| عزيزتـي الجزيرة
عندما فرض الله شرائعه في الحياة وسنَّ النظم والقوانين كانت تعتمد على العدل في كل شيء.. ومن صور عدله تعالى أن ساوى بين الرجل والمرأة في كون كل منهما له حقوق وعليه واجبات، والله تعالى عندما جعل الزواج سنّة ووسيلة يتكاثر بها البشر، أعطى الرجل حرية اختيار شريكة حياته كما يحب ويرغب في حدود شريعة الإسلام.. وكلنا يعلم أن «القبول» شرط أساسي في تحليل المرأة للرجل.. ولكن ما يحدث الآن في مجتمعنا مغاير تماماً وأعتقد أن النظر فيه من قبل مشايخنا أصبح ضرورياً، لانقاذ كثير من الفتيات من «الموافقة» الجائرة ودخول عالم رجل لا تعرف عنه سوى أوصاف تصلها من الناس، وما أريد قوله باختصار، هو أن الشاب إذا نوى الزواج، أخذ يصف من يتمناها «طولها، شعرها، جمالها، لونها، وظيفتها، عائلتها، وأخيراً دينها»!! وفي الوقت ذاته، تجلس الفتاة في بيت والدها منتظرة تحديد موعد الخطبة والزواج أيضاً، واعلان حالة الاستنفار استعداداً للزواج.. هذه الفتاة أليست بشراً أرق إحساساً ومشاعر ألا تتمنى مواصفات معينة في شريك حياتها؟!! لماذا لا تقبلون شروطها؟ ولماذا لا تحدد هي نوعية الرجل الذي يتوافق مع عواطفها وطباعها الخاصة، ما المشكلة لو طلبت الفتاة رجلاً تتمناه كذا وكذا، أم لا بد أن تقبل من أعجب والدها وإخوانها، حتى ولو كان ذا عاهة معينة. فيا أيها الآباء أنقذوا الفتيات من الزواج بهذه الطريقة ومن دخول حياة رجل غريب الشكل والأطوار، ولا حول لها ولا قوة إلا بالله.. ولعل ما دفعني لكتابة هذه الكلمات هو ما سمعته عن قصة فتاة أكرهوها على الزواج من شاب ليس فيه مما تفكر به إلا أنه رجل، كانت تتمنى شاباً جامعياً مثقفاً، له عمل مميز، ناجح في حياته، يفهم ما هي عليه من تميز واضح عن غيرها من العلم والثقافة والوعي والإدراك.. لكنهم زوجوها من شاب لم يأخذ الثانوية العامة، فقط أنعم الله عليه بالتجارة والرزق الوافر!!
هل سيسعدها المال؟ وهل سيحقق لها ما تصبو إليه؟ والله انها ستعاني طوال حياتها من هذه الخطوة ولاسيما أن الفارق بينهما كبير كبير في كل شيء..
فأعطوا الفتاة حرية الموافقة وشاوروهن في كل من يتقدم إليهن، لكن مشاورة جادة دون ضغط أو اقناع، استمعوا لشروطهن وقدِّروا انسانيتهن.. واعلموا أن هذا واجب فرضه الله جل وعلا عليكم، فهل تخلوا بواجبكم العظيم!!
ولكم كل الشكر والتقدير
جميل فرحان - سكاكا الجوف
|
|
|
|
|