| عزيزتـي الجزيرة
سعادة الاستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد حمل احد القادمين من بلدكم المملكة العربية السعودية مقالا للاستاذ محمد بن عبد الله الرشيد (في حلقتين) نشر في جريدتكم الكريمة الجزيرة بصفحة وراق الجزيرة وهو في نقد كتابي «ذيل الاعلام» نشر بتاريخ 4 ربيع الاول 1422ه و11 ربيع الاول 1422ه.
ومع رسالتي هذه ردي عليه ارجو التفضل بنشره واعتذر عن تأخيري في الرد لتأخر حصولي على جريدتكم الكريمة وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير..
اطلعت على ما كتبه الاستاذ محمد بن عبد الله الرشيد في صحيفة الجزيرة صفحة وراق الجزيرة الصادرة في 4 ربيع الاول 1422ه وفي 11 ربيع الاول 1422ه (قراءة في كتاب «ذيل الاعلام» لأحمد العلاونة) وهو نقد على ما فيه حقيق بشكري فان النقد يتم النقص ويقيم العوج ويصلح المناد وقال الشيخ جمال الدين القاسمي رحمه الله «لكلمة حق في الانتقاد على اخلاقنا خير عند العقلاء من الف كلمة في اطرائنا اذ تلك تعرفنا عيوبنا فنتجنبها وهذه تنسيناها فندأب عليها» كتاب جمال الدين القاسمي لابنه ظافر ص367.
قال الرشيد في مقدمة مقاله «ألحق به مقالتين الاولى: للاستاذ محمد احمد دهمان والثانية للشيخ اسماعيل الاكوع فاما المقالة الاولى فهي نقد للطبعة الثانية من كتاب «الاعلام» وان تأخر نشرها الى ما بعد وفاة الزركلي لكن الزركلي قد صحح شيئا منها في الطبعة الثالثة والرابعة فنشر المقال كاملا لا داعي له وكان الاولى به نشر ما لم يصحح كما فعل بمقال الشيخ اسماعيل الاكوع».
اما قوله ان الزركلي قد صحح شيئا منها في الطبعة الثالثة فغير صحيح لان الاستاذ دهمان نقد الطبعة الثالثةü ولان الاستاذ محمد احمد دهمان شرع في نقده مع وفاة الزركلي وقال في مقاله: «ولم اكد اشرع في العمل حتى فوجئت بوفاة المؤلف رحمه الله رحمة واسعة فوقفت عن العمل لمرض عرض لي وقد تجمع لدي ما اقدمه الآن ليبقى كتاب الاعلام خالدا خالصا من الشوائب) فكيف يصحح الزركلي ما كتبه دهمان في عام 1976م - 1977م في الطبعة الثالثة 1969؟!
واما ما صحح في الطبعة الرابعة فنادر جدا وهو في اربعة مواضع واحد منها في اخطاء الطباعة وثان منها في كتاب كان مخطوطا واصبح مطبوعا وقد اشرت الى ذلك في الهامش. انظر كتابي «ذيل الاعلام» ص 332، 336، 338.
وقد اخذ علي اني ركزت على الحزبيين والفنانين وفئات اخرى قد يتحفظ عليها وهذا غير صحيح فهؤلاء قلة وقارىء كتابي يعرف ذلك ثم الا يدخل هؤلاء مع الاعلام؟ الم يترجم اسلافنا لأهل الشرك والبدع والاهواء الى جانب المؤمنين والعلماء والمصلحين؟
وكتابي مملوء بعلماء التراث والشريعة «وليس حظهم قليلا كما ذكر» وارجو من القارىء الكريم ان يعود الى كتابي ليرى رأي العين. وقد ترجم الاستاذ محمد خير يوسف (وهو صديق الرشيد) في كتابه «تتمة الاعلام» لحزبيين وفنانين اكثر ممن هم في كتابي واما الشيخ عبد الله بن حميد الذي اخذ علي اني لم اترجمه فقد ترجمته في الجزء الثاني من كتابي «ذيل الاعلام» وهو على وشك الصدور وسيكون فيه ايضا تراجم لاهل اليمن وقد اخذ علي اني لم اترجم الا لاثنين منهم وما كان ذلك مني الا لقلة مراجع تراجمهم عندي ومعروف ان الزركلي قصر في تراجم المغاربة لقلة المراجع واستدرك ذلك عندما اقام في المغرب سفيرا للسعودية سبع سنوات واطلع على كثير من المراجع وجالس علماء المغرب واستفاد منهم وسيجد القارىء في الجزء الثاني من كتابي تراجم جيدة لليمنيين.
وآتي الآن الى قراءته في تراجم كتابي فعلق على ترجمة ابي الاعلى المودودي: «أُرِّخ مولده سنة 1322ه» ورأى ان مولده 1321ه وأعقّب على هذا بأن ما جاء في كتابي من خطأ الطباعة، وصوابه كما ذكر هو بدليل اني كتبته بالتاريخ الميلادي صحيحا «1903م» وظاهر ان الرشيد لم يفرق بين اخطاء المؤلف واخطاء الطباعة فمثلا ذكر ان ولادة المودودي في 2 رجب 1421ه ولو اردت ان آخذ عليه لقلت انه صغّره قرنا ولكني اعلم ان ذلك من خطأ الطبع او زلة القلم.
وقال معلقا على قولي في ترجمته: وقد يكون الصحيح في اسمه عبد الاعلى بدل ابو الاعلى بقوله: «قلت جاء في المصدر السابق ص 122: «وسماه والده باسم جده الاكبر ابي الاعلى المودودي» مع ان العلاونة اورد نموذجا من خطه كتب اسمه (ابو الاعلى المودودي) واقول: اردت بذلك من جهة الشرع لا الوضع وقد لمّح الى ذلك الشيخ حمد الجاسر في حديثه عن المودودي في مجلة العرب س 16 ص 5 - 6.
امتياز على عرشي:
قال معلقا: «ارخ مولده سنة 1322ه وذكر في اثناء الترجمة انه تخرج من الجامعة سنة 1323ه وانه عين ناظما لمكتبة رامبور عام 1323ه وهذه التواريخ خطأ بما اثبته من تاريخ مولده فليحقق) اقول : ما ذكره صحيح وفي تاريخ تخرجه خطأ طباعي 1323ه صوابه 1343ه بدليل ان ما يوازيه من التاريخ الميلادي صحيح 1940م اما الثاني فصوابه 1932م.
حسن مشاط:
رأى الرشيد انه من مواليد 1317ه - 1900م خلافا لما ذكرته 1319ه - 1901م ومرجعه في ذلك (اعلام الحجاز) ومقدمة الدكتور عبد الوهاب ابو سليمان «الجواهر الثمينة» واقول: اعتمدت في ذلك على كتاب «معجم المطبوعات العربية - السعودية» ومن مصادر هذا المعجم ترجمة بقلم احد تلامذة حسن مشاط وكذلك كتاب «معجم الكتاب والمؤلفين» فما الذي دعاه الى تخطئتي؟! وما ذكرته قريب جدا مما ذكره هو والاختلاف في سنة ولادة المترجم في كتب القدماء مشهور ومعروف ثم ان صاحب الترجمة ولد في عصر لم يكونوا يأبهون فيه بتسجيل تاريخ الولادة.
عبد الله خياط:
قال الرشيد فيّ : «قال في ترجمته: وعين اماما للمسجد الحرام وخطيبا فيه 1376 - 1405ه» واورد اقوالا تخالف ما ذهبت اليه قلت: جاء في كتاب « من اعلام القرن الرابع عشر والخامس عشر» ص82: «عين اماما وخطيبا للمسجد الحرام بموجب امر سمو رئيس مجلس الوزراء رقم 836/1 وتاريخ 6/2/1376ه واستمر حتى عام 1405ه» وزعم الرشيد ان كتاب محمد علي الجفري من مراجعي وذلك باطل فقد ذكرته في ثنايا ترجمته ولم اذكره في مصادرها.
عبد الله الغماري:
جاء في قراءته: «ارخ وفاته 1413ه - 1993م؟» قلت: توفي يوم الخميس 18 شعبان 1413ه - 11 فبراير 1993م فلا داعي للاستفهام هنا» واعلق قائلا: ذكر الرشيد هذا الكلام وكأني اعرف تاريخ وفاته باليوم والشهر ولو كنت اعلم ذلك لما اشرت الى الاستفهام ومعلوم ان بداية العام الهجري لا يتوافق مع بداية العام الميلادي وكذلك نهايته وتكرر مثل ذلك في مقاله ولن انبه عليه مكتفيا بهذا التنبيه.
عبد المنعم الفرطوسي:
جاء في قراءته (ارخ مولده «1336؟» ووفاته «1404ه) قلت: جاء في معجم الشعراء العراقيين ص 259 «ان مولده سنة 1335 ووفاته 1407ه» واقول: ما الذي دعا الرشيد الى الجزم بتاريخ وفاته 1407ه؟! هل هو وجود مصدر آخر يقول خلاف ما ذكرت؟ واين هو المرجح؟ والذي اعتمدته في كتابي كان من مقال للدكتور طالب الرماحي في مجلة العالم وله رسالة جامعية عنه اضافة الى مقدمة ديوان الفرطوسي.
عثمان امين:
قال في قراءته: )قال في ترجمته: «وانتدب استاذا في ليبيه والسودان والجامعة الباكستانية» قلت الصواب «ليبيا» وقد تكررت في الكتاب بهذا الرسم الذي اثبته) واعلق قائلا: اسماء البلدان التي تنتهي بألف مثل ليبيا سوريا سويسرا فيينا يجوز كتابتها بالألف والهاء فليس هناك كبير فرق ولو رجع الرشيد الى (الاعلام) لوجد مثل ذلك الكثير وينظر الاعلام 3/197 حيث وردت ليبيا برسمين: ليبيا، ليبية والاعلام 2/85، 146.156.242 حيث وردت روما (رومه) وهولندا (هولنده) 2/94، 218 وفيينا «فيينه» 2/109، 330 وانطاكيا «انطاكيه» 2/166، 222 وعكا «عكه» 2/205، 249، 321.
وقال ايضا: «اما قوله الجامعة الباكستانية فليس هناك جامعة بهذا الاسم فلعل العبارة تكون «الجامعات الباكستانية» واعقب: ما ذكرته موجود في كتاب (المجمعيون في خمسين عاما) ص190.
محمد أحمد دهمان:
قال في قراءته : «قال في ترجمته: «حافظ على بزة العلماء والعمامة فلم يُرَ الا بهما قلت: لكننا نجد الاستاذ العلاونة يورد له صورة هو بها حاسر الرأس فكان الاولى به ان يختار ما يؤيد قوله» فأقول: ليس عندي (مجموعة صور له) حتى اختار ما يؤيد قولي والصورة المنشورة لقطت له وهو في بيته فهل يريد الاستاذ الرشيد ان يظل الاستاذ دهمان بالعمامة حتى داخل بيته؟! فكثيرا ما كنا نزور المشايخ في بيوتهم وكانوا حاسري الرأس.
محمد بهجة الأثري:
قال في قراءته: «ارخ مولده سنة 1322ه - 1904م قلت: كتب المترجم حاشية في كتابه «اعلام العراق ص63: (نسجل بهذه المناسبة تاريخ ولادتنا هنا وقد كانت في اوائل جمادى الاخرى سنة عشرين وثلاث مئة والف من الهجرة) وهذا التاريخ هو الذي اعتمدته في كتابي (امداد الفتاح) فعلى هذا يعادله بالميلادي سبتمبر 1902م» اقول: عرف عن الاثري انه كان يقول في سنة ولادته قولين احدهما سنة 1902م والآخر سنة 1904م وقد اعتمد الاخير كثيرون منهم حميد المطبعي الذي الف كتابا فيه (ومنه اخذ ولادته) بل ان الاثري نفسه يقول في ترجمته التي نشرت في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 73/4 «ولدت ببغداد في سنة 1322ه/1904م بحسب السجلات الرسمية واظن الصحيح قبل ذلك منتصف سنة 1320ه والله اعلم) واظن انا انه ولد قبل عام 1900م فقد قال لي استاذنا اللغوي العلامة صبحي البصام انه سأل العلامة الدكتور مصطفى جواد المولود سنة 1904م عن عمر الاثري فقال: «انا تلميذ في نحو الثامنة عشرة والاثري رجل معروف في الاوساط الادبية والاجتماعية ثم قال: هو يكبرني بعدة سنوات» لذلك قلت في مراجع ترجمته: وقد يكون الصواب تقديم ولادته بضع سنوات واقول: وكان كثير من الموظفين ينقصون اعمارهم في المحاكم لنحو عشر سنين للبقاء في الوظيفة مدة اطول.
محمد داود التطواني:
قال في قراءته: «ارخ مولده ووفاته 1318 - 1404ه - 1900 - 1984م» قلت لنا ثلاثة ملحوظات في هذه الترجمة (هكذا والصواب ثلاث ملحوظات )اولا: جاء اسمه محمد بن احمد بن محمد داود فتكون هذه الترجمة قبل ترجمة محمد بن احمد دهمان ت 1408ه) قلت: يوهم كلامه ان اسمه قد ورد في كتابي كاملا والحقيقة اني لم اعرف اسم ابيه واقتصرت في تسميته على «محمد داود».
محمد سعيد الحمزاوي:
جاء في قراءته: )قال في ترجمته: آخر نقيب للسادة الاشراف بدمشق.. تولى نقابة الاشراف 1361ه - 1942م حتى الغاها حسني الزعيم) قلت بل استمر نقيبا للاشراف حتى وفاته كما جاء في «تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري» 2: 940 و«اعلام دمشق في القرن الرابع عشر الهجري» ص 266 وهما من مصادر الترجمة عند العلاونة ..)واقول معلقا: ما ذكرته صحيح فكان الغاؤها من قبل حسني الزعيم دلالة واضحة على انها كانت وظيفة رسمية اما تعيين نقيب للحمزاويين من قبلهم فلا اعنيه.
اما ملحوظاته الثلاث في تصحيح واستدراك لما ورد في كتاب «الاعلام» المنشور في كتابي «ذيل الاعلام» فقد اصاب فيها وانا اشكر له ذلك على اني كنت اود ان يكون نقده اكثر موضوعية وان يفرق بين خطأ الطباعة وخطأ المؤلف وكنت اود ان يعرّف بكتابي وان لا يسكت عن تبيان محاسنه وكنت اود لو كان وازن بين كتابي وكتاب صديقه الاستاذ محمد خير يوسف «تتمة الاعلام» وكتاب «اتمام الاعلام» للدكتور نزار اباظة ومحمد رياض المالح وان ينبه على ما في كتابهما من تراجم مسروقة من كتابي وكتاب الاستاذ محمد خير يوسف ان اقتصاره على ذكر ما زعم انه أخطاء كتابي جعلني آخذ ببعض الظنون وقد كتب نقد كتابي العلامة الشيخ حمد الجاسر والدكتور محمود الطناحي والدكتور وليد خالص فنبهوا على ما فيه من سمين وغث وذلك بأسلوب علمي رصين ولم يحوجني الا ان اقول متمثلا: «ولكن عين السخط تبدي المساويا» وقد شكرت في مقدمة الجزء الثاني من كتابي «ذيل الاعلام» لهؤلاء الفضلاء وللذين كتبوا لي بالبريد جزاهم الله خيراً والسلام.
ظن الاستاذ الرشيد أن الاستاذ دهمان نقد الطبعة الثانية، وذلك وهم، ومرد ذلك أن الاستاذ دهمان أورد قولاً للزركلي في مقدمة الطبعة الثانية فظن الرشيد أنها المعنية بالتصحيح.
أحمد العلاونة
|
|
|
|
|