| الطبية
كثيراً من الاحيان توجه إلينا أسئلة عديدة تدور حول صعوبة تلفظ بعض الحروف أو الكلمات من لعثمة وتأتأة وما شابه ذلك.
ويتساءل هؤلاء القراء عن امكانية معالجة مثل هذه الحالات.. ونحن بدورنا نقول للجميع عليكم مراجعة المراكز المتخصصة في هذا المجال خاصة وإننا نعلم أن كثيراً من الحالات متشابهة في الظاهر ولكن نتائجها مختلفة.
ومن هذا المنطلق حرصا ان يكون هذا العدد شاملاً لكافة جوانب هذا الموضوع، وكان لنا هذا اللقاء مع إخصائي امراض التخاطب/ منصور بن محمد الدوخي.
في البداية بودنا ان نسلط الضوء على اهمية هذا القسم؟
لايمكننا ان نتصور تواجداً إنسانياً له قيمته بدون لغة تحكمهم، وكلام يربطهم، وتواصل يحقق مصالحهم ومن هذا المنطلق فإن تخصص امراض التخاطب: هو ذلك التخصص الذي يهتم بذلك الجانب ليحقق القدرة على التواصل مع الآخرين، سواء كان ذلك لأسوياء مصابين باضطراب في إحدى هذه القدرات.
نحن نستقبل العديد من الرسائل حول هذا الجانب هل ترى ان هذه الاعراض منتشرة بشكل واسع؟
من النادر ان توجد عائلة تخلو من أحد هذه العلل كالتأخر اللغوي أو التلعثم أو تغير الصوت وغير ذلك.
وفي دراسة تمت في أمريكا وجدوا ان نسبة الاشخاص الذين يعانون من خلل أو اضطراب في القدرة التخاطبية يصلون إلى 10% وهي نسبة بالامكان تطبيقها في معظم المجتمعات بدون تحفظ.
كثير من الناس يعتقدون ان هؤلاء المرضى مصابون بأمراض أخرى؟
امراض التخاطب يعد من التخصصات متعددة الجذور فهو تخصص تتشعب اهتماماته وتتداخل مع التخصصات الاخرى مثل أقسام الاعصاب والانف والحنجرة، والنفسية والتعليم الخاص وكذلك التجميل وغيرها.
ماهي المراحل التي يمر بها الانسان في عملية التخاطب؟
التخاطب يغطي اللغة والكلام والصوت، فاللغة هي الرموز المتفق عليها في مجتمع ما، سواء لفظية أو غير لفظية مثل الاشارات وتعابير الوجه وغيرها، وقدرة الانسان على التخاطب أو التواصل مع الآخرين تتطلب مراحل مختلفة.
فهذه اللغة تستقبل عبر الحواس سواء السمعية أو البصرية أو اللمسية وهذه المعلومات التي تم استقبالها عن طريق احدى هذه الحواس وتنتقل عبر الاعصاب الحسية إلى الدماغ ومن ثم يتم تحليلها اذا رغب الانسان الرد يبدأ في ارسال المعلومات المطلوبة عبر الجهاز الحركي إلى الجهاز الكلامي، وهذه العملية تتطلب تكامل وسلامة الحواس والدماغ والجهاز الاستقبالي والحركي والجهاز الكلامي، ومع أهمية وجود الاستقرار وسلامة الوضع النفسي والاجتماعي، وهي عملية معقدة، ولا غرو اذا قلنا أن أعقد نظام في الانسان هو النظام اللغوي، فاللغة تحمل الصوت والمعنى والسياق والاسلوب، وهذه العناصر الاربعة تتفاعل مع بعضها وتحدد بعد ذلك طريقة تفكيرنا وأحلامنا ، وتواصلنا مع الآخرين.
إذاً ماهي اسباب اضطرابات اللغة؟ نستطيع ان نتصور أسباب اضطرابات اللغة على النحو التالي:
اولاً الاصابات الدماغية سواء كانت محددة كالعي أو منتشرة وهي كالتخلف العقلي او طفيفة كتغير السلوك لدى الاطفال من نشاط زائد أو تشتت في الانتباه أو الاندفاع.
ثانياً: الحرمان الحسي كالضعف السمعي أو الصمم وكذلك فقدان البصر.
ثالثاً: الاضطرابات النفسية كحالات الانفصام والتوحد وبعض الامراض الشخصية.
رابعاً: الحرمان الاجتماعي كحرمان الاطفال من الحديث مع اهاليهم او وجود خادمة لاتتحدث معهم وغير ذلك.
حدثتنا عن اضطرابات اللغة ماذا عن اضطرابات الكلام؟
الكلام مرتبط اكثر بسلامة الجهاز الكلامي كالتجويف الفمي والحلقي والانفي مع سلامة الجهاز الحركي.. ونستطيع تقسيم امراض الكلام إلى ثلاثة أقسام هي:
أولاً: اضطرابات النطق وتشمل ابدال او تشويه او حذف الاصوات الكلاميه أثناء النطق.
ثانياً: التلعثم وهذه الاضطرابات تؤثر على طريقة اخراج الكلام وهذا ما ينعكس على نفسية ذلك الشخص وكذلك المستمع له مما ينعكس على نفسية ذلك الانسان مع الآخرين وقد ينعزل عنهم ويرفض التواصل مع مجتمعه، مما يسبب تعطل هذا الانسان عن اداء دوره، ويحرمه من الاستمتاع بحياته، وقد تكون آثارها أكثر تدميراً على المستوى الوظيفة والزواج مع العلم ان هذه المشكلات بالأمكان علاجها مع الرغبة في العلاج.
ثالثاً: اضطراب الصوت: صوت الانسان عبارة عن طاقة هوائية مصدرها الرئتان تمر عبر مزمار يسمى «الحنجرة» ومن ثم يقوم الصوت بالتشكيل عبر تجاويف الحلق والانف والفم واخيراً يتم إصدار الاصوات المطلوبة في التجويف الفمي من خلال تفاعل اللسان مع سقف الحلق والانسان وغيرهما، وهذا الصوت يختفي او يظهر عليه بحوحة سواء كانت بسيطة او شديدة وقد يصبح ناعماً لا يتناسب مع جنس وعمر المتكلم وغير ذلك من الاعراض التي ليس لها علاقة مباشرة بالصوت كالاجهاد الصوتي وصعوبة البلع وهذه الاعراض تظهر لعدة أسباب سواء كانت عضوية أو وظيفية.. أو نفسية.
هل للقسم علاقة مع الاقسام الطبية الاخرى؟
بكل تأكيد، نحن على علاقة متبادلة مع العديد من الاقسام والادارات.
واما بخصوص الحالات التي ترد إلينا للعلاج مثل جلطات الدماغ لدى كبار السن واستئصال الحنجرة، وترقيع سقف الحلق لدى الاطفال وزراعة قوقعة الاذن ووجود زوائد في الثنايا والصوتية وغير ذلك من الحالات التي تم التعاون مع الاقسام ومعنا بخصوصها مثل قسم الاعصاب أو الاطفال أو التجميل أو الانف والاذن والحنجرة أو النفسية وغيرها من العيادات.
ماهي النصيحة التي تقدمها لقراء النشرة؟
أقول لهم جميعاً، إن هذه الفئة من الناس بحاجة إلى وعي اجتماعي يكفل لهم الاندماج في المجتمع والتفاعل معه، وهذا يتطلب تضافر الجهود سواء كان في المنزل أو مؤسسات الدولة المعنية كوزارة الصحة ووزارة المعارف وغيرها واخيراً الوقاية خير من العلاج فالفحص الوراثي قد يقلل بإذن الله تعالى بعض هذه المشاكل واشكر لك حضورك لنا لتقوم بتسليط الضوء على هذا القسم المهم في المستشفى الذي يقدم خدماته للعديد من المرضى ونحن نثق بكم وبقدرتكم وعلى تقديم هذه المشكلة بحجمها الطبيعي وتوضيح اسبابها وطرق علاجها لكي يتسنى بعض المفاهيم الخاطئة لدى غالبية الناس.
|
|
|
|
|