|
| الاخيــرة
أفهم جيداً أن يعج شارع ما بمحال التموينات، وأن تتكاثر المطاعم المتلاصقة، والدكاكين المتشابهة الشكل والمضمون، بل وأحياناً الاسم والديكور.
أفهم ذلك انطلاقاً من فهمي الخاص وربما الحقيقي لقوله صلى الله عليه وسلم: *أطلبوا الرزق عند تزاحم الأقدام<.
وأفهم ان يتجه الدارسون الى قضايا متقاربة ومتشابهة إما غيرة حيناً، واما تواصلاً وامتداداً لفكرة واحدة لم تشف دراسة وتمحيصاً.
وأفهم ان يتجه الناس إلى شراء سلعة ما طالبين مواصفات معينة، أو مستفيدين من تسهيلات مغرية، أو مقلدين دون أي نوع من الميل إلى التفكير أو سؤال الذات عن سبب الاندفاع وراء هذا التقليد.
أفهم أشياء كثيرة تحدث في نسق واحد، وسياق واحد، وللوصول الى هدف واحد، واستطيع أن أقبل أي تبرير وشفاعة لهذا التقليد أو ذاك، دون أن يستوقفني مانع، أو يلفت نظري دافع ، أو تجول في خاطري شبهة تلقي بظلالها، أو تستنزف الأسئلة وتجعل اللهاث أمام الأجوبة أمراً لابد منه مهما طالت المسافات، واشتدت المعاناة.
أفهم أن تكثر مؤسسات الخير، وتتسابق اليه وتتبارى في تقديمه، وتتفانى من أجله.. لكن الذي لا أفهمه.. ولا يمكن أن أفهمه.. بل لا أريد أن أفهمه، هو أن يكون السباق والتباري في تضاد بحيث يضيع الخير وتذوب مؤسساته.
المطلوب انشاء وحدات خيرية *في المؤسسات الصحية والعلمية، والاجتماعية.. الخ< بحيث تتكامل وتتآزر، وتتوحد جهوداً لانعاش المؤسسة الأم ورفدها، لا أن تنشأ مؤسسات جديدة، لا تكتفي بسلوك الدرب ذاته، واستخدام المفردات النظرية والعملية ذاتها من أجل الوصول إلى ذات الأهداف مما يعني بعثرة للجهود وتقزيما للأهداف، بل تتعدى ذلك إلى استقطاب الكادر الوظيفي للمؤسسة السابقة التي سهرت كثيراً وخسرت أكثر على تأهيله، وتدريبه، وتحمل سلبياته الى أن وصل الى ما هو عليه من تميز ادائي ومستوى معرفي، يغري تلك *المستجدة< التي تسحب البساط من تحت أرجل الجميع، بغض النظر عما يسببه ذلك من آثار سلبية على الآخرين، كل ذلك تحت شعار العمل الخيري، بل تحت ذريعة *حنا ما نبي نأخذكم من مكانكم، بس حنا نبي خبرتكم عندنا تطوعي في سبيل الخير وجزاكم الله كل خير<، وهم يعلمون علم اليقين أن ذلك الكلام الناعم يؤدي حتماً الى وضع خشن.. وتاليتها؟!
hend majid@hotmail.com
|
|
|
|
|
