| المجتمـع
* تحقيق ابراهيم المعطش:
أصبحت الترقية حلماً لكل موظف لكي يواصل مشواره العملي، حيث يتمنى الكثير من الموظفين ان يتم ترقيته ولكنهم أصبحوا يصطدمون بواقع مرير ويمتد لسنوات رغم استحقاقهم للترقية.. عن هذه المعاناة وأثرها في نفس الموظف كانت لنا هذه اللقاءات.
الترقية حلم
في البداية يقول الموظف حسن المعاجي والذي لم تتم ترقية من المرتبة الرابعة منذ ما يقارب «5» سنوات إن للترقية أثرا عظيما في نفس الموظف فهي تعطيه دافعا معنويا لتقديم الافضل، وبالنسبة لي انا تابع لوزارة المعارف وبحثت عن المرتبة الخامسة بكل ما املك مع أن عندي من الدورات ما يؤهلني لذلك لكن لم تتم ترقيتي الى الآن مما جعلني أحس بمعنويات هابطة وأصبح هناك برود واضح في عملي، ورغم استحقاقي هذا فما زلت فاقداً للأمل لأن المرتبة الخامسة أصبحت صعبة لأن هناك كثيرين يطالبون بها، وما زلت أؤكد ان الترقية تعطي دافعاً قوياً لمزيد من العمل والابداع، وأعتقد أن من لم تتم ترقيته فإن إداءة سيهبط لامحالة، ودعوتي الى كل الذين لم تتم ترقيتهم أن يصبروا لأن الترقية أصبحت حلماً.
ثلاث سنوات في الانتظار
عن هذا الموضوع أيضاً يشكو فهد الدهيني معاناته مع الترقية حيث يقول: أنا موظف على المرتبة السادسة منذ أن تم تعييني في فرع تابع لوزارة المواصلات ولي ما يقارب «3» سنوات لم تتم ترقيتي مع أنني استحقها بكل جدارة خاصة وان لدي شهادات تدريب حصلت عليها في أكثر من مجال والسبب الحقيقي في عدم ترقيتي أجهله ولا أدركه رغم أن هناك من تم توظيفهم حديثا على نفس المرتبة. وعن أثر الترقية يقول: فهد: أنا لم أهتم كثيراً بموضوع الترقية لأن الفارق في الراتب ليس كثيراً لكن ما يزعجني هو أن يعطى البعض ماليس حقهم، خاصة وأنا أكثر من يستحق هذه الترقية ولم أجدها، وبالنسبة لعملي فأنا أؤديه كما يجب بعيداً عن أي أمور اخرى لأني لا اخلط أي شي بعملي الذي أؤديه خاصة وأني محاسب على كل ما أقوم به امام الله عز وجل، ولكني أدعو القائمين على موضوع الترقيات أن يعطوا كل ذي حق حقه.
احباط
ويواصل بعض الموظفين المحبطين نفسياً آهاتهم عبر الجزيرة، حيث يقول ناصر المغينم أنا موظف على المرتبة «الثالثة» ولي ما يقارب «7» سنوات وأنا لم أتحرك قابع مكاني مما جعلني أؤمن بأن الترقية لن تأتي وأصبحت أحس بشعور الاحباط المطلق في وظيفتي بل لم أعد أطالب بالترقية لأنني تأكدت أنها لن تأتي ابداً حيث ان كل سنة اطالب فيها بالترقية تأتيني الاعذار من كل صوب، خاصة وأني أعمل تابعاً لوزارة الشؤون البلدية والقروية، وأيقنت أن الراتب سيبقى لذلك لم أعد أركز في العمل كثيراً وهذا اضطرني الى البحث عن وظيفة أخرى استطيع من خلالها زيادة دخلي وعدم الاهتمام بالوظيفة الاساسية.
الانتقال من الوزارة
ويقول محمد يحيى الحبري أنه طلب الانتقال من وزارة الى أخرى لأن الوزارة التي يعمل بها قد يكون مستحيلاً ان تجد فيها ترقية، وقد جاءت الموافقة بنقلي الى الوزارة التي اريدها لعلمي المسبق ان هناك يعطون كل ذي حق حقه وأنا استحق الترقية من المرتبة «السابعة» الى «الثامنة» منذ مايقارب «6» سنوات ولو انه تمت ترقيتي لسارت الامور بشكل طبيعي لكن الوزارة التي أعمل بها حالياً سدت جميع الأبواب في وجهي مما اضطرني أن أنتقل إلى وزارة أخرى على الأقل سيقدر جهدي والخبرات والشهادات التدريبية التي أمتلكها والتي لو تم تطبيقها لوصلت لمراحل متقدمة من المراتب، لكن الشكوى على الله.
دافع نفسي
وعن أثر الترقية في نفس كل شخص يقول محمد يحيى: رغم أني معروف عند زملائي بحبي للعمل إلا أنهم لاحظوا في الفترة الأخيرة الكسل وعدم الاهتمام مثل السابق، لأن الحقيقة أن عدم ترقيتي اصابتني باحباط كبير دعاني إلى الخمول وعدم الاهتمام، ولو أنه تمت ترقيتي الى المرتبة التي استحقها لكان ذلك دافعاً لي لكي أواصل عملي بجد ونشاط وأحس أنه يتم تقديري مقابل العمل الذي أؤديه أو على الأقل ما أملكه من خبرات وشهادات لكن لاحياة لمن تنادي.
لها أثر كبير
عن أثر الترقيات في نفس الموظف يقول: سعيد النافع والذي يعمل في إحدى الإدارات الحكومية التابعة لرئاسة تعليم البنات: لاشك أن موضوع الترقية موضوع مهم جداً ويلقي بظلاله على الموظف الذي يزيد عطاؤه بعد الترقية، والحقيقة أني أحد ترقيتي في حينها مما جعلني أعمل بجد ونشاط طيلة استلامي لهذا العمل وقد يكون عدم الضغط على جهاز الرئاسة العامة لتعليم البنات جعل الترقيات فيها سهلا للغاية فأنا منذ استلامي للمرتبة الرابعة يتم ترقيتي على المرتبة التي تليها في حينها بدون تأخير والان وصلت الى المرتبة الثامنة وأحمد الله على ذلك، والترقية تجعل لدى الموظف شعورا داخليا بأن عطاءه محسوب له وأن ما تمضي من السنين إنما هو دافع لبذل المزيد من العطاء لكي يحس المسؤولون ان ترقية هذا الموظف جاءت بفائدة.
الضغط كبير
أخيراً سألنا مدير شؤون الموظفين في إحدى الوزارات عن سبب تأخر الكثير من الموظفين عن ترقيتهم فأجاب:
المرتبة الشاغرة يتقدم عليها أكثر من شخص ولنفرض مثلا المرتبة «السابعة» تكون شاغرة لشخصين والمتقدمون قد يكون عددهم 20 شخصاً هنا لابد أن يكون هناك مفاضلة بين هؤلاء العشرين وتحسب لهم على شكل نقاط مثل سنوات الخبرة والشهادات التي يمتلكها الشخص ومن هذا القبيل وكل هذه الأمور تجعل الترقية من الأمور الصعبة جداً، وخاصة في ظل كثرة الموظفين الذين يتم تشغيلهم في المقابل قلة الشواغر كما ان هناك من يطالب بالترقية رغم مضيه فترة من الزمن لكنه لايمتلك أي شهادة للتدريب والتي تكون أكثر نقاطاً لذلك يبقى على وضعه السابق.
|
|
|
|
|