المحددة لإكمال إجراءاته، وأبعد من ذلك، فقد يكون من أصحاب المحسوبيات والواسطة، ولم يجد ضالته في تلك الإدارة الأمر الذي دفعه للتجني وقلب الحقائق ومثال آخر عن الموظف الذي ما برح ينتقد مديره أمام المراجعين بل ويمعن بتأليب الموظفين على مديرهم ويبرز ذلك أكثر ما يبرز عندما يأتي موظف جديد الذي قد ينطلي عليه ذلك التسويف وينضم لتلك الحظيرة التي ربما تشكل نصف الإدارة أو أقل وربما أكثر ومن غير المستبعد على تلك الفئة أن يشتكو ان مديرهم إلى المدير الأعلى «مصورينه» بأبشع الصور بغية التخلص منه ورب قائل إن هؤلاء قد يكونون محقين في تصرفهم ورفضهم لمديرهم قد يكون ذلك صحيحاً ولكن علينا ألا نغفل انهم قد يكونون متسيبين ومديرهم مجد ومخلص في عمله وبالتالي سوف يضيق الخناق عليهم الذي يعتبر بالنسبة لهم تهديداً لمصالحهم الأمر الذي دفعهم للتخلص منه أو الإساءة له كأقل تقدير على أية حال كلا الاحتمالين وارد، ومن هنا يبرز السؤال هل يجوز الأخذ بأقاويل الموظفين على مديرهم إن بالمدح أو القدح ونعتبرها معياراً نقيم به المدير؟ وإذا كان الجواب بالنفي هل نصم آذاننا عن سماع كل ما يقال عن المدير؟ أم نخرس ألسنة الموظفين؟ أما إذا كان الجواب بنعم فما السبيل لذلك؟ يقيناً نختار الإجابة الثانية لأنها على الأقل يمكن تطبيقها إن كانت اشبه بالسهل الممتنع إذ لا يمكن الاكتفاء بآراء الموظفين واعتبارها معياراً لتقييم المدير وعودة للسياق ذاته لو افترضنا أن هناك موظفاً يذم مديره فأول خطوة يمكن الاستدلال بها على صحة ادعائه هو التعرف على الموظف نفسه فإذا كان من فئة المتسيبين فقد نستنتج إلى حد ما أن المدير عملي، وإذا أردنا مزيداً من التأكيد علينا بسؤال موظف آخر من الأكفاء كعينة نقيضه فإذا امتدح المدير اعتبر ذلك تفنيداً لأقوال الأول وكلما زادت العينات ولاسيما الأضداد زاد احتمال التوصل لاستنتاجات أكثر صدقية وإقناعاً ونفس الشيء يمكن أن يقال عن الموظفين الذي يمتدحون مديرهم فهذا لا يعني بالضرورة أنه مخلص ومجد في عمله بل ربما العكس تماماً خصوصاً إذا علمنا أن هؤلاء الموظفين متسيبون ويصدق عليهم القول «ما يمدح السوق إلا من ربح فيه»، من جديد أن هذا المنحنى لا يمكن الاعتداد به لافتقاره الدقة والموضوعية ولكنه يبقى افضل بكثير من التقييم لمجرد السماع لعبارة وأقاويل يرددها هذا أو ذاك.
ص.ب 90458 الرياض 11613
أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved