أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 23rd July,2001 العدد:10525الطبعةالاولـي الأثنين 3 ,جمادى الاولى 1422

الاقتصادية

رأي أقتصادي
معارضة العولمة أم الدولرة
د، محمد اليماني
تعتبر العولمة من أكثر القضايا إثارة للجدل في السنوات الأخيرة وقد استحوذت على قدر كبير من الاهتمام سواء من قبل الساسة والحكومات أو من قبل المفكرين والدارسين والباحثين أو من قبل الأشخاص العاديين، ولذلك أصبحت موضوعا للنقاش سواء في الندوات والمؤتمرات السياسية والعلمية وفي المجالس الخاصة وفي وسائل الاعلام، ومرد ذلك لتعدد الأوجه التي تحملها العولمة فهي تارة ذات وجه اقتصادي وأخرى سياسي وثالثة ثقافي ورابعة اجتماعي الى غير ذلك، الأمر الذي أوجد لدى الجميع انطباعاً بأنها ذات أثر في حياته وأنه معني بها تبعا لذلك، ومن الطبيعي أن ينقسم الناس الى مؤيدين للعولمة والى معارضين لها والى آخرين متحفظين، والأمر هنا لا يقتصر على الدول النامية بل يشمل الدول المتقدمة صناعياً أيضا سواء على مستوى الدول أو على مستوى الجماعات والأفراد، فالأمر في الحالة هذه مبني على الموازنة بين المكاسب والخسائر المتوقع حصولها من الانضمام الى قافلة العولمة،
وتختلف نظرة الناس الى العولمة فمنهم من يراها على أنها أداة من الممكن ان يستخدمها من يشاء لخدمة مصالحة ولنقل ثقافته الى الآخرين، وبناء على هذه النظرة المثالية للعولمة فإن المستخدم الأول للعولمة والمستفيد الأكبر هي الدول المتقدمة صناعيا بحكم همتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية وبحكم سيطرتها على وسائل الاتصالات وانتقال المعلومات وعلى المنظمات الدولية الداعمة للعولمة، وبالتالي فإن حظ الدول النامية لنفس الأسباب السابقة في الاستفادة من هذه الأداة ضعيف جدا، ولاشك ان هذه النظرة هي أخف بكثير من تلك النظرة التي ترى في العولمة أسلوباً جديداً تمتلكه الدول المتقدمة صناعيا تتمكن بواسطته من الهيمنة على العالم والسيطرة عليه اقتصاديا وسياسياً وثقافياً،
وإذا كان للعولمة العديد من الجوانب فإن أبرزها الجانب الاقتصادي والذي يمثل المحرك الذي يسيرها، وتبعاً لذلك ينظر الى منظمة التجارة العالية على أنها الجهة المنظمة التي تقف خلف العولمة وتدعمها وتحركها، وفي الاطار الاقتصادي للعولمة فإن الدول المتقدمة تصورها على أنها المركبة التي تمكن الدول النامية من اجتياز الفجوة بين المجموعتين وذلك عن طريق الوصول الى أسواق الدول المتقدمة والاستفادة من الاستثمارات الهائلة ومن التقنية العالية وتحقيق معدلات نمو مرتفعة، كما تصور العولمة على أنها السبيل للتخلص من الفقر وما يصاحبه من مشاكل، وفي مقابل هذه الصورة للعولمة هناك فريق آخر يراها أداة تمكن الدول المتقدمة من الاستفادة من المواد الخام والأولية الرخيصة الثمن المتوافرة في الدول النامية ومن فتح أسواق الدول النامية بدون قيود أمام صادرات الدول المتقدمة وفتح المجال واسعا أمام الشركات متعددة الجنسيات للتحرك وعبور الحدود من مكان الى آخر بحرية كاملة، وبين هاتين الصورتين للعولمة بالنسبة للدول النامية تكمن الصورة الفعلية،
والسؤال الذي يطرح نفسه باستمرار عند الحديث عن العولمة هو هل معارضة العولمة معارضة لها ذاتها أم لمن يقود قافلتها؟
* قسم الاقتصاد والعلوم الإدارية
جامعة الإمام محمد بن سعود


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved