| مقـالات
قد يحدث مالا تحمد عقباه حتى في أوقات الراحة والترفيه عن النفس والنزهات، وفي احدى المتنزهات في مدينة الرياض سقطت طفلة في بركة الماء، أو المسبح كما يحلو للبعض تسميته، وكان الغرق قاب قوسين منها أو أدنى، وكانت لحظات عصيبة على الجميع، والغريب في الأمر ان الرجال قد وقفوا بلا حراك، لن أتهمهم بالجبن ولكن أقول إنهم لا يعرفون السباحة، والنساء لا حول لهن ولا قوة، ومن بين الجموع التي ترقب المشهد المؤلم المؤثر اندفع الأب لينقذ فلذة كبده ولكن هيهات هيهات فهو الآخر كاد يغرق لولا لطف الله تعالى، وجاء الحل على يد فارسة شقت غبار المعركة وانتفضت مسرعة وهي بالطبع بحجابها الشرعي الكامل، ركضت وألقت بنفسها في الماء وهي بثيابها وبلحظات قليلة كانت تمسك بالطفلة الصغيرة وتخرجها الى بر الأمان والنجاة وسط تصفيق الحضور، وذهول الرجال وفرح الأطفال، ودموع الوالدين.
تم انقاذ الطفلة ذات السبعة أعوام، وبحث الجميع عن الفارسة الملثمة ولم يجدوها حيث إنها ذهبت لتبديل ملابسها، وحاولت ادارة المتنزه الوصول اليها لتكريمها، وبالمحصلة تبين أنها قريبة من بعض الحضور الذين هم أنفسهم لم يعرفوا أن الفارسة هي قريبتهم.
القصة تستحق الفخر والاعتزاز، ولكنها تفتح جرحين:
الأول: أين نحن من الحديث الشريف:«علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل»، وهل نسي الآباء هذا الواجب، أم تهاون به الأبناء لدرجة جعلت الجبن والخوف رديفاً للكثير من شبابنا في مواقف كهذه تستحق المغامرة والبطولة.
الثاني: ماذا تعمل ادارات المتنزهات في حالات كهذه، وهل ستكون النتيجة الغرق المحتم لولا ان بعث الله تلك المرأة البطلة لتنقذ الطفلة البريئة؟، ألا يجب أن يكون هناك من يقوم بهذه المهمة؟.
وهناك ملاحظة نوردها وهي تذكير الأهل بالانتباه الشديد لأبنائهم حتى في أوقات الفرح والسرور لتكتمل الفرحة.
فتهنئة من القلب لمن يستحق ذلك، وأمنية من القلب بألا يتكرر المكروه.
والله ولي التوفيق.
|
|
|
|
|