| المجتمـع
* المدينة المنورة/ مروان قصاص:
ما زالت الأسر السعودية في حالة القلق المضنية التي تتزايد معاناة المواطنين منها تلك الحالة التي اسمها الحركي كما يقول أحد الظرفاء «الثانوية العامة» وهي حالة جديدة يعاني منها المجتمع السعودي خلال السنوات الأخيرة وهذا القلق من النوع المرضي والذي تشكو منه البيوت السعودية التي بها طلاب أو طالبات في الثانوية العامة وتبدأ أعراضه بالظهور منذ بداية العام الدراسي ثم يشتد ظهور الأعراض مع مرور الوقت من العام الدراسي وقد تحدث انتكاسة قوية بعد اختبارات الفصل الدراسي الأول إذا كان المعدل العام للطالب منخفضا وفي هذه الحالة تعلن حالة طوارئ من نوع خاص في عدد من البيوت وتتم الاستعانة بجهود خارجية للخروج من المأزق حيث يتم التعامل مع المدرس الخصوصي وتوفير الملخصات للمواد وغير ذلك من المضادات لمواجهة تدني المستوى لتعديل ما يمكن تعديله في اختبارات نهاية العام وتتواصل حالة القلق في تذبذب بين صعود في وتيرته وهبوط حتى تبدأ الاختارات النهائية حيث تزداد حالات القلق بين الطلاب وأسرهم وخاصة عندما تكون الأسئلة صعبة كما حدث في أول أيام الاختبار في العام الدراسي السابق في مادة الرياضيات وهو ما أدخل الرعب في نفوس الطلاب وبالفعل سجلت العديد من المدارس غيابا لعدد من الطلاب ممن صدموا بصعوبة الأسئلة وتتواصل حالة القلق في البيوت وبين أفراد الأسر حتى تنتهي الاختبارات وتتصاعد وتيرة القلق مع الإشاعات حول صدور النتائج وترقب أولياء الأمور لهذه النتائج حتى تهدأ النفوس القلقة، وبعد صدور النتائج تبدأ مرحلة القلق من أساليب القبول بالجامعات والتنقل بين مدينة واخرى وبين جامعة وكلية ويقول أحد المتابعين ان هذه القضية بأبعادها المتعددة تسبب ضغوطا كبيرة يتعرض لها الآباء والأمهات ويضيف انه لوتم حصر حالات النوبات القلبية والأزمات الصحية خلال هذه الفترة لوجد أن مؤشرها مرتفع جدا، والآن ورغم مرور أكثر من شهر على نهاية الاختبارات وظهور النتائج فان معاناة الأهالي بسبب مشكلات الثانوية العامة ما زالت تتفاعل.
حول هذه الظاهرة التقت الجزيرة بعدد من المواطنين للحديث عن آرائهم حيث يقول نعيم عبدالواحد بوقس أحد كبار موظفي السعودية بالمدينة المنورة ان القلق الذي يغلف حياة الأسر التي لها أبناء أو بنات في الثانوية العامة في السنوات الأخيرة شيء جديد على المجتمع إلا أنه حالة تتطور باستمرار بسبب التشدد في نسب القبول بالجامعات وما يصاحها من اختبارات قبول تجعل طالب الثانوية وأسرته في حالة طوارئ معلنة لمدة أكثر من ثلاثة شهور وهذا ضغط نفسي لاداعي له ومن الممكن وضع حلول مناسبة لهذا الوضع من خلال آلية تنظيمية دقيقة خاصة ونحن نعيش عصر الآلة والتقنية الحديثة التي تمكننا من تحقيق الشيء الكثير بلمسة زر واحدة.
ويقول أحمد خميس موظف انني أرجو من المسؤولين في وزارة المعارف ووزارة التعليم العالي أن يتنبهوا عاجلا لخطورة الوضع الذي يواجه أولياء أمور الطلاب بسبب عدم قبول أبنائهم وبناتهم ويتعاملوا معه بجدية ويبادروا لوضع حلول مناسبة بعد دراسة مستفيضة لكافة جوانب هذه القضية لتخفيف العبء عن كواهل المواطنين الذين يعانون كثيرا بسبب الثانوية العامة والقبول بالجامعات ولا يحصدون إلا المرض والقهر وهم يرون الفرص تهدر على أبنائهم تحت عناوين منها اختبار القبول والمقابلة الشخصية والتي قد تؤدي إلى ضياع الفرص على طلاب حصلوا على معدلات تتجاوز 95% ، ويضيف انني أطالب بعدم ذبح طموحاتنا وطموحات أبنائنا بسكين المحسوبية والواسطة.
ويقول غزاي العوفي موظف ان مشكلة خريج الثانوية ليست مستعصية أو صعبة وهي تحت السيطرة والحل لو حاولنا أيجاد حلول مناسبة لها مع وضع قوانين صارمة لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال سعيا وراء قبول أبنائهم في الجامعات والذي يعتبره البعض وهما وحلما صعب المنال في ظل تعقيدات كبيرة اجتهد في وضعها البعض دون دراسة لظروف المواطنين، وقال أين مكاتب تنسيق القبول حسب نسب محددة واختيارات مبرمجة بدلا من حشود الشباب وكبار السن وأحيانا النساء الذين يتجمعون حول مراكز القبول بالجامعات والكليات.
ويقول حسن الغري أعتقد أنه ليس من المنطقي ولا من المعقول الا يجد من نسبته 85% قبولا بالجامعات وأرى أن يتم قبول من نسبته أكثر من 85% دون حاجة لاختبار قبول أو غيره إلا في الكليات التي تتطلب ذلك للتأكد من بعض المهارات أو المميزات ويتم اجراء اختبارات القبول لمن يحصل على أقل من 85% وحسب توفر المقاعد، ويدعو الغري إلى ضرورة التوسع بقبول الطلاب والطالبات بالجامعات والكليات ويطرح الغري تساؤلا ويقول هل يعقل أن كلية طب في جامعة عريقة لا تقبل إلا عشرين طالبا؟؟!! ونحن في بلد يحتاج إلى عشرات السنين لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطب ، إذن هناك خطأ يجب التنبيه له والتصدي لسلبيات.
|
|
|
|
|