|
| مقـالات
على ذمة مؤسسة «اي بي كي» فان الخليجيين انفقوا في عام 2000م مبلغاً مقداره 27 مليار دولار فقط لا غير، وهذا المبلغ انفق السعوديون نصفه، وتوزع الباقي على الامارات والكويت والبحرين وغيرها من دول الخليج، وهو مبلغ باهظ بل انه يشكل أكثر من ميزانية سنوية لبعض الدول، لكننا في النهاية لا نملك إلا أن نقول حلال عليهم!
فهم يقدمون لنا عندما نزورهم الماء والهواء، وفوق ذلك الفنادق والمرابع الليلية ومدن الألعاب والرياضات البرية والبحرية، اضف عليها الابتسامة التي تستقبلك وتودعك في المطار والفندق والأسواق، صحيح انك اذا لم تدفع لا تجد كافة هذه الامتيازات، لكن الصحيح أيضاً انك هنا تدفع وتدفع وربما وجدت بعد ذلك وجوهاً كالقفل، صامتة وباردة، وقادرة على امتصاصك على مهل!
من يصدق ان شمة هواء على كورنيش جدة، تكلف خمسة آلاف ريال في اليوم الواحد، وعندما كتب صحفي محتجاً على هذا الغلو أو الاستغلال، قام صاحب منشأة شم الهواء بنشر اعلانات مدفوعة في العديد من الصحف، تضمنت جداول لأسعار مقارنة بالعديد من الدول في الشرق والغرب ليقنعنا بان اسعاره هي الأرخص، وانه يضحي من أجل الوطن وابن الوطن، عندما وضع تلك الأسعار التشجيعية!!
أما الفنادق والشقق المفروشة في العديد من مدننا التي يفترض انها تشكل منطقة جذب للسياح، فهي نار في كافة المواسم، وقد تحدثت سابقاً عن شقة مفروشة تستوعب اسرة صغيرة، اجرتها يومياً في حدود ألف وخمسمائة ريال وقد حسبت انني بهذا المبلغ استطيع تمضية ثلاثة أيام في فندق بنفس درجة الشقة المفروشة، وفي مدينة هواؤها وماؤها في غاية النقاء!
ولنا أن نتساءل هنا لماذا الطائرات إلى الولايات المتحدة والشرق وبعض الدول الأوروبية كاملة العدد؟ هل لأن الجو هناك أحسن، أم لان الناس هناك أكثر اشراقاً وإقبالاً على خدمة السائح، أم لأن الحياة ارخص ومتطلبات السائح اليومية موجودة هناك بأسعار رخيصة وفي متناول جميع الشرائح الاجتماعية التي ترحل الى هناك؟
كل هذه الفرضيات صحيحة، لكن الصحيح أيضاً أن في بلادنا شواطئ جميلة وفنادق وملاعب وهواء لطيفاً اذا يمم السائح نحو أبها والباحة والطائف في شهور الصيف وهواء دافئ في جدة والدمام.. كافة المقومات السياحية موجودة في بلادنا وهي تحتاج فقط الى بعض اللمسات الخفيفة التي يعرفها القائمون على التنشيط السياحي، وأبرز هذه اللمسات وضع أسعار تكون في متناول الجميع ومراقبة اصحاب المنشآت السياحية الذين اصبح همهم الآن الاستفراد باسرة قد تمنعها ظروفها من التحليق بعيداً، لذلك هي مضطرة للذهاب الى هناك: أبها، جدة، الدمام.. حيث أسعار الفنادق والشواطئ والمطاعم والألعاب نار!!
فاكس4533173
|
|
|
|
|
