| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
بعد التحية..
ضمن العناء المدرسي الذي يحتاج المعلم عندما يقدم سيلاً من العطاء والبذل تجده بين الفينة والاخرى يحتاج الى أخذ جزء من الراحة وعندما يتسني له ذلك وهو ينظر الى طلابه تجده وهو يعيش في شريط الذكريات يتوقف عند حال التعليم «سابقاً» سواءً في حال الطلب او حال التعلّم انها ذكريات رائعة وجميلة.
ولن اتحدث هنا عن حالنا يوم كنا طلاباً اذ ان هذا شريط حافل بأروع الايام الجميلة سواء فيما بيننا او مع معلمينا.
ولكن دعني اخي القارئ اشير الى نقطة مهمة كانت تلازم المعلم في القدم ولا تنفك عنه حتى انها جعلته سريع التأثير كثير الفائدة..
انها )احترام المعلم وتقديره(.
عندما كنا طلاباً كنا نرى للمعلم نصيب الاسد من حياتنا اذ انه قدوتنا ومربينا ومعلمنا ووالدنا واخونا..كل ذلك حصل عليها عندما كنا نفرش له بساط الاحترام والتقدير.
هكذا تربينا عليه من قبل والدينا ومجتمعنا ومن يتولى مسؤلية التعليم.
انها فضيلة )الاحترام والتقدير( وأنعم بها من فضيلة جعلت ذلك المعلم صادقاً في عطائه باذلاً كل ما يستطيع من النشاط والحيوية من اجل الوصول بنا الى الافضل بل لم يكن ليكتفي بالتربية في المدرسة بل رعاها حتى في الشارع وغيره.
ان فضيلة الاحترام والتقدير كانت نقطة الوصول الى الهدف المرجو الذي يطمح الانسان اليه.
ولكن نرى هذه الايام اهتزاز هذه الفضيلة الغالية من بساط المعلم سواءً في المجتمع من خلال الفهم الخاطئ او من بعض الجهات التي صبت على المعلم سيل السلبيات والتي جعلت من خطأ معلم واحد مقياساً لألف معلم!!! او من التسرع الذي انتجه ذلك المعلم خلال عمله فارتكب خطأً فادحاً تحمله غيره واوجد الخلل في المجتمع.
ناهيك اخي العزيز عن الترف الذي حل بطلابنا والدلال الذي ألبسوه من غير مصدر وكثرة الملاهي التي انجرف بتيارها فلذات اكبادنا.
فاجتمع هذا الحياة المبعثرة للأبناء بذاك فقد الاحترام والتقدير فتحول التعليم لدى كثير من ابنائنا الى عادة مملة ثقيلة حتى ان طالباً في المرحلة الابتدائية يقول: «انا لا آتي للمدرسة الا من اجل والدي حتى لا يزداد مرضه بسببي أنا» هذا في المرحلة الابتدائية فكيف بغيرها من تلك المراحل.
كم كان حلمي ان نتجه الى هذه الفضيلة الرائدة في عطاء المعلم وننظر في النقطة التي تسببت في خلخلتها ونتاجها وحتى نجعل من هذه العادة التي ترسخت في ذهن الطالب الى رغبة اساسية في حياته.
عبدالعزيز حمد الفايز - الرياض
|
|
|
|
|