أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 23rd July,2001 العدد:10525الطبعةالاولـي الأثنين 3 ,جمادى الاولى 1422

المجتمـع

تعد ظاهرة مخالفة لشرع الله وسُنّة نبيه
إقلاع الطائرة يعني لبعض فتياتنا.. خلع الحجاب وتغيير الجلباب!!
* تحقيق إيمان التركي:
ما أن تقلع الطائرة من أرض المطار متجهة إلى دولة أوروبية أو حتى عربية حتى تقوم بعض فتياتنا بإزالة الحجاب والاستغناء تماماً عن العباءة وسط رضا من أهلها سواء كان والدها أو زوجها أو أخاها لتظهر لنا كواحدة من فتيات الدولة المتجهة إليها مما يثير الدهشة والاستغراب وكأن السفر يعني التخلي عما أوجبه الشرع وأقره الدين..
عن هذه الظاهرة.. كانت تلك الآراء التي نقدمها في التالي لبعض الفتيات..
الكثيرون أبدوا رفضهم لها بشكل موحد لأن الحجاب الإسلامي فرضه الله على المرأة المسلمة، فمهما كانت الظروف سواء اجتماعية أو غيرها فهي ملزمة بالحجاب..
تحدثت في البداية فوزية المطيري «فنانة تشكيلية» عن هذه الظاهرة قائلة: نعيش ولله الحمد والمنّة في بلد خير ونماء.. حرص على أبنائه ورفع من شأنهم بين بلاد العالم أجمع فكان التعليم الراقي وكانت الحياة المرفهة وكان وبلا فخر الشعب السعودي الأصيل بجميع أفراده رجالاً ونساء وأطفالاً بصورة مشرفة وانعكاس جميل لحضارة بدأها ابن سعود قبل مائة عام وأكملها أبناؤه من بعده.
ولو حصرت حديثي عن المرأة السعودية بشكل خاص لوجدت أنها قد تحدت كل الصعاب وشقت كل الطرق وخاضت كل المجالات من أجل أن ترسم لنفسها طريقاً مشرفاً يجعل العالم كله يصفق لبراعة وقدرة هذه المرأة ولا أبالغ إذا قلت انها قد فعلت ذلك فعلاً، ولو نظرنا لحياة هذه المرأة السعودية لوجدناها تختلف تماماً عن حياة أي امرأة أخرى في أي بلد عربياً كان أم غربياً يميزها عنهن تمسكها حتى هذه الأيام بحجابها وشيوعه بين نساء هذا البلد المعطاء لكن يد الشر تعمل ويغلفها الحقد ويحركها كره الدين الإسلامي فكما نجحت يد الشر بتخريب عقول النساء في كثير من بلاد المسلمين نجدها تحيك الحيل وتدبر المكائد من أجل الإيقاع بهذه الفتاة التي كانت وما زالت تحرص على حجابها.
وما نراه اليوم من انتشار موديلات مختلفة للعباءة الإسلامية ما هو إلا الخطوات التي رسمها الكفار من أجل تحقيق أهدافهم في نبذ الفتاة السعودية للعباءة والتبرج تماماً حتى يسهل عليهم فيما بعد اكمال المخطط اليهودي في تدمير المجتمعات الإسلامية فمتى ما فسدت المرأة سهل عليهم فساد المجتمع بأكمله لذلك ادعو كل فتاة سعودية كانت أم أغير سعودية إلى الوقوف قليلاً والتمعن في حياة الفتاة الغربية وما تعانيه من متاعب ومشاق ومهانة جراء تبرجها فلا تدعي أختي المسلمة للشعارات البراقة طريقاً إلى قلبك يغزوك من خلاله الكفار فيطيحوا بالمكانة التي تحملت من أجلها المشاق لإيصالها لك، فأنت بحجابك المحتشم تحافظين على نفسك وعلى أبنائك وأبناء شعبك وتجعلين الاحترام سمة تميز كل من تعامل معك فلتحرصي عليه وتتمسكي به حتى إن كنت خارج بلادك، فلعلك بحجابك تجذبين اهتمام فتاة خانها عقلها فتركته ومن خلالك عادت فأحبته.
أخيراً أدعوك أختي المسلمة دعوة صادقة إلى تذكر الآخرة في كل لحظة ولا يغرك أُخيّة ما ترينه من ابتسامات صفراء على أجساد متبرجة تدعي الراحة والحرية وتدعوك إلى تقليدها فوالله لن تجدي خلف هذه الابتسامة إلا شقاء الدارين والعياذ بالله.
ردة فعل
فيما أبدت عائشة الحارثي «كاتبة وفنانة تشكيلية» رأيها في هذه الظاهرة فقالت: تربية الأبناء مثل البذرة التي إذا اهتم بها زارعها وتولاها بالحب والرعاية نبتت نباتاً حسناً وإذا أهملها ذبلت وتفشت فيها الأمراض .والحجاب واجب من الواجبات الشرعية المفروضة على المرأة المسلمة، ولذلك يتم تنشئة الفتاة منذ الصغر بالتدريج على لبس الحجاب وذلك بالإقناع مما يرسخ ليس فقط التمسك بالحجاب، بل التمسك بكل المبادىء والقيم الإسلامية لدى الفتاة فلا يمكن تغييرها «بإذن الله» فجأة بدون مقدمات إلا في حالات خاصة وعند تتبع هذه الحالات نجد أن الأسباب الحقيقية تعود للتربية منها اهمال الوالدين للتوجيه والإرشاد بالشكل الصحيح وذلك من خلال أساليب عديدة ليس منها الاجبار وكذلك الا يكون هناك تناقض بين ما تؤمر به قسراً وبين أسلوب تعامل والديها مع إخوتها الذكور وذلك بالتغاضي عن كثير من أخطائهم مما يسبب صراعاً داخلياً لدى الفتاة بين ما تواجهه هي من معاملة قاسية وتسلط وبين ما تراه من تراخ وتسامح تجاه اخوتها، فينتج عنه ردة فعل عكسية تجعلها تشعر باحتقارها لذاتها وكيانها كامرأة.
وهناك أسباب أخرى ولكني أرى أن المرأة السعودية ما زالت بخير وما زالت متمسكة بحجابها وهذه المسألة لم تصبح ظاهرة ولن تصبح بمشيئة الله.
رأي الدين
وفي النهاية تحدث فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن سعد الشويعر عن هذه الظاهرة قائلاً: يجب على المرأة المسلمة أن تحرص على تعاليم دينها في أي مكان كانت، سواء في بلادها أم في خارجها، لأن دين الله واحد، وتعاليم شريعة الإسلام لا تتغير بتغيّر المكان، وأمر الله واجب امتثاله.
والفتاة عندما تسافر خارج المملكة، يجب عليها أن تحافظ على حجابها في السفر، مثلما تهتم به في الحضر، لأنه أمر من الله سبحانه، حيث قال لرسوله في سورة الأحزاب في واحدة من آيات الحجاب: (يا أيها النبي قُل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً).
فالأمر هنا جاء عاماً ولم يخصص، ولم يفرق بين مكان ومكان.. والتستر من الكفار أشد من التستر من المسلمين، ولا يجب التهاون في ذلك، حتى لا نكون مشابهين لمن: يؤمنون ببعض الكتاب، ويكفرون ببعض.
فالمسلمون والمسلمات كلما حرصوا على التمسك بشرع الله الذي شرع لهم، كبرت منزلتهم في عيون الآخرين العقلاء، وكلما استهانوا به، وتهاونوا في أدائه، خفّتْ مكانتهم لديهم.
أما ما يستدل به بعض من يفتي بالخلاف في ذلك، وهو حديث أسماء الذي جاء فيه: «إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يُرى منها إلا هذا وهذا» وأشار صلى الله عليه وسلم إلى وجهه وكفيه.. فقد قال فيه أبو داود راديه: في إسناده ضعف من سعيد بن بشير وهو ضعيف لا يحتج بروايته، وهذا الحديث قد تتبعه العلماء قديماً وحديثاً وضعّفوه لعلل كثيرة، تبلغ 14 علة، فكان ضعيفاً بواحدة منها، فكيف بها مجتمعة؟
وقد قال عنه الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله في كتاب الحجاب: إنه حديث ضعيف الإسناد لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه من رواية خالد بن دريك، وهو لم يسمع عن عائشة فهو منقطع، وفي إسناده سعيد بن بشير، وهو ضعيف لا يحتج بروايته كما قال أبو داود، وفيه علة ثالثة: وهي عنعنة قتادة عن خالد بن دريك وهو مدلّس، ثم قال: ومعلوم ما يترتب على ظهور الوجه والكفّين من الفساد والفتنة، وقد أمر الله بقوله في سورة الأحزاب: «وإذا سألتموهن متاعاً، فاسألوهن من وراء حجاب».
ولم يستثن شيئاً فهي آية محكة،فوجب الأخذ بها، وفي سورة النور، حرّم الله على القواعد من النساء وضع الثياب إلا بشرطين: أحدهما كونهن لا يرجون النكاح، والثاني عدم التبرج بالزينة. (كتاب الحجاب 53 55).
وقد ألّف الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ الألباني رسائل في الحجاب، وقبلهم شيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم.
وقال ابن عباس في قوله «يدنين عليهن من جلابيبهن»: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤسهن بالجلابيب، ويبدين عيناً واحدة».
وقالت أم سلمة رضى الله عنها: «لما نزلت هذه الآية: خرج نساء الأنصار كأن على رؤسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سود يلبسنها».
وفي قصة الإفك في سورة النور تقول عائشة رضي الله عنها: فرأى تعني صفوان بن المعطل سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وقد كان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرّت وجهي بجلبابي والله ما كلمني كلمة» (تفسير ابن كثير 3:268 270).
ومن عرف سيرة نساء الصحابة وفهمهن لنص الحجاب في الآية، يدرك ما هو السائد فهن، فلنسمع ما رواه أبو داود عن أبي أسيد الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خارج من المسجد، وقد اختلط الرجال بالنساء في الطريق فقال: «استأخرن فإنه ليس لكنّ أن تحققن الطريق، عليكنّ بحافات الطريق». فكانت المرأة تلتصق بالجدار، حتى إن ثوبها يتعلّق بالجدار من لصوقها به» (الحديث 2:439، 3:989).
وممن ألّف في حديث أسماء وتابع طرقه تفصيلاً: جرحاً وتعديلاً، الشيخ عبدالقادر بن حبيب الله السندي في كتاب سماه: (تكحيل العينين، في طرق حديث أسماء في كشف الوجه واليدين)، يقع في 100 صفحة حيث تتبع أقوال العلماء في بطلان الاحتجاج بهذا الحديث وأسباب ذلك..
والله الهادي إلى سواء السبيل.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved