| مقـالات
نصدر كثيراً من الأحكام.. سواءً على أشخاص أو أصدقاء أو حتى أقرباء من غير معرفة بالجزء الآخر من المسألة المختلف عليها.. وقد نظلم الطرف الآخر ونحن لا نشعر، وإنما نعجل في الحكم ولذلك.. وجب النظر إلى القضايا في المحاكم من عدة جهات وسماع الدعوى من المتخاصمين.. ومعرفة الأسباب والمسببات ومن يصدر له الحكم ومن يصدر ضده، وفي هذا تبرئة للضمير.. وإثبات للعدل المطلوب. ويرى بعض المدققين أن الله عندما خلق للإنسان أذنين فإنما لهدف أن يعي البشر قيمة الاستماع، وقيمة التحري وعدم الاستعجال في الأحكام في قضايا المتخاصمين والدقة في إعطاء الحكم على الشيء لتجنب الظلم والحيف.. وقد نندم كثيراً في حكمنا على وقوع خطأ ما من شخص ما، لأننا وصفنا هذا الشخص بشتى النعوت التي هو بريء من أكثرها. وإنما ميل عاطفي وتعجل وعدم تدقيق. لأننا سمعنا من طرف واحد ولم نسمع من الطرف الآخر. وقد سمعت أخيراً أن زوجاً ظل فترة يثير المشاكل مع زوجته لحساسيته المفرطة ويتهمها بعدم نظافة المنزل وسوء الطبخ، فكان لا ينفك يثير المشاكل كلما دخل البيت أو جاء من عمله، والزوجة المسكينة تحاول تهدئته وشرح الموضوع بأنه مجرد سوء تصور منه، والرجل يبالغ في مهاجمتها، وبلغ الأمر أقصاه، ورفع قضية أو هي رفعت قضية الى القاضي الذي رأى بعد التحري. ومشاهدة حياتهما اليومية من قبل الموثوق بهم لديه، رأى ان الزوج فعلاً يبالغ ويتهم الزوجة بما ليس مقبولاً، وحاول القاضي بيان ذلك للزوج، لكنه ركب رأسه، فحكم عليه القاضي بعد ذلك بأن يتولى تنظيف المنزل ثلاثة أيام متتالية، وأن يطبخ أيضاً، فكانت الزوجة تهاجمه على سوء عمله الجديد وهو يدّعي أنه يقوم به على ما يرام، لكنها بيّنت له أنه رجل ولن يهتم بالمنزل كما تهتم النساء فكان نوع من التوازن في التعامل، وكان الحكم الذي أصدره القاضي مؤدباً للرجل وواضعاً للحل المناسب.
|
|
|
|
|