| العالم اليوم
* جنوة «إيطاليا» د.ب.أ:
وعد زعماء الدول الصناعية الثماني الكبرى في جنوة بأن تكون اجتماعاتهم في المستقبل ذات ثقل أكبر.
فقد صرح رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان الذي سيستضيف القمة الصناعية القادمة العام المقبل بقوله «يجب أن تتغير صيغة قمة مجموعة الثماني. إنها قمة مضخمة.. لدينا بيانات طويلة ونناقش كل شيء».
وأعضاء مجموعة الثماني هم الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا بالاضافة إلى روسيا.
وقد استمر العنف مساء أمس الأول «السبت» في جنوة حيث تسعى الشرطة جاهدة لاعادة النظام.
ودعا مسؤولون ونجوم لموسيقى الروك ووكالات للمساعدات الانسانية إلى الهدوء، فقد شهد اليوم الثاني للقمة تصعيدا للعنف من قبل عناصر «فوضوية» من المناهضين للعولمة والرأسمالية.
واستخدم رجال الشرطة الذين كانوا يتحركون بخوذات ودروع وأقنعة واقية من الغاز آلافا من قنابل الغازات المسيلة للدموع وسط حشود المتظاهرين الذين أقدموا على تحطيم نوافذ المتاجر وإطلاق قنابل البنزين وإحراق حاويات القمامة.
وتجمعت السحب السوداء في سماء المدينة وحال دخان الغازات المسيلة للدموع دون التنقل بسهولة في المناطق التي سادتها الاضطرابات.وقد شارك أكثر من مائة ألف شخص في مسيرة هادئة عموما في شوارع جنوة للاحتجاج على العولمة، ولكن عناصر متطرفة عنيفة تدخلت في المسيرة وبدأت تعدياتها المعتادة على الشرطة والممتلكات.
وقد دفعت قوات مكافحة الشغب مئات المتظاهرين من طريق رئيسي على امتداد الساحل إلى أحياء جنوة القديمة حيث احتجزوا وراء متاريس، وبرز مئات من المشاركين في مسيرات من الشوارع الضيقة وقد رفعوا أيديهم أو عقدوها وراء رؤوسهم.
وأصيب كثيرون بجراح وكانت الدماء تسيل من جروح في رؤوس البعض الاخر، وكانت نساء يصرخن خشية التعرض لضربات الشرطة بالهراوات.
وترك ضباط الشرطة معظم المتظاهرين يمرون واعتقلوا فقط قلة منهم يبدو أنهم تسببوا في إثارة الاضطرابات وقالت مصادر من الشرطة أن حوالي 200 شخص أصيبوا وتم اعتقال 60 شخصاً.
وسلط متظاهرون أضواء الكشافات الباهرة على مبنى سكني ومصرف وسيارات، بل وصل الامر إلى حد محاولة نسف مركز شرطة.
ويتم حاليا التحقيق مع أحد ضباط شرطة مكافحة الشغب في حادث مقتل أحد المتظاهرين من الشباب برصاصة في رأسه يوم «الجمعة» الماضي حيث قالت تقارير إنها كانت عملية دفاع عن النفس.
وأصيب زعماء الدول الثماني بصدمة من جراء هذه الاحداث وعبَّروا عن استيائهم ولكن أيضا عن تفهمهم للموقف الذي عبَّر عنه الرئيس الفرنسي جاك شيراك بقوله إنه يعكس «القلق الحقيقي» لعامة الناس.
وقال الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش «إن أولئك الذين يدعون أنهم ينقلون آراء الفقراء لا يتصرفون بهذا الشكل».
وأضاف بوش الذي يقود تيار العولمة «لقد أصيب كثير من رجال الشرطة.. الذين كانوا يحاولون حماية حق زعماء انتخبوا بالطرق الديمقراطية في تمكينهم من مناقشة مشاكلنا المشتركة».
ودعا نجما موسيقى الروك بونو وبوب جيلدوف إلى نبذ العنف، وقد حضرا إلى جنوة للدفاع عن تخفيف الديون من على كاهل بلدان العالم.
وقال بونو «لا بأس إذا ضربت المائدة بقبضة يدك (للاحتجاج) ولكن لا يجوز أن تضرب بها وجه معارض».
وأعلنت وكالات بريطانية للمساعدات الانسانية بما في ذلك وكالة أوكسفام انسحابها من مسيرة الاحتجاج بسبب العنف.
وقد وقعت أول حادثة قتل في الاحتجاجات على العولمة بزعماء الدول الثماني إلى التركيز على بحث مستقبل اجتماعات القمة المقبلة.
وقد أصبحت الاحتجاجات مألوفة في المؤتمرات الدولية منذ المصادمات غير المسبوقة التي وقعت في عام 1999 في اجتماع منظمة التجارة العالمية في ولاية سياتل الامريكية.
وقال رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان انه يريد في العام المقبل أن يحد من عدد أعضاء الوفود والموظفين الذين يصحبون الرؤساء ورؤساء الوزراء بلا جدوى، نحتاج إلى عودة إلى جذور مجموعة الدول الثماني التي ركزت اهتمامها على مشاكل العالم الاقتصادية وقضايا التنمية.
وكانت هذه المجموعة أصلا مجموعة الدول الخمس التي أسست عام 1975 وكانت تعقد اجتماعات سنوية يتجاذب خلالها زعماء الدول الصناعية الكبرى أطراف الحديث بشكل غير رسمي، ثم أصبحت مجموعة السبع فمجموعة الثماني وزاد عدد المساعدين والمراسلين الصحفيين عن الحد.
وعلى الرغم من استمرار معارك الطرق، واصل زعماء الدول الثماني في جنوة مناقشاتهم بشأن القضايا الدولية خلف أسوار حديدية ومتاريس خرسانية.
ودعا زعماء الدول الصناعية الكبرى مجددا إلى نشر مراقبين للسلام في منطقة الشرق الاوسط سعيا إلى وقف تصعيد التوتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وكان مؤتمر وزراء خارجية مجموعة الثماني الذي عقد قبل القمة قد دعا إلى مرابطة هؤلاء المراقبين.
كما دعا القادة في بيانات منفصلة إلى الاعتراف بحقوق المواطنين من أصل ألباني في مقدونيا وحثوا على عقد قمة ثانية بين رئيسي كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في إطار سياسة الشمس المشرقة التي ينتهجها الرئيس الكوري الجنوبي سعيا للمصالحة وحول الوضع المتأزم في أفريقيا.
ووعد قادة الدول الصناعية الكبرى بزيادة معدل التجارة مع دولها وتنفيذ برنامج شراكة طموح مع القارة السمراء وزيادة الدعم الخاص بمكافحة مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) المدمر لعملية التنمية الافريقية، إلا أنهم حذروا في نفس الوقت من الآثار السلبية التي ترتبت على استمرار الحروب الاهلية والعرقية في أفريقيا.
وأعلنت كندا واليابان أنهما بصدد الموافقة على معاهدة كيوتو بعد تردد إزاء التصديق عليها بدون الولايات المتحدة التي ضربت بالبروتوكول عرض الحائط.
وقال كريتيان «إن موقفنا هو الان عمليا نفس موقف اليابانيين، نريد أن نصدق على المعاهدة».
وأكد مسؤول ياباني أن بلاده ستظل تسعى جاهدة حتى اللحظة الاخيرة للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يدفع الولايات المتحدة للعودة إلى بروتوكول كيوتو.
وتم بحث خطط الدفاع الصاروخي الامريكية في اليوم الاخير من أعمال قمة مجموعة الثماني أمس «الاحد».
وقدكرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معارضة بلاده الشديدة للمشروع الامريكي خلال محادثات ثنائية مع الرئيس بوش.
|
|
|
|
|