أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 24th July,2001 العدد:10526الطبعةالاولـي الثلاثاء 3 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

بوح
كبوة المغامرة
إبراهيم الناصر الحميدان
ليعذرنا المتلقي نحن كتّاب الزوايا بأن نسوح معه في كل موضوع. فتارة نركز على جانب ثقافي ثم ننتقل منه الى شأن اقتصادي ولا نلبث ان نعود الى أكثر ما يهمنا وذلك هو الواقع الاجتماعي. ولسنا نفعل كل ذلك لاننا نملك تلك العبقرية التي نحسد عليها انما رصدنا في الحقيقة لا يخرج عن كونه معالجة قد تجد القبول من المتلقي وهو ما ننشده ونتمناه أو يخالجه رأي معارض. انما يكفي بأننا نحاول الأخذ بيد القارىء الى مجالات الرؤية الرحبة المخلصة. فالوطن يعنينا بالدرجة الأولى. والوطن هو المواطن بكل فئاته وطوائفه ومسؤوليتنا جسيمة. والرسائل التي نتلقاها تتيح لنا بأن نتلمس هموم الآخرين وتطلعاتهم بل وتجاربهم الناجحة أو المحبطة. فهي الرصيد الذي يمدنا باتساع الرؤية والمجازفة الاخلاقية الواعية. والكتّاب في كافة أقطار الدنيا يمسكون بالقلم وأيديهم على قلوبهم خشية الانزلاق وان كان الخطأ وارداً في كل نقطة حبر نريقها على الورق. وطالما اتيحت لنا الحرية الى حد ما في ان نفصح عما نشعر به فهذا هو السبيل الذين يجعلنا لا نخشى سوى الله سبحانه وتعالى في قول الحق حتى وان دفعنا أغلى ثمن والرقيب فيما نكتب هو المسؤول عن الصحيفة أو الربان الذين نشاركه في رحلة المغامرة المحببة الينا، ومن البدهي انه محاسب من جهات أخرى نحتمي عنها به وان تقاربت خنادقنا. وحتى لا أتورط بما ليس من ورائه فائدة التقط أنفاسي على مهل وادخل معكم الى هذا الموضوع الذي أثار حزني وان لم أكن أملك له أي علاج سوى الدعاء لكل مندفع بأن يحسب خطواته قبل ان يقتحم ما يفوق امكاناته. ولعلي مثل غيري قد كتبت في أكثر من مناسبة عن أصحاب الطموح اللامحدود. أولئك الذين تغريهم النجاحات التي يصيبونها فتجعلهم يندفعون وراء أغواء الربح والثراء السريع. فالمشاريع كثيرة ولكن النجاح فيها ليس بالأمر الهين. وهذا الرجل الذي أقدر طموحه نال في فترة قياسية الكثير من فرص النجاح. فقد كنت أعرف انه يترك موقعه الوظيفي في أغلب الأيام فيذهب الى مجالات المنافسة المتاحة فتارة في حراجات السيارات وأسواق الخضار وأخرى في غيرها حتى انه كان يقول لي بارتياح انني أحقق مكاسب تفوق مرتبي شهرياً ثم اتجه الى فتح محلات للخدمة لا أريد الافصاح عنها فنال منها نصيباً دفعه الى ترك الوظيفة أو على الأقل عدم الركون الى مرتبه الشهري أي انه كان محسوبا على جهة بالاسم لا بالفعل وتوسعت محلاته فاستطاع شراء منزل لاسرته وعربة من صناعة مشهورة يتربع بقرب جلوسه هاتف يجعله على اتصال بالمسؤولين عن تلك المحلات.
كان سعيداً بهذا النجاح المنقطع النظير وكذلك أسرته ثم جاء بعد بضع سنوات من نصحه بأن يدخل في لعبة العقار فاشترى أرضاً في إحدى المدن مساحتها كبيرة ولانه يجهل هذا المجال لم يكن يدري بأن هذه الخطوة كفيلة بأن تقضي على كافة مكاسبه. حيث تبين بأن هذه الأرض متنازع على ملكيتها مع أشخاص آخرين. وقد أدى هذا التورط الى ان يخسر ما توقعه قمة النجاح حتى انه اضطر الى بيع منزل أسرته ليداري الفضيحة بين أقرانه ومحبيه فسجل في نهاية مغامراته هذه النتيجة المؤلمة. ولن أعلق على الوضع الذي آل اليه لكيلا يعتقد بأنني اشمت به وهو عزيز عليّ إنما هي تجربة أردت من ورائها بأن أسجلها كدرس لسواه من الذين يندفعون وراء أغواء الثراء السريع فالحذر واجب والاكتفاء بما تحقق خير من الاندفاع الى سلوك الطريق الصعب والله المستعان.
للمراسلة ص.ب: 6324
الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved