| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة
قد تكون بلادنا هي الوحيدة على مستوى العالم التي تقدم العلاج والدواء المجاني للمواطن والمقيم وذلك بدون ان تأخذ المقابل لذلك، لكن يبدو ان هذه المجانية قد اوجدت في داخل البعض اتكالية لا مبرر لها، ويعتبر صرف الدولة على القطاع الصحي كبيرا جدا حيث تخصص له المبالغ الضخمة في ميزانية كل عام وذلك بهدف توفير كافة المرافق الطبية وتطويرها وصيانتها وامدادها بما تحتاجه من الاجهزة والكفاءات البشرية والمستلزمات الدوائية كل هذا دون ان يكون هناك مقابل من رسوم مالية كما تفعل العديد من الدول، وقد كان من المفترض ان يقابل ما تقوم به بالشكر من البعض وهذا الشكر لا اقصد به الشفهي بمعناه الحقيقي وإنما دائماً يكون شكر النعم بصيانتها من التلف والإسراف والتبذير، اليوم كل من المه رأسه وكان صداعا بسيطا بسبب الإرهاق في العمل او السهر ذهب الى الطبيب ووقف ضمن طابور المنتظرين للحصول على مسكن للألم رغم انه موجود طبعا في معظم بيوتنا ويباع في الصيدليات بأرخص الأثمان، فيما تحولت هواية البعض الى جمع العلاجات والتقارير الصحية من طبيب لآخر وكل دكتور يقوم بزيارته ويخرج منه بنفس العلاج فإنه لا يرى ابدا حاجته لهذا الدواء وبالتالي يرميه في أقرب سلة مهملات يمر بها، الآن كثير من الأدوية تذهب هدرا بدون داع، فالكثير من الناس يستعمل العلاج لفترة وبمجرد حصول شفاء من مرضه حتى يبادر الى سكب القارورة في النفايات وهي لا تزال تحمل فوق النصف، وآخرون يتكرر عندهم نفس الدواء فيقومون باختيار واحد ورمي الآخر حتى لا تزدحم به ثلاجة المنزل، كثير من الهدر اليومي لعلاج قد يستفيد منه البعض، وكان من الأجدر بوزارة الصحة ان تضع حلاً جذرياً لذلك حتى لا تذهب هذه المصروفات هدرا بسبب قلة الوعي الصحي لبعض المواطنين، حيث من المفترض ان يسجل الطبيب في ملف كل مريض العلاج الذي صرف له ويحدد مدة انتهائه حتى لا يتكرر صرفه مرة أخرى وهو لا يزال حبيس أرفف صيدلية المنزل، الشيء الآخر ان يصرف لكل مريض من العلاج بمقدار الحالة حتى لو وصل الحال الى قيام الصيدلي بعملية عد الحبوب المصروفة للمريض، الشيء الثالث ان يكون للتوعية دور كبير في هذا المجال بمعنى ان تكون مواضيع اسابيع الصحة خاصة بهذا الموضوع كما يفترض ان تكتب الارشادات ايضا على علب الدواء وفي مداخل المراكز الصحية والمستشفيات بهدف نشر الوعي الصحي بين المراجعين.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف
|
|
|
|
|