أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 23rd July,2001 العدد:10525الطبعةالاولـي الأثنين 3 ,جمادى الاولى 1422

منوعـات

وعلامات
مع: تأملات وذكريات.! (1)
عبدالفتاح أبو مدين
الكتاب الذي بين يديَّ.. هو الكتاب الثاني، للأستاذ محمد عمر توفيق رحمه الله، جُمع وطُبع بعد وفاته، وهو موضوعات قصار، وهو عبارة عن كلمات اجتماعية وتأملية خفيفة. ولقد كتب مقدمة تأملات وذكريات.. الدكتور صالح بدوي ، عميد كلية اللغة العربية يومئذ، في غرة ذي الحجة 1419ه.
ونجد في مقدمة الكاتب.. مع تحفظه الشديد في بث رأيه فيما يقدم، إشارات عابرة عما رأى في هذه المقالات الخفيفة من أن الكاتب: يعيد الضمير إلى متقدم بعيد في الذكر، وعطف الأفعال على الأفعال قبل استكمالها عاملها في ص«8». وفي ص«9».. يقول الدكتور بدوي: وكتاب تأملات وذكريات كان مغايرا في أسلوبه وطبيعة موضوعاته، هو نظير عدد آخر من الكتب لمحمد حسن عواد، وأحمد عبدالغفور عطار، وأحمد السباعي، وعبدالعزيز الربيع، وحسن آل الشيخ.. إلخ. فإذا كان النظير في الشكل حيث لم يُبن الدكتور بدوي نوعية الشبه.! وإذا كان الحديث عن الشكليات فإنا لا نختلف. أما إذا عنى المستوى الأدبي، فإن القياس خاطئ، لاسيما فيما كتب العواد والعطار.! ولعل مرد تعبير الدكتور بدوي هذا فيه ما فيه من الرمز الذي له أكثر من وجه. غير أن تحفظ صاحب المقدمة.. منعه من أن يقول لنا نظير ما كتبه الآخرون بماذا.. بين الأستاذ توفيق وهؤلاء الذين قدمهم الدكتور بدوي.!؟
أعترف أن بعض كتابات الأستاذ محمد عمر توفيق القديمة وحواراته كانت ذات مستوى جيد. أما.. هذه المقالات القصار فهي كلمات قصار عابرة لا يرقى أكثرها إلى المستوى الذي يبقي عليها.! ولعل مرد ذلك أنها زوايا صحافية، تكتب وتنشر في سرعة.. ثم تنتهي مع وقتها، أو في يومها، حيث إنها ليست ذات موضوع لتبقى مع الأيام.!
إلى القول.. إن ضروب الحيوانات الأخرى، لا تتطلع إلى التطور.. لذلك فقد بقيت على - حيوانيتها سعيدة هانئة البال! ربما هذا من جانب خاص، ولكنها شقية.. لأن الإنسان يتحكم فيها وفي حياتها وعملها.. فهناءتها إذن يشوبها النكد والإذلال والبؤس.. لأنها مسخرة مقهورة، والإنسان ليس بعيدا عنها، وإن كان له اختيار.. فهل اختياره.. هو مصدر شقائه وتعبه وعنائه وفشله، أم أن تصرفاته وانحرافاته وسخفه وهلعه وطمعه مرد ذلك!؟.
إن خيال الأستاذ محمد عمر توفيق.. سابح نحو تأمل، من خلال بعض كتاباته الساخرة الجميلة.! ويقول الكاتب: «إن الحيوان يتمتع بسكينة مضنية». وعندي أنه لا يصح الجمع بين السكينة والضنى.!
وتمضي مقارنات الكاتب.. فيعلن: أن الحيوان السعيد في هذه الدنيا قد يكون كل حيوان.. إلا الإنسان! وأنا لا أستطيع أن أقطع بهذا الرأي، وحال الافتراس والاعتداء في منطق شريعة الغاب، الحياة للأقوى.! وحكاية الأسد وما صيد، ورأي الذئب وما جناه على نفسه، ثم رأي الثعلب.. الذي اتعظ بما حل بالذئب، فأين العدل؟
«للحديث بقية»

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved